بنك المغرب: حاجيات سيولة البنوك تبلغ نحو 136 مليار درهم خلال شهر دجنبر 2024    خارجية قطر: الساعة 8:30 صباح الأحد سيبدأ تطبيق اتفاق غزة    رسميًا.. باريس سان جيرمان يضم كفاراتسخيليا حتى 2029    نهضة بركان يطرح تذاكر مواجهة ستيلينبوش الجنوب إفريقي    توقعات أحوال الطقس لليوم السبت    عاجل..العثور على أطنان من المخدرات إثر حادث انقلاب لشاحنة في الطريق السيار (فيديو)    ضبط شخصين يشتبه تورطهما في السياقة الخطيرة في ظروف تهدد سلامة الأشخاص والممتلكات    الوزير قيوح يترأس اجتماعا تنسيقيا للتحضير للدورة الرابعة للمؤتمر الوزاري العالمي حول السلامة الطرقية    الدار البيضاء.. سفير الصين بالمغرب يدشن الاحتفالات بعيد الربيع الصيني    حملة تفتيشية بالمدينة العتيقة لطنجة تغلق محلات لبيع المواد الغذائية والتجميل لعدم الالتزام بالضوابط الصحية    أفضل الوجهات السياحية في المغرب: دليل شامل لعام 2025    المحكمة العليا الأمريكية تؤيد حظر تطبيق تيك توك    هل يفتح اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" أفقا للسلام الدائم؟    نيناتي: أمتن لدعم الملك لتنمية ليبيريا    له موقف كراهية ضد المملكة.. الرباط تنفي أي صلة بمغربي موقوف بتهمة التجسس في ألمانيا    السياقة الاستعراضية توقف شخصين    "كوديم" يتنفس الصعداء بهزم "الماط"    الدار البيضاء.. سفير الصين بالمغرب يدشن الاحتفالات بعيد الربيع الصيني    إتقان اللغة الأمازيغية.. من السلطان محمد الثالث إلى ولي العهد مولاي الحسن: إرث ثقافي مستمر    بلاغ لوزارة الخارجية المغربية يشيد ب "وقف القتال والهجمات على المدنيين" في غزة    نور الدين أمرابط يرفض عرض الوداد ويُفضل العودة إلى إنجلترا    الجيش يفتقد 3 لاعبين أمام ماميلودي    طقس السبت.. امطار وثلوج بعدد من مناطق المملكة    المغرب يشيد باتفاق وقف إطلاق النار في غزة ويدعو لسلام دائم    إسرائيل تنشر قائمة بأسماء 95 معتقلا فلسطينيا ستفرج عنهم اعتبارا من الأحد    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها بالأحمر    شهادة تأمين "المسؤولية المدنية العشرية" أصبحت إجبارية للحصول على "رخصة السكن"    جنيف.. مطالبات بتسليط الضوء على ضحايا الاختفاء القسري في تندوف    المغاربة يتصدرون قائمة الأجانب المسجلين في الضمان الاجتماعي بإسبانيا    توقيف عنصر متطرف بتاوريرت يتبنى الفكر المتشدد لتنظيم «داعش» الإرهابي    مجموعة مارتينيز أوتيرو الإسبانية تختار المغرب لفتح أول مصنع لها في الخارج    "بوحمرون" يجلب قلق ساكنة طنجة.. مسؤولون: الوضع تحت السيطرة    تخفيف ضريبي يرفع معاشات التقاعد    "أطاك" تنتقد لجوء الدولة إلى تكبيل الحق في ممارسة الإضراب    كوت ديفوار تجدد التأكيد على موقفها الثابت الداعم للوحدة الترابية ولمغربية الصحراء    انضمام الحارس المغربي أنس الزنيتي إلى الوصل الاماراتي    التأشيرة الالكترونية.. نتائج إيجابية على القطاع السياحي بالمغرب (وزارة)    الهند وباكستان في طليعة المستفيدين من التأشيرة الإلكترونية المغربية.. إصدار أزيد من 385 ألف تأشيرة منذ 2022    مغاربة يحتفلون باتفاق غزة وينددون باستمرار الإبادة عقب صلاة الجمعة    وفاة الممثل المصري فكري صادق بعد صراع مع المرض    أوريد يوقع بمرتيل كتابه "الإغراء الأخير للغرب: تداعيات الحرب على غزة"    وفاة جوان بلورايت نجمة المسرح والسينما البريطانية عن 95 عامًا    ارتفاع أسعار النفط في ظل مخاوف بشأن المعروض    قصة حب ومليون دولار.. تعليق من براد بيت على قصة الفرنسية التي خدعت بغرامه    الرجاء يعلن انطلاق عملية بيع تذاكر مباراته ضد مانييما    منع الجمهور التطواني من التنقل لمتابعة مقابلة النادي المكناسي    الصين تؤكد على التزامها الدائم بتعزيز التحول العالمي نحو اقتصاد منخفض الكربون    حمودان يقدم لوحات فنية في طنجة    مزاد يثمن الفن التشكيلي بالبيضاء    «نحو مغرب خال من السيدا بحلول 2030»: اليوم الدراسي للفريق الاشتراكي يسائل السياسات العمومية والمبادرات المدنية    تناول المضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب..مختص يفرد التداعيات ل" رسالة 24 "    خبيرة توضح كيف يرتبط داء السيدا بأمراض الجهاز الهضمي..    HomePure Zayn من QNET يحدد معيارًا جديدًا للعيش الصحي    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    الجمعية النسائية تنتقد كيفية تقديم اقتراحات المشروع الإصلاحي لمدونة الأسرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور الناصري بناني محمد : لهذه الأسباب نقاطع مناظرة العبث
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 01 - 07 - 2013

قررت المنظمات النقابية والحقوقية والجمعوية المنضوية تحت لواء »"الجبهة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة"،« مقاطعة الندوة المنظمة من طرف وزير الصحة بتوجيه ممن لهم مصلحة مالية في ذلك، مؤكدين أن الدولة »"ستبيع"« قطاع الصحة للمستثمرين الأجانب والمغاربة أصحاب الملايير، مما سيحول وضعية الخدمات الصحية بالمغرب إلى حالة أسوأ مما هي عليه اليوم. وقد توالت مداخلات 15 عشر ممثلا عن الشبكة خلال الندوة الصحفية التي عقدتها مساء يوم الاثنين بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، حيث لم يكتفوا بتوضيح خلفيات »"إهداء"« قطاع الصحة لذوي النفوذ المالي الذين شرعوا في بناء مستشفياتهم الخاصة في بعض المناطق بالمغرب، وعلى رأسهم شركة للتأمين مغربية وأجنبية، و كذلك بينوا سوء ما ينتظر المواطنين الذين سيتحولون إلى زبناء للاتجار لا إلى بشر يجب التعامل معه على هذا الأساس، خاتمين مداخلاتهم بأن الدولة تتخلى نهائيا عن حق نصت عليه في دستورها الحالي (الفصل 31).
وكانت وزارة الصحة قد أعدت في سرية تامة برنامجا بتوجيه من مراكز المال الدولية، وكتابا أبيض عهدت بإنجازه إلى أجنبي كما لو أن المغاربة ليسوا أكفاء، والواقع يثبت العكس، وفي ميدان الصحة بالأساس يوجد مغاربة تستشيرهم المنظمات الدولية وتكلفهم بإجراء دراسات، مما جعل الجبهة التي يعود تأسيسها ليوم 30 ماي 2009 تتأكد مما يخطط له وتريد الدولة فرضه مستخدمة في ذلك مع الأسف الوزير/الطبيب الذي يعرف واقع الصحة= وخطورة المشروع لكن لا سلطة له.
كما أعلنت الجبهة أنها ستعقد ندوة صحفية صباح يومه الأربعاء في الساعة 9 بكلية الطب والصيدلة بالبيضاء لتعلن خلالها عن البيان الصادر بهذا الشأن وبرنامج العمل المتخذ لمواجهة سياسة الدولة لإبعاد الصحة عن المواطنين.
في هذه الصفحة نقدم استجوابا مع الدكتور الناصري بناني محمد وإحصائيات حول واقع الصحة المظلم وتصريحات لبعض الفاعلين في قطاع الصحة من الأساتذة الجامعيين:
يقال إن مقاطعتكم الوطنية لكونكم توصلتم باستدعاء الحضور مكتوب باللغة الفرنسية؟
مراسلة التي تلقيناها من السيد الوزير بلغة اجنبية والتي تعتبر البعض انها مسألة شكلية او ثانوية، نحن نعتبر ان احترام الدستور من طرف المسؤولين على تسيير الشأن العام، اولا، هو من القضايا الاساسية، وكان من الممكن ان نكون سببا كافيا لمقاطعة ذلك النشاط الذي دعانا اليه السيد الوزير، لاننا مقتنعون ان اي واحد لا يحترم دستور بلاده، ومقوماته الثقافية وهويته الوطنية، لا يمكن في نظرنا ان يحظى بالاحترام او ان يكون مسؤولا حكوميا يسير شؤون هذا البلد.
كم كنت اتمنى لو ان السيدة الوزير بدل ان يراسلنا بلغة اجنبية اما اللغة العربية الرسمية الواجب عليه دستوريا استعمالها وباللغة الامازيغية التي هي لغة وطنية.
ومع ذلك فانا لست ضد الانفتاح عن اللغات او ضد لغة موليير وفولتير بل انا ضد خرق الدستور، وضد الاستيلاب الملفت اجنبية طبعت ماضينا بالاستعمار الذي حاربه اباؤنا
ماهي الاسبابا لاخرى التي دفعتكم لمقاطعة المناظرة؟
فبالاضافة الى مسألة اللغة التي اعتبرها اساسية، فهذه المناظرة. لم نشرك في التحضير لها، وككل المناظرات او المؤتمرات يجب ان تعقد كتتويج لعمل ونقاش وحوار مع كل الاطراف المعنية بالنظام الصحي لان اشكالية الصحة في بلادنا لا تعني فقد مقدم الخدمات بل تعني بالاساس المواطنين المرضى الذين سيطبق عليهم ذلك النظام.
والحوار الذي كنا دائما نطالب به وهو حوار مع المعنيين الاساسيين عبر ممثليهم في الجمعيات والاحزاب والنقابات المهنية للجواب على سؤال اساسي يتعلق ب
ماهو النظام الصحي الذي نريده لبلادنا، وكم وكيف، وكم يجب ان نخصص للصحة في امكانيات مادية وبشرية لتلبية الحاجيات الملحة و الضرورية لمواطنينا،
وكيف يجب ان نتعامل مع تلك الامكانيات الا ان هذا الحوار لم يتم، ولم تستجب الاطراف الحكومية لمختلف نداء اننا كمهنيين وكمواطنين معنيين بنظامنا الصحي، بالرغم من اننا مقصيين ومحرومين نحن وابناؤنا في اي حق - رغم انه دستوري - في الولوج للعلاج، والحق في التغطية الصحية، والحماية الاجتماعية، بالرغم من كل النداءات التي قدمناها خاصة للحكومة عبر مذكرة قدمناها لرئيس الحكومة وأخرى الى السيد وزير الصحة.
ومع الاسف لم نتلق اي جواب بالرغم من مرور اكثر من 18 شهرا على ذلك. فعن اي حوار تتكلم الحكومة، وهي تقصي اطر بلادها من اطباء، واطباء اسنان ومحامون، ومهندسون، وصيادلة واحيائيون وبيطريون وخبراء محاسبون.. وغيرهم من اصحاب المهن الحرة الذين يقدمون خدمات اساسية لهذا البلد يعانون في صمت هم وابناؤهم بسبب اقصائهم من طرف من يحكمون هذا البلد.
لكل هذه الاسباب، بالاضافة الى ما يقوم به المسؤولون ومنذ سنوات من تهديم ممنهج للمستشفى العمومي بحيث نلاحظ انه بعد تقليص الميزانية المخصصة للصحة، في اطار ما سمي المخطط التقويم الهيكلي، المملاة من طرف المؤسسات المالية الدولية في بداية الثمانينات، هذه المؤسسات الحاضرة الان بقوة في النماظرة المزمع تنظيمها، ومرورا بالمغادرة الطوعية التي افقدت قطاع الصحة العمومية من بعض خيرة اطر الطبية والتمريضية الادارية، اضافة الى ما قام به السيد وزير التعليم العالي ووزير الصحة الحالي من خرف سافر للقوانين الجاري بهال اعمل في بلادنا، والسماح بطريقة محتشمة وغير واضحة للاساتذة الجامعيين واطباء الصحة العمومية بهجرة المستشفيات والذهاب للاشتغال بالقطاع الخاص.
حقيقة ان هذه الاطر الصحية تعمل في ظروف صعبة وتتعرض يوميا للعديد نم الانتقادات نم طرف بعض المواطنين وبعض و سائل الاعلام بسبب وضعية ليسوا مسؤولين عنها، ودفع ببعضهم للعمل خارج القانون قصد تحميلهم مسؤولية تدهور قطاع الصحة العمومية وتهييء المستشفى العمومي للبيع للمستثمرين التجاريين كانوا اجانب ام مغاربة لذلك، فان كل من يساهم في هذا المخطط عن وعي او غير وعي سوف يتحمل مسؤولية تاريخية عن ارجاع الاستعمار بطرق متنوعة الي بلادنا والتفريط في السيادة الوطنية، لان التعامل مع صحة المواطنين بمنطق منفصل عن الاخلاقيات والضوابط المؤسسية للممارسة الطبية، وحق المواطنين في الولوج للعلاج، لا يمكن ان يعتبر الا تنفيذ سياسة خاطئة، وهذا ما عملت عليه وزارات الصحة حيث قامت بالتأسيس لنزاعات وصراعات فرعية مما ادى بها الى البحث عن حلول ترقيعية وظرفية وجعلها بالتالي تراكم السلبيات، مما جعل بلادنا تحصد ميدانيا ما عمل المسؤولون عن زرعه في ميدان الصحة.
لهذه الاسباب اعتبرناه ان المخطط الذي يريد السيد وزير الصحة تمريره في المناظرة ويريد منا تزكيته، والذي يتمثل في فتح الاستثمار لرؤوس الاموال والامتثال لنظام السوق الذي سيودي الى خلق الضروريات والحاجيات مع الكماليات لان الفاعل الاقتصادي والمالي لن يتردد من اجل الربح ان يروج لسلع تارة موقوقة وتارة مشبوهة.
فهذا ما جعلنا نعتبر ان المتاجرة في الصحة يعتبر مدخلا لانزلاق مرعب سوف يؤدي الى اقصاء شرائح واسعة من المواطنين من حقهم في الولوج للعلاج.
فهذه الاسباب الحقيقية التي دفعتنا الى تحمبل مسؤولياتنا تجاه وطننا ومواطنينا، للجهر بحقيقة ما يدبر لقطاع الصحة، واتخاذ القرار بعدم المشاركة في تزكية هذا العبث الذي اطلق عليه المناظرة الوطنية حول الصحة.
ألا تعتبرون ان غياب النقابة الوطنية لاطباء القطاع الحر وحدها عن الحضور للمناظرة سوف يكون له تأثير على هذه المناظرة
ان الموقف الذي توصلنا اليه بعد نقاش صريح ومسؤول، لم نتخذه وحدنا بل نتشارك فيه مع زملائنا العاملين في قطاع الصحة علي مستوى القطاع الجامعي والقطاع العام بمختلف نقاباته، بالاضافة الى زملائنا في نقابات الصيادلة، والفيدرالية الوطنية لاطباء الاسنان وفي الغرفة النقابية للاحيائيين، والمحامون والمهندسون المعماريون، والخبراء المحاسبين، وغيرهم من المهن الحرة، بالاضافة الى المنظمات الحقوقية، ونقابات التجار والحرفيين والعديد من جمعيات المجتمع المدني التي تناضل من اجل حماية صحة المواطن المستهلك.
وهذا الحوار توج يوم الاثنين 24 يونيو 2013 بلقاء حضره العديد من الصحفييين وصدر عنه بيان يدعو الى مقاطعة هذه المناظرة والدفاع عن الصحة كمرفق عمومي وعدمة اجتماعية.
ومن الخلاصات الاساسية عن هذا اللقاء هو الاعلان البدء في ينظم حوار وطني حقيقي بين كل الفاعلين المهنيين والنقابيين والسياسيين والمجتمع المدني من اجل التوافق على سياسة وطنية للصحة تنطلق من وضع تشخيص دقيق لمنظوتنا الصحية، ويحدد الاشكالات المطروحة والحاجيات الملحة والضرورية اخذا بعينا لاعتبار الامكانيات المتاحة والواجب تجنيهدا من أجل ترتيب الحلول حسب الاولويات كل ذلك من اجل حشد كل الامكانيات الوطنية للدفاع عن الصحة كمرفق عمومي وعدمة اجتماعية يجب توفيرها لكل المواطنين بدون تمييز بين الفقير والغني مع ضمان حق المريض في اختبار طبيب المعالج والحفاظ على استقلالية القرار الطبي، مع العمل على تعزيز الاخلاقيات والضوابط التي تخضع لها الممارسة الطبية للحفاظ على نبلها وشرفها وعمقها الانساني عكس ما تهدف له المناظرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.