افتقدت الساحة الفنية الوطنية صباح أول أمس الثلاثاء الفنانة الشعبية القديرة الحاجة الحمونية، أسطورة العيطة الحصباوية، وذلك عن سن يناهز 76 سنة. وعلم من نجل الفنانة الراحلة أن الحاجة الحمونية كانت تعاني مرض الربو (الضيقة)، أجرت على إثره العديد من الفحوصات الطبية بمدينة الدارالبيضاء مؤخرا قبل عودتها إلى آسفي، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة بعد أن اشتدت عليها وطأة المرض بمحل سكناها بحي «عزيب الدرعي» وقد ووري جثمان الفقيدة، التي خلدت اسمها كإحدى العلامات الكبرى في تاريخ فن العيطة بالمغرب، الثرى مباشرة بعد صلاة العصر بمدينة آسفي. وتعد الحاجة الحمونية واحدة من آخر معاقل العيطة الحصباوية وأشهر حافظة لمتونها. وتنحدر الحمونية من منطقة الشياظمة بإقليم الصويرة، وكان والدها رجلا صوفيا مشهورا في منطقته، الشيء الذي جعله يرفض بشدة توجه ابنته إلى عالم عالم الفن والغناء. تزوجت الحمونية برجل في البداية، لكنها افترقت منه وخلفت معه بنت، وتزوجت رجلا ثانيا هو الشيخ الجلالى، ورحلا سويا إلي مدينة آسفي التي استقبلتها بالترحاب. وفي الستينيات ابتدأت حياة جديدة لأسطورة العيطة، حبها لفنها ولزوجها الذي لقنها فن لعيوط الحصباوية إلى أن أصبحت من الرائدات تصول وتجول في هذا الميدان الشاسع الأطراف والذي لا نهاية له. ارتبطت بفرقة أولاد بن عكيدة الذين تكن لهم تقديرا كبيرا لأنها من المجموعات القليلة التي لا تزال تحافظ على فنون العيطة بمقوماتها الأصيلة.