أشرنا في عدة مقالات سابقة بالجريدة ، إلى أن تعبيد الطرقات بالمدينة لم يكن في مستوى تطلعات السكان ، لأنه حسب العارفين بالصفقات ، لم يكن هناك التزام بالمعايير المتبعة والمعروفة وطنيا في بناء الطرق وتعبيدها ، وقد حذرنا أنه سوف تظهر الحقيقة سريعا ، وفعلا لم تمض سوى أيام حتى تشققت جلها ، وبعد أشهر ظهرت العيوب للجميع . مع ارتفاع درجة حرارة فصل الصيف تآكلت جنبات الطرق المعبدة ، وتبخرت «الزيوت المحروقة» التي استعملت للتعبيد ، وتبين بأن ما زفِّت أغلبه غير مستو ، ومع نزول الأمطار جرفت المياه كميات كبيرة من الرمال والحصى التي استعملت في عملية التعبيد ،الأمر الذي أدى إلى ظهور ما خفي من حفر بأماكن وسط الطرق . ليتم ترقيعها مرات عديدة تجاوزت أربع مرات ولم يتم تعبيدها بشكل جيد ، هذا الأمر جعل المتتبعين لشؤون المدينة يطرحون أكثر من سؤال بشأن طريقة معالجة الحفر ؟ ففي فصل الصيف تمت عملية الترقيع بصب الإسمنت والحصى بالحفر ،الأمر الذي أدى لتشققها وتلفها بسرعة جراء حرارة الصيف .وفي فصل الشتاء تمت عملية الترقيع بملء الحفر بالحصى والتراب لتجرفها مياه الأمطار بسرعة ! ومؤخرا تمت عملية الترقيع مجددا بصب الزيوت المحروقة على الحصى بحفر المجلس دون تسويتها ، الأمر الذي جعل أصحاب العربات والشاحنات مستائين لما يلحق بهم من ضرر ، ويتساءلون هل هي موانع للتخفيف من السرعة ؟أم هناك أمر آخر؟ وأصبحت الشوارع مليئة ببقع إسفلتية سوداء شوهت المدينة . إنه زمن حفر المجلس الكثيرة والتي لا تحصى وهي بكل الطرقات رئيسية كانت أو هامشية ، أمام الإدارات العمومية والمؤسسات التعليمية ومحطة الحافلات وسيارات الأجرة ، وغيرها من الطرق التي تعرف حركة سير كثيفة . وهي تشكل خطرا حقيقيا على المواطنين ، كعرقلة السير ، فإن تجنبت حفرة سقطت في حفر أخرى ، إضافة إلى تطاير الحجارة جراء حركة السير والجولان . والخطير أن هناك حفرا عميقة مخفية تظهر فجأة في مفترق الطرق الرئيسية والتي تعرف حركة سير مستمرة. وهذه الحفر هي في الغالب لمجاري المياه الملوثة . إنها وباختصار مدينة الحفر بامتياز .وهنا نضع سؤالا عريضا : كم كلفت عملية الترقيع التي تجاوزت أربع مرات في مدة لا تزيد عن الثلاث سنوات ، ميزانية البلدية ؟ وما موقع هذا من مقولة ترشيد النفقات ؟ !