تختتم اليوم الجمعة بمدينة مراكش أشغال المؤتمر الدبلوماسي المعني بالأشخاص معاقي البصر، الذي انعقد لأول مرة في تاريخ المؤتمرات المنظمة العالمية للملكية الفكرية في دول عربية وإفريقية، على إيقاع الاعلان عن الصيغة النهائية ل«معاهدة مراكش» لاعتماد صك دولي حول التقييدات والاستثناءات لفائدة ذوي الإعاقة البصرية والأشخاص العاجزين عن قراءة المطبوعات. وكان المتفاوضون المشاركون في المؤتمر الديبلوماسي المعني بالأشخاص المعاقين، الذي تنظمه المنظمة العالمية للملكية الفكرية، قد توصلوا الثلاثاء الماضي إلى اتفاق حول مسودة «معاهدة مراكش» لتحسين نفاذ العدد الكبير من الاشخاص معاقي البصر والاشخاص العاجزين عن قراءة المطبوعات على الصعيد العالمي إلى المصنفات المحمية بحق المؤلف. وتروم هذه المعاهدة الي تعزيز ولوج ضعاف البصر والأشخاص الذين يعانون صعوبات قراءة النصوص المطبوعة في العالم للمؤلفات المحمية برسم حقوق المؤلف، كما أنه من شأن هذا الصك الدولي الجديد الذي سوف يحمل اسم مدينة مراكش أن يسهم في تحسين توافر النسخ المعدة بأنساق ميسرة على الصعيد الدولي لفائدة الاشخاص معاقي البصر وفي تبادل تلك النسخ عبر الحدود. وكان المغني العالمي ستيفي ووندر تعهد بالقدوم إلى المغرب والغناء مباشرة أمام المشاركين في المؤتمر الدبلوماسي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية في مراكش، في حال تم الاتفاق على إزالة كافة التقييدات المتعلقة بالملكية الفكرية لفائدة الأشخاص ضعاف البصر والمكفوفين. وقال ستيفي ووندر في رسالة فيديو تم بثها يوم الجمعة الماضية أمام المشاركين: «افعلوها، وقعوا على الاتفاق، صادقوا عليه، وانشروه، وسأكون رهن إشارتكم». وأضاف النجم العالمي، الذي يعاني بدوره من إعاقة بصرية، إنه سيحلق في أول طائرة متجهة إلى مراكش للاحتفال بهذا الحدث في حال تم التوصل إلى الاتفاق المرجو في هذا المؤتمر الذي تختتم فعالياته يوم اليوم الجمعة. وحسب المنظمة الدولية للملكية الفكرية (الويبو)، سيتفيد من هذه المعاهدة نحو 300 مليون من المكفوفين أو معاقي البصر في كل أنحاء العالم، من ضمنهم 90 في المائة يعيشون في البلدان النامية، من نظام حق المؤلف يتسم بمرونة أكبر وبتكيّفه مع الوقائع التكنولوجية الراهنة. ويشير الاتحاد العالمي للمكفوفين إلى انه لايتاح في انساق ميسرة لفائدة الاشخاص معاقي البصر إلا أقل من 5 بالمائة من أصل مجموع المتب التي تنشر على مستوى العالم كل عام والبالغ عددها مليون كتاب تقريبا. وكثيرا ما يحتاج الأفراد العاجزين عن قراءة المطبوعات إلى تحويل المعلومات إلى نسق البراي أو إلى أنساق بحروف مضخمة أو ملفات صوتية أو إلكترونية أو أنساق أخرى باستخدام التكنولوجيات المساعدة. ولا تُتاح إلاّ نسبة قليلة جدا من الكتب المنشورة على الصعيد العالمي بأنساق ميسّرة لمعاقي البصر. وقد اتخذ هذا القرار بالإجماع خلال اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدبلوماسي المنعقدة بجنيف يومي 17 و 18 دجنبر 2012، بحضور العديد من الدول الأعضاء وعدة منظمات حكومية وغير حكومية، والتي صادقت على مشروع النظام الداخلي لهذا المؤتمر، وكذا قائمة المدعوين للمشاركة وغير ذلك من الترتيبات التنظيمية للمؤتمر. وتجدر الإشارة أن مشروع احتضان هذا اللقاء الدولي قد انطلق إثر لقاء جمع بين كل من رئيس المنظمة العالمية للملكية الفكرية ووزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي في ثالث أكتوبر الماضي بمدينة جنيف.