أثار نفوق حوالي ثلاثين زعطوط، أو قردة المكاك البربرية، في نواحي آزرو شتاء 2008-2009 بسبب التساقطات الثلجية قلق وفضول مجموعة من الخبراء البريطانيين المهتمين بدراسة سلوك الحيوانات وعلاقتها بالوسط الذي تعيش فيه، الأمر الذي جعلهم يضعون هذه الفصيلة من القردة تحت مجهر المراقبة والتتبع لتحديد العلاقة الترابطية بين سلوكها الاجتماعي واستمرارها على قيد الحياة رغم الظروف الطبيعية الصعبة. وحسب نتائج الدراسة التي نشرها الباحثان ريتشارد ماكفارلاند وبونافنتورا ماجولو على صفحات دورية (Biology Letters) في عددها الصادر أمس الأربعاء، فإن المعطيات التي تم تجميعها على مدى ستة أشهر قبل بداية فصل الشتاء، تشير إلى ارتباط تنبؤ القردة بسوء الأحوال الجوية بالعوامل السوسيو-إيكولوجية. وأوضحت الدراسة العلمية، الأولى من نوعها، بقاء هذا النوع الحيواني مرتبط إلى حد كبير بطبيعة العلاقات الاجتماعية التي تجمع أفراد المجموعات في ما بينها وبتأقلمها مع وسطها الإيكولوجي. وجاء في البحث على لسان الباحث ماجولو: «لقد حصلنا على دليل علمي بأن عدد العلاقات الاجتماعية، وليس طبيعتها، هي التي تؤثر بشكل كبير على استمرارية هذه الفصيلة على البقاء.» وأضاف بالقول: «بقاؤها على قيد الحياة قد يكون مرتبطا إلى حد كبير بتوفرها على شبكة واسعة من العلاقات ، إذ يوفر عليها هذا الأمر مسألة البحث عن الطعام في أماكن بعيدة والاضطرار لسرقته، كما يسهل عليها عملية إيجاد مأوى بين أفراد مجموعات أخرى أيام البرد والثلج».