تطوان: يوسف خليل السباعي عبر الكاتب والصحافي محمد العربي المساري وزير الاتصال السابق عن أهمية تكريم الدكتور محمد النشناش كشخصية كان ولا يزال لها إشعاع اجتماعي وثقافي وحقوقي وإنساني من طرف جمعية تطاون أسمير في الدورة الرابعة للقاء الأبواب السبعة، التي نظمت هذه السنة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس تحت شعار " قطاع الخدمات: اختيار استراتيجي لتنمية تطوان". وأشار محمد العربي المساري إلى مدى ارتباط المحتفى به بزعيم الوحدة عبد الخالق الطريس الذي كان يعتبر عنده مرجعية. ووقف المتدخل عند علاقته بالنشناش كطالب شاب كان يرى فيه القائد الطلابي المسؤول عنه وعن زملائه تربويا ووطنيا والدراسة معا في غرناطة بعد الخروج من أزقة تطوان إلى مدينة أندلسية فسيحة مغرية، مشيرا إلى مساره النضالي والثقافي والحقوقي ، ومنه تجنده في الثورة الجزائرية حيث اعتبر المحتفى به وصديقه الهاشمي الطود الثورة الجزائرية ثورتهما. وعرج م. العربي المساري على الحديث عن مائوية الطريس التي ستحل في 2010 والتي تذكرنا ب100 سنة على ميلاد زعيم الوحد عبد الخالق الطريس، والتي تحيل على صفحة من التاريخ كتبها الطريس وجيل من الرواد الذين فجروا النهضة التي حدثت ببلادنا ، وهي تقريبا السنة التي ولد فيها زعيم التحرير علال الفاسي وغيره من قادة الحركة الوطنية، حيث ستكون مائوية الطريس هي موضوع الدورة الخامسة للأبواب السبعة خلال السنة المقبلة، وهو كما قال عبد اللطيف شهبون مسير هذا اللقاء التكريمي اقتراح تمرين بيداغوجي موجه للأجيال حتى لا تفقد الذاكرة. وتحدث محمد مصطفى الريسوني عن المحتفى به كطائر ملهم، حيث توقف مليا عند عمله داخل هيئة الإنصاف والمصالحة لمدة 23 شهرا بصبر وتضحية وتحمل كبير، فيما تناول فيصل الخطيب، الذي نوه بالمجهودات الثقافية للجمعية وتخطيها لجميع العقبات والتحديات لإحياء التراث الثقافي للمدينة ونشر الكتب، جوانب تتعلق بالمسار الدراسي والمهني والسياسي والنضالي والحقوقي للمحتفى به، واقفا بدقة عند صداقة عقود جمعتهما معا طبعها الوفاء وصدق المودة، مشيرا في الوقت ذاته إلى محتوى كتاب " زنقة الزاوية" المؤلف من طرف كل من عبد اللطيف شهبون ومحمد النشناش الذي أصدرته بالمناسبة جمعية تطاون أسمير بتقديم لعبد السلام الشعشوش الرئيس المنتدب للجمعية. ولم تفت الفرصة أمينة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان أن تشارك في تكريم النشناش قائلة بتأثر إن هذا الرجل " عملة جيدة ونادرة" وإطار مرجعي في فكره وممارسته لحقوق الإنسان، دون أن تغفل عن الحديث عن البعد الإنساني في شخصية الرجل وكفاءته في التعامل مع بعض النوازل الحقوقية الكبرى، وفي نفس السياق، تكلم محمد شوقي بنيوب حيث تعرض لعمل النشناش سواء داخل المنظمة المغربية لحقوق الإنسان أو هيئة الإنصاف والمصالحة مارا بالحديث عن مساره النضالي والوطني. واعتبر عبد الواحد الطريس أن المحتفى به عاش حياة مليئة، قوية سياسيا، ثقافيا وعاطفيا، طالبا منه أن يدون تجربته في كتاب تستفيد منه الأجيال، واقفا كذلك عند مؤهلاته، هواياته و قراءاته المتعددة. واعتبر يوسف البحيري أن تكريم النشناش هو تكريم لأصالة مثقف من طراز خاص، حداثي، ومتفتح على عوالم وحقول معرفية واجتماعية وسياسية، قائلا إن قضية حقوق الإنسان بالنسبة للمحتفى به هي قدره، بل إنه يحملها في قلبه على اعتبار أنه رجل يؤمن فعليا بهذه القضية ويدافع عنها لأنه من طينة الرجال الأوفياء لأوطانهم. وبعد تقديم عبد اللطيف شهبون قراءة في كتاب " زنقة الزاوية" المذكور الذي يروي فيه النشناش وقائع عاشها فردا وجمعا خالقا بذلك توازنا بين انغماره في العالم الثقافي، الكتابة المسرحية وانشداده إلى العمل السياسي النبيل، قدم عبد السلام الشعشوش الرئيس المنتدب لجمعية تطاون أسمير للمحتفى ذرع التكريم، قائلا إن كتاب " زنقة الزاوية" عبارة عن "ذاكرة مرحلة من مراحل تاريخ المغرب المعاصر، عاشها الدكتور محمد النشناش وعشناها نحن أبناء جيله، وجسدها الدكتور عبد اللطيف شهبون في بضع وريقات، بأسلوبه المعهود في كل مؤلفاته ومقالاته الصحفية، وهو اسلوب سلس ومشوق، مشوق مثل " زنقة الزاوية" ، ذلك الزقاق الذي يربط بين عالمين مختلفين: عالم المدينة العتيقة، وعالم الإنسانتشي العصري الأوروبي". وبتأثر كبير، قال محمد النشناش إنه عاشر رجالا كبارا كمحمد العربي الخطابي ومحمد الخطيب وإبراهيم الإلغي والفقاي ومحمد عزيمان والتهامي الوزاني وغيرهم، وفي مقدمتهم عبد الخالق الطريس الذي تعلم منه المعنى الحقيقي للوطنية وفكرة " الوحدة"، ووجه كلامه إلى المساري قائلا بإنه هو من علمه الصحافة معتبرا إياه الصحافي النزيه والوطني. وقال في الأخير إنه سعيد جدا بالحركة التنموية في منطقة شمال المغرب، وفي تطوان بفضل العناية السامية لجلالة الملك محمد السادس، شاكرا وممتنا لكافة المتدخلين في هذا التكريم.