انطلقت أمس بدار الثقافة بتطوان، أشغال الدورة الرابعة للقاء «تطوان الابواب السبعة» الذي تنظمه جمعية «تطاون أسمير»، والذي يتميز هذه الدورة بتكريم الاخ محمد اليازغي كـ «شخصية وطنية تفانت في خدمة بلدها، وعلم في العمل السياسي»، وكذا لمواقفه المشرفة في الدفاع عن وحدة البلاد وتجنده المتواصل لمساندة حقوق الانسان. رئيس الجمعية ، محمد عبد الخالق الطريس، وفي كلمته الافتتاحية، اعتبر تكريم اليازغي، كوطني غيور ومدافع باستماتة عن المكتسبات الوطنية، اعترافا بالمجهودات التي قدمها خلال مساره النضالي، واعترافا بالمساندة المتواصلة التي يقدمها لجمعية «تطاون أسمير» منذ تأسيسها. وخلال هذا الحفل، تليت رسالة الامين العام لحزب الاستقلال، الوزير الاول عباس الفاسي، الذي تعذر عليه الحضور وتطرق الفاسي في رسالته الى مراحل متعددة من مسار اليازغي السياسي، منذ التحاقه بصفوف الحركة الوطنية في الخمسينات من القرن الماضي، وعمله على مختلف الواجهات، كمحام ومدير لصحافة الاتحاد ونائب برلماني عن القنيطرة والرباط، بالاضافة الى مرافقته منذ تكوين حكومة التناوب برئاسة الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي، حيث عرف فيه المناضل المقدر لروح المسؤولية. من جهته، بعث نائب رئيس الحكومة الاسبانية، مانويل شافيز برسالة عبر فيه عن تقديره واحترامه لليازغي الذي، عبر مختلف مواقع المسؤولية التي تحملها، كان ملتزما بالدفاع عن مجتمع أكثر عدالة وتقدما، مؤكدا أن الحكومتين، الاسبانية والمغربية، ملتزمتان ببناء علاقة تعاون واحترام متبادل وخلق فضاءات للعمل والتعاون المشترك. اليازغي، وفي كلمته بهذه المناسبة، عبر عن تأثره العميق بهذه المبادرة «ليس لأن الامر يتعلق بشخصي، ولكن وأساسا لأني اعتبر ان مبادرات من هذا القبيل تمنح في بعدها الرمزي والانساني، لحظات للاحتفاء بالفرد كفاعل، وللاعتراف له بما قدمه، ولكنها في بعدها التاريخي تفسح المجال لاستذكار سياقات وأحداث هي التي صنعت مسيرة الفرد المحتفى به». واعتبر اليازغي أن نضاله لم يكن إلا استمرارا لما قدمه أسلافه، على مدى نصف قرن، وظل هاجسه الاوحد خدمة الشعب والوطن وربط ماضي النضال الوطني بحاضر النضال الديموقراطي. عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وفي كلمة له بهذه المناسبة، ألقاها بالنيابة عنه، عضو المكتب السياسي، الحبيب المالكي، أشاد بالعمل الذي تقوم به جمعية تطاون أسمير، وبتخصيص هذه الدورة لتكريم محمد اليازغي، منوها بهذه المبادرة النبيلة تجاه أحد مؤسسي وقادة الاتحاد الاشتراكي، كونها تجسد اعتراف الوطن بالخدمات الجليلة لأبنائه. وأكد الراضي أن المتأمل في المسار الغني لليازغي، المناضل الوطني الكبير والمحامي السياسي المحنك والقيادي الاتحادي، يقف أمام مسار كله عطاء وتفان وإخلاص وتضحية في سبيل تقدم وازدهار المغرب.