لفتت إعدادية فدوى طوقان بمراكش ، التي لم تكمل بعد سنتها الثانية، الانتباه نتيجة الدينامية التي اشتغلت بها إدارة المؤسسة على رأسها مديرها محمد اصبان، وجمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، فتحولت إلى ورش مفتوح في المجال الفني والأدبي والمسرحي والبيئي، فأُدْمِج التلاميذُ الذين كان أغلبهم من قبل تتقاذفه ظلال الجدران المحيطة بالمؤسسة في خلايا ولجن وفرق استطاعوا خلالها أن يُفجِّروا طاقاتهم ويكشفوا عن مواهبهم في الغناء والمسرح والرسم والقصة والشعر والتنشيط، ناهيك عن قدرتهم في الاستيعاب السريع لمفهوم البيئة وثقافة الجمال، وقد تم تتويج هذا المجهود بتنظيم الإعدادية لمهرجانها الربيعي الثقافي والتربوي الأول تحت شعار «النوادي التربوية دعامة أساسية لمدرسة النجاح» خلال المنتصف الثاني من شهر ماي .. وقد عرف المهرجان أنشطة مكثفة في المجال البيئي حيث تحول فضاء المؤسسة إلى حديقة غناء ترسل نسمات عبقها مع كل صباح ومساء، كما تم تنظيم معارض الرسم والأدوات التقليدية التراثية و تم تزيين جدران أروقة المؤسسة بصور كبار المفكرين والمبدعين والعلماء من كل العصور من أمثال ابن رشد وابن سيناء والخوارزمي وأرسطو والجاحظ والفارابي وطه حسين والمختار السوسي و محمد عابد الجابري و عبد الله العروي ومحمد شكري ونزار قباني ومحمود درويش وزفزاف وغيرهم، ناهيك عن صورة كبيرة للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان، الجدران زُيِّنت أيضا بِحِكَمٍ ومقولات فكرية وأبيات شعرية من مختلف مدارس الخط العربي وفي انسجام كبير مع الألوان.. وتم تقديم عروض مختلفة، كعرض حول الرجالات السبعة من تنشيط نادي المنارة للتربية التراثية، وعرض من أجل مدرسة بدون تدخين أطره طاقم طبي بمركز محاربة الإدمان وتنشيط نادي قطرة ماء للتربية الصحية.. المهرجان تميز بصبحيات شعرية بمساهمة من شعراء وشاعرات منتدى فدوى طوقان للإبداع، وأمسيات فنية غنائية لنادي أصوات للأغنية التربوية ونادي فنون للإبداع المسرحي، وكان مدير المؤسسة كعازف على العود وملحن للكثير من القطع الغنائية قد أعطى درسا في التواصل بين التلاميذ وإدارة المؤسسة ومؤطريها وأولياء التلاميذ إضافة إلى المحيط.. كما تم عرض فيلم تربوي ومناقشته بتأطير من الأستاذة خديجة البريش إضافة إلى لقاء تكوني «كيف أتهيأ للامتحان» من تأطير الأستاذ حفيظ جاري وهو مدرب دولي معتمد في مجال التواصل والتدريب التربوي.. المجال الرياضي كان له أيضا حضور في المهرجان، إضافة إلى ألعاب بلا حدود.. ومن الأشياء التي استحسنها الجميع إذاعة المهرجان التي كشفت عن العديد من المواهب الشابة في مجال التنشيط الإذاعي. هكذا إذن استطاع الطاقم الاداري لإعدادية فدوى طوقان من خلال اجتهاده انطلاقا من مقاربة تربوية تعطي للتلميذ المبادرة للكشف عن مواهبه وتشجيعه للتعبير عما في دواخله من مواهب لتفجير طاقاته وفي نفس الآن مواصلة الريتم الدراسي وانتشاله من هوامش الفراغ التي كثيرا ما تسقط التلاميذ في فخ الضياع.