(مبعوث الجريدة إلى ميسور) في أجواء مؤثرة و أخوية, كرست للحظة إنسانية اتحادية بليغة الدلالة نافذة العمق, احتضنتها حاضرة ميسور المناضلة و أبدعها مناضلو ميسور الأوفياء....التأم حشد كبير من أبناء و بنات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من كل ربوع الوطن ومن مختلف أجيال النضال من المؤسسين واللاحقين نساء ورجالا ....التأموا لتكريم ثلة من خيرة أبناء مسيرة الاتحاد, حيث شاءت الأقدار أن تعيد ميسور ربط أواصر الود والحب مع محمد اليازغي, الذي عرفته مناضلا مدافعا عن المنطقة مثلما عرفته سجين رأي بأحد معتقلاتها, و هاهي تعرفه مكرما بين مناضليها ....محمد اليازغي المناضل الصلب محمد ايت قدور والخلوق كاسم الصديق والإطار النسائي المتميز سلوى كركري بلقزيز وجندي الخفاء محمد دوخة والمرحوم بوعرفة لحمر و الأستاذ عبد الواحد الراضي الذي حالت ظروف طارئة دون حضوره . قدم للحفل الذي احتضنه فضاء المركب الثقافي لميسور, البرلماني الشاب رشيد حموني, منسق اللجنة التحضيرية, حيث أكد على أن حفل التكريم ليس تقليدا سياسويا, بل رسالة تقدير لمناضلين أعطوا للوطن و الحزب دون حساب و أوفوا بالعهود و دافعوا عن قيم حقوق الإنسان والحريات و الديموقراطية و ناضلوا من اجل مغرب أفضل يسع أحلام وأماني كل المغاربة. بعده تناول الكلمة باسم المكتب السياسي كمال الديساوي, الذي أكد بأن المكتب السياسي دأب على حضور كل اللقاءات في إطار خطة التواصل مع المناضلين والمناضلات, معتبرا هذه التظاهرة ذات دلالة رمزية لأن فيها تكريما لقادة كبار من طينة محمد اليازغي وعبد الواحد الراضي و باقي المكرمين, و للحفل دلالة أخرى ترتبط بذاكرة ميسور التي اعتقل بها قادة الحركة الاتحادية لما أعلن الاتحاد موقفه الواضح من قضية الوحدة الترابية..و اضاف الديساوي بأن قضية الوحدة الترابية تعيش اليوم منعطفا جديدا يتطلب تظافر الجهود, مذكرا بدور ديبلوماسية الحزب وبالدور الايجابي الذي لعبته هذه الديبلوماسية, مشيرا الى الدور الذي لعبه ايت قدور وهو حينها عضو بلجنة العلاقات الخارجية بمعية الاستاد عبد الرحمان اليوسفي ومحمد اليازغي, حيث عملوا على تحصين القضية الوطنية, وشدد الديساوي على أن الاتحاد متشبع بالقضية الوطنية بفضل قيادته التاريخية إلى اليوم واعتبر لحظة التكريم بأنها « لحظة تاريخية واعترافا بالجميل ولحظة أخوية نقول من خلالها للإخوة شكرا وستظلون نبراسا للوطنية وللاتحاد» وجدد كمال الديساوي الشكر للمكرمين «مدرستكم علمتنا الوفاء للقيم وسنظل أوفياء لما علمتمونا « وتناول الكلمة أحمد الزايدي, رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب الذي أفاض في الحديث عن عمق اللحظة ورمزيتها وحيا ساكنة اقليم بولمان التي وصفها بالمناضلة والصامدة وعبر عن تضامن الفريق مع قضاياها وحقها في التنمية والعيش الكريم واعتز بعطاء ممثل المنطقة رشيد حماني, الحامل لهم تنمية المنطقة وتطورها والمدافع عن قضاياها داخل مجلس النواب, ووجه الزايدي تحية لمحمد اليازغي «وتطرق الزايدي الى لحظات في التاريخ ,حيث قبح الاستبداد والازمنة الرديئة» وتحدث عن اعتقال القيادة الحزبية بميسور, حيث أريد لها أن تنسى ولكن ميسور احتفت بها وبالاتحاد واضاف الزايدي « اليوم يكرمنا محمد اليازغي بحضوره بيننا كما تحدث عن محمد ايت قدور المناضل الصامد والصبور والمنافح بلا هوادة دفاعا عن الحق, وأشار الى شهامة ونبل كاسم الصديق الرجل الصادق فعلا والمخلص للقيم ,واعتبره واحدا من رموز المنطقة البررة «الذي لا نكرمه لكي يتقاعد, فالحزب يحتاجه ويحتاج لعطاءاته وامكاناته» يقول الزايدي الذي أشار إلى اعتذار عبد الواحد الراضي لظروف طارئة, وعبر عن اعتزازه بهذا الرجل الذي قدم تضحيات جسام من أجل نبل المشروع الوطني والديموقراطي, مذكرا بعطاءاته الفكرية والسياسية والأدبية وكل ما اعطاه للحزب على مدى سنين مديدة, كما تحدث عن المناضلة الشريفة الصامدة سليلة الأصل الاتحادي الطيب ابنة وزان سلوى بلقزيز, المرأة المجتهدة والمبدعة والمخلصة والتي لعبت دورا مهما في المساهمة في الرقي بالعمل البرلماني من داخل الفريق الاشتراكي في الولاية السابقة, كما تحدث عن محمد الدوخة الذي وصفه برجل الظل والرجل الثقة المتفاني في خدمة الوطن والحزب بكل اخلاص وتواضع, ووصفه بأنه الرجل الذي لا يحب الأضواء وحب الظهور, كما تحدث عن الفقيد لحمر بوعرفة وتوجه الى اسرته بالاحترام والتقدير, لرجل أعطى ولم ينتظر مقابل ومارس عمل القرب مع المواطنين الذين عاش وسطهم مهتما بقضاياهم. أخر المتدخلين محمد اليازغي, تطرق لمسارات النضال الديموقراطي ودور الحزب منذ نشاته في الحفاظ على هوية الوطن ومواجهة الاستبداد و بناء الديموقراطية و تمكين المغاربة من حقوقهم المشروعة في الكرامة و الحرية و العدالة الاجتماعية....و هي المعركة التي كان ثمنها غاليا جدا حيث المنافي و الاعدامات و السجون و كل ضروب التنكيل ...و مع ذلك يقول اليازغي لم يستطع النظام القضاء علينا بل إن الحسن الثاني قدم نقدا ذاتيا صريحا لما أعلن أن البلاد مهددة بالسكتة القلبية. و في معرض حديثه عن الوضع الراهن, و بعد أن عرج على مشاركات الحزب الحكومية و ظروفها و ما استطاعت تحقيقه و هو ما سيذكره لها التاريخ.. قال اليازغي بأن هذه الحكومة التي وجدت مخططات قطاعية و مشاريع جاهزة لا تستطيع حتى تحريكها, فما بالك بإبداع مشاريع اخرى..موضحا في هذا الاطار بأن حزب العدالة والتنمية ليست له رؤية للمستقبل الذي يبدو محفوفا بالمخاطر ...من هنا يدعو اليازغي الى حسن تدبير المعارضة الاتحادية باعتبار الاتحاد صمام امان للمستقبل...و في هذا الصدد قال اليازغي بأن على الاتحاديين الا يظلوا حبيسي الانشغال بذواتهم بل عليهم العمل على التوجه العميق نحو القضايا الاساسية للمجتمع و الوطن و طرحها للنقاش داخل النسيج المجتمعي الذي اضحى مخترقا من قبل الفكر الظلامي الذي يرى بأن مستقبل الأمة في ماضيها, داعيا في هذا الصدد الاتحاديين الى التوجه نحو الكفاءات التي يزخر بها المجتمع لتعبئتها حول المشروع الاشتراكي الديموقراطي , و حذر اليازغي من مغبة تقليد النماذج التي تسعى فيها الاصولية و الظلامية الى السيطرة على دواليب الدولة و مؤسساتها و السير بها الى المجهول, خاصة و ان العدالة و التنمية ببلادنا ليست لها الا تمثيلية لا تتجاوز 27 بالمئة من مقاعد البرلمان على عكس التجارب التي يحاولون تقليدها. و قد تدخل باقي المكرمين في شهادات مؤثرة, أجمعت على نبل المبادرة سنعود إليها في أعداد لاحقة. وتجدر الإشارة إلى أن الحفل تميز أيضا بتوزيع عدد من الهدايا و التذكارات .