ودعت الساحة الفنية المغربية، صباح أمس الثلاثاء، واحدة من رائدات فن العيطة بالمغرب، ويتعلق الأمر بالفنانة الشعبية فاطمة الكوط، الشهيرة ب"الحامونية"، التي لفظت أنفاسها الأخيرة في أحد مستشفيات الدارالبيضاء بعد معاناة مع المرض. الحاجة فاطمة الحامونية (خاص) بوفاة الحاجة الحامونية تكون الساحة الفنية المغربية فقدت علما كبيرا من أعلام فن العيطة الحصباوية، إذ ناضلت طيلة مسارها الفني، من أجل الحفاظ على هذا الفن التراثي المغربي الأصيل وحرصت على نشره في أوساط الشباب والمهتمين من الطلاب الباحثين في هذا الميدان، وجل الشيوخ والشيخات الذين عملوا معها وتتلمذوا علي يديها. وفي هذا السياق، يقول رئيس مؤسسة النور لفن العيطة، الفنان والباحث المغربي في فن العيطة، عبد الفتاح المسناوي، في حديث مع"المغربية"، إن رحيل الحامونية يعد خسارة لفن العيطة في المغرب، لأنها تعد من آخر الرواد الحافظين لمتون هذا الفن العريق والعالمين بأسراره. وأضاف المسناوي، الذي تتلمذ على يدي الراحلة، أن الحامونية من الفنانات اللواتي حملن على عاتقهن مسؤولية الحفاظ على فن العيطة المرساوية كما غناها الآباء والأجداد، وناضلت من أجل التعريف بها وتلقين أبجدياتها للجيل الجديد. من جهته، قال عازف الكمان ابن مدينة آسفي، كمال الطلياني، إن الراحلة استطاعت الحفاظ على فن العيطة لمدة تجاوزت 60 سنة، واصفا إياها ب"الفنانة العصامية التي لم تدرس أصول الغناء في أي معهد موسيقي، فهي مبدعة بالفطرة شأنها شأن الراحلة الفنانة التشكيلية الشعيبة التي أبهرت العالم بفنها الفطري" . وأوضح الطلياني المتحدر من أم إيطالية عشقت فن العيطة، وشجعته على البحث فيه، وأب مغربي من أبناء مدينة آسفي إحدى معاقل هذا الفن الأصيل، أن العيطة فن نبيل، وأنها من الفنون المغربية الأصيلة، التي تعبر عن لغة الأجداد ونضالهم على مختلف العصور، مشيرا إلى أن رواد العيطة ساهموا بشكل أو بآخر في تحرير المغرب من الاستعمار الفرنسي، من خلال غنائهم الذي كان يذكي حماس الشعب، الذي كان تواقا للانعتاق. وتعد فاطمة الحامونية، التي ولدت بمدينة الصويرة، واستقرت في عاصمة العيطة الحصباوية آسفي رفقة زوجها الراحل الشيخ الجيلالي، من الفنانات المجتهدات في فن العيطة، إذ كانت تحفظ الكثير من العيوط الشهيرة والأكثر صعوبة وتعقيدا من قبيل "اللي بغا حبيبو"، و"خربوشة"، و"ما شتو لغزال"، و"حاجتي بكريني".