اختارت جمعية تطاون أسمير في دورتها الرابعة من لقاء " تطوان الأبواب السبعة" تكريم شخصية وطنية تفانت في خدمة بلدها على مستوى العمل السياسي ، و تمثلت هذه الشخصية في الأستاذ محمد اليازغي الكاتب الأول الأسبق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لمواقفه المشرفة في الدفاع على وحدة البلاد وتجنده المتواصل لمساندة حقوق الإنسان. وقد تميز هذا التكريم بكلمة الوزير الأول السيد عباس الفاسي ( التي ألقاها نيابة عنه مصطفى حجاج الكاتب العام للجمعية) التي تعرضت في مجملها إلى المسار النضالي والوطني لليازغي عبر احتكاك الرجل بالقادة الأوائل للحركة الوطنية، كما تناولت عمله الصحفي والإعلامي، والسياسي لما تركه من بصمات واضحة وملموسة في مسار الاتحاد الاشتراكي على مدى نصف قرن، وكذا تحمله للعديد من المسؤوليات داخل الهيئات السياسية للحزب. وتوقف الوزير الأول السيد عباس الفاسي مليا عند علاقته المتينة بالمحتفى به عند تحملهما للمسؤولية الحكومية في حكومة التناوب خلال عهد اليوسفي وتعزيز الكتلة الديمقراطية وتحقيق الإصلاحات الكبرى الكفيلة بتأهيل المغرب ونهج مسلسل الإصلاح والتحديث بفضل ذلك. كما تميزت أيضا بكلمة نائب رئيس الحكومة الأندلسية (مانويل تشافيس) الذي اعتبر في رسالته التي قرئت خلال هذا الحفل التكريمي أن المحتفى به رمز للنضال من أجل الديمقراطية وواحد من الرجال الذين يحبون أوطانهم، حيث دفع المجتمع المغربي إلى التقدم والمساواة والتماسك والتركيز على التفاهم بين الشعوب وتوطيد العلاقات بين المغرب وإسبانيا على مستوى الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بالمنطقة. وعرف هذا التكريم شهادات مختلفة ومتنوعة ومتقاربة إلى حد ما لشخصيات من داخل المغرب وخارجه، منها شهادة عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي قرأها بالنيابة الحبيب المالكي حيث ركز فيها على جوانب تتعلق بالمسار النضالي والوطني للمحتفى به ودوره الريادي في الحزب وجريدته، وشهادة محمد بنجلون أندلسي الذي ركز على السلوك الوطني والنضالي لليازغي وإيمانه القوي بالقضية الفلسطينية كقضية وطنية مغربية. وأشار ابوبكر بنونة إلى حب الرجل لتطوان ولرجالاتها الذين يكن لهم كل الحب والتقدير، وتحدث الهادي بكوش الوزير الأول التونسي السابق عن مشاركة اليازغي في معركة الاستقلال ومعركة بناء المغرب مع زعماء كبار مثل زعيم التحرير علال الفاسي، وتناول جوانب من المسار الحياتي والنضالي للمحتفى به الذي ساهم فعليا في بناء دولة المغرب الحديثة، والذي لايزال قادرا حتى اليوم على العطاء في أكثر من مجال. واعتبر لويس أيالا أن الرجل كان مؤمنا فعلا بالديمقراطية والحرية باعتباره مناضلا حقيقيا، فيما قدم بيير جوكس شهادة عن علاقته باليازغي ونظرة مقتضبة عن مساره النضالي. أما محمد المرابط، فقد اعتبر هذا الحفل التكريمي بمثابة استمرارية للمدينة من خلال تطاون أسمير في وظيفتها الوطنية معتبرا أنه يمثل الوجه الآخر لحكم الإنصاف والمصالحة، وتناول المرابط جانبا مهما من شخصية اليازغي حيث أكد أن قليلا من الناس من يعرف بعض الأشياء عن حياته، كحفظه للقرآن الكريم، وتربيته في المناخ الفكري للحركة الوطنية، متوقفا بفصاحته عند رؤية اليازغي للمسألة الدينية بالمغرب من خلال مساندته للهيكلة الجديدة للحقل الديني ومواجهة التطرف الأصولي والعدمية السياسية. أما محمد آيت قدور، فقد توقف عند جوانب من شخصية اليازغي في حياته الاعتيادية كإنسان متواضع، ومناضل، ومدافع عن الوحدة الترابية للمغرب. وقد عبر محمد اليازغي عن تأثره العميق بهذا التكريم والاحتفاء وتقديره الصادق للالتفاتة الكريمة لجمعية تطاون أسمير معتبرا أن نضال محمد اليازغي " لم يكن إلا استمرارا لما قدمه أسلافه ممن سبق ذكرهم، وغيرهم كثر، وهو نضال امتد على مدى نصف قرن، وظل هاجسه الأوحد خدمة الشعب والوطن، وربط ماضي النضال الوطني بحاضر النضال الديموقراطي"، وأضاف المحتفى به أن هذا الحضور الدائم في طليعة القوات الحية والحركة السياسية الوطنية الديموقراطية أثمرت كل هذه التحولات الإيجابية، البطيئة، ربما، ولكنها وثيقة الخطى، والتي تعرفها بلادنا على كل الواجهات، وفي كل الجهات. وقال اليازغي " ونحن إذ نستحضر اليوم ماقدمه الشمال المغربي لنصرة القضية الوطنية، وما قدمناه سيرا على نفس الهدي، فإنما نفعل ذلك لتحفيز همم وعزائم الأجيال الشابة علها تستمر على درب النضال الوطني الديموقراطي من أجل غد أفضل وحياة أكرم لوطننا وشعبنا". ومما يجدر ذكره أن هذا الحفل التكريمي الذي نظم بالقاعة الكبرى لدار الثقافة بتطوان عرف حضورا مكثفا لعدد كبير من الشخصيات، من بينهم؛محمد العربي المساري وزير الاتصال السابق، محمد الطريس رئيس جمعية تطاون أسمير، إدريس خزاني والي ولاية تطوان، ويونس مجاهد الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية. وكانت الفنانة سميرة القادري قد أحيت ليلة الأحد 18 أكتوبر2009 بقصر العرائس بتطوان سهرة فنية بمناسبة تكريم الأستاذ محمد اليازغي من طرف جمعية تطاون أسمير قدمت من خلالها باقة متنوعة ورائعة من أغانيها، كما لم يفتها أن تقدم أغنية خاصة أهدتها للمحتفى به.