بكل المقاييس نجح مهرجان فاس للموسيقى العالمية، ومما زاد من قيمته هذا السنة نوعية وقيمة المشاركين سواء المغاربة أو أجانب بعد باجدوب، عبد الرحيم الصويري، عائشة رضوان ،و ناس الغيوان و حميد القصري سواء بباب الماكينة أو ساحة بوجلود، دار التازي أو دار اعدييل دون أن ننسى متحف البطحاء في هذه الأماكن التقى الفرنسي بالأمريكي والصيني بالانجليزي والمغربي، حيث كان المهرجان نقطة التقاء هؤلاء رغم اختلاف اللغات، إلا أن الموسيقى والكلمة واللفظ وحدت كل هذه الأجناس بباب المكينة التي كانت على موعد يوم الأحد مع الفنان الإسباني عازف القيثارة والذي يعتبر من بين الثلاثة الأوائل في العالم، الذي تمكن من جلب الآلاف من الجماهير التي ملأت ساحة باب الماكينة عن آخرها، لتتمكن الفنانة السورية أصالة نصري من تحقيق الرقم القياسي في تاريخ المهرجان، حيث حضر لمشاهدتها أكثر من 12 ألف متفرج لتطربهم الفنانة السورية بأجود ما لديها من الأغاني، تجاوب معها الحضور على امتداد 3 ساعات . وكان الجمهور على موعد يوم الجمعة على الساعة الرابعة بمتحف البطحاء مع الفنانة المتميزة اليهودية فرنسواز اطلان ومجموعة القدس، ،المغرب، فلسطين . هذه الفنانة التي تنهل من عمق التقاليد الموسيقية المغربية وتستثمر التراث الأصيل من غناء اللا دينو(اليهودي - الاسباني) إلى التقاليد اليهودية العربية و من التقاليد اليهودية البربرية إلى الطرب الأندلسي، مضيفة عليه حيوية معاصرة هائمة على وجهها في متاهة التاريخ مع التحولات الشفوية الرائعة التي يشهدها هذا البلد . الجماهير الحاضرة انبهرت لما قدمته الفنانة فرنسواز أطلان ومجموعة القدس التي عملت على إبراز الأغاني الدينية و الدنيوية الكلاسيكية والشعبية التي يزخر بها التراث العربي برفقة «تخت» من الموسيقيين الكلاسيكيين . من أجل التسامح، من أجل السلام من أجل التوحيد داخل هذا الوطن السهرة الرئيسية لباب الماكينة أحيتها فرقة الكوسبل شيكاكو تحت رئاسة الفنانة «لايدي سميث» . هذا المشروع الفني المتميز بقيادة عازف قيثارة الباص «بيل لبوذا ديكنز» وهو من أشهر الموسيقيين الأمريكيين السود وبمبادرة من المنتجين الفنيين محمد بلجودي ولاري سكولر، بين مغنية الكوسبل الشهيرة في شيكاكو «لين فين» و مجموعة «فيفور» و مجموعة «لايدي سميت» كوسبل من مدينة لايدي سميت الجنوب الإفريقي. عرض فني ساحر شاركت فيه الفنانة الكاليفورنية الشابة البارعة التي أطربت الحضور و تجاوب مع الشباب و الشابات الذين حضروا بكثافة للاحتفاء بهذه الأمسية التي عاش معه الحضور لحظة استثنائية من أقوى لحظات المهرجان . السهرات الختامية كانت من نصيب فرنسا من خلال مجموعة لوكواردي لابلانا وهي مجموعة من حي لابلين بمرسيليا تعيد إحياء الغناء الجنوبي مازجة إياه ببعض الأصوات العتيقة التي تعود الى عصور متوسطة اتسمت بالعنف و سيادة المقدس متحف البطحاء كان في الموعد لاحتضان ممثلي فرنسا . أما السهرة الختامية للمهرجان باب الماكينة فكانت للولايات المتحدةالأمريكية «باتي سميت» مغنية معاصرة وغير مقيدة بزمن محدد متألقة، وصوتها ينبض بالحياة و هي إلى اليوم تواصل بحثها الإبداعي الملقح بتأثيرات تلك الحقبة الرائعة التي كانت فيها نيويورك الصاخبة مهد الثقافة الجديدة المستلهمة من الجذور العميقة لأمريكا. ليودع المهرجان رواده المغاربة و الأجانب على أمل اللقاء في الدورة رقم 20 سهرة الفنانة السورية أصالة نصري كادت أن تفسد المهرجان منذ الساعة الخامسة مساء و الجماهير تتقاطر على ساحة باب الماكينة من أجل مقعد مريح لسهرة الفنانة المتألقة السورية أصالة نصري الشيء الذي جعل عدد الحضور يفوق الرقم المحدد بحوالي 3000 متفرج أو أكثر، مما خلق تكدسا بأبواب الدخول و انتظار كبير لدى الجمهور الذي عبر عن سخطه وعدم رضاه عن التنظيم الذي قيل عنه «زيرو» من طرف العديد من الرواد الذين غادروا ساحة باب الماكينة قبل نهاية الحفل . مجموعة ثانية لم تجد مكانا لها مما جعلها تقضي مدة الحفل منزوية في مقهى المهرجان تروي نماذج التنظيم المغربي للحفلات والسهرات من خلال المهرجانات مقارنة بما عاشته في مهرجانات غربية . وهناك مجموعة ثالثة عبرت عن سخطها على اعتبار ان الذين هم في الصفوف الأولى أبناء المسؤولين ولم يؤدوا ثمن التذاكر التي قدمت لهم كهدية في الوقت الذي تحملوا عناء شراء التذكرة ليجدوا أنفسهم في ساحة المهرجان و النموذج نسوق لسيدة من الرباط حضرت رفقة زوجها وبنتها حيث اشتروا التذاكر وحجزوا الفندق ليجدوا أنفسهم في ساحة المهرجان .