تم أمس الإثنين بتطوان تنظيم حفل تكريمي لمحمد اليازغي، الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وذلك في إطار الدورة الرابعة للملتقى الدولي "تطوان الأبواب السبعة" المنعقد بين 18 و25 أكتوبر الجاري. "" وأجمعت كلمات الشخصيات المغربية والأجنبية،التي شاركت في هذا الحفل، على تثمين "الخدمات الجليلة التي قدمها للوطن" محمد اليازغي "الرجل والمناضل والزعيم السياسي والمحامي والوزير والمثقف ورجل الميدان" و"التزامه التام بالدفاع عن ثوابت الأمة واستقلال المغرب وضمان وحدته الترابية". وأكد المتدخلون، الذين استجابوا لدعوة جمعية "تطاون أسمير" المنظمة لهذا الملتقى، أن اليازغي وضع على الدوام الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان والوحدة الوطنية في صلب نضاله السياسي، ما جعل مسيرته تأخذ بعدا تجاوز حدود الوطن. وفي هذا الصدد، اعتبر الوزير الأول والأمين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي أن اليازغي "مناضل عتيد في سبيل الديموقراطية وحقوق الإنسان ودولة الحق والقانون". وأضاف الفاسي، في كلمة تليت باسمه، أن لليازغي "بصمات ملموسة على الحياة السياسية ستجعله دائما حاضرا في الذاكرة الوطنية"، مضيفا أن "كل مكونات الكتلة الديموقراطية ستتذكر مواقف هذا الرجل في سبيل تعزيز بناء الكتلة". وأبرز أن اليازغي، باعتباره عضوا في الحكومة، حقق منجزات تشهد على كفاءته وحسن قيادته، مشيرا في هذا الصدد إلى دوره في إطلاق الميثاق الوطني لإعداد التراب وإخراجه إلى الوجود بفضل المشاورات الواسعة مع جميع الفاعلين في مختلف الميادين. من جانبه، اعتبر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي عبد الواحد الراضي أن المحتفى به من القادة المؤسسين للمدرسة الاتحادية، وقدم مساهمات متميزة لتطوير إيديولوجية وسياسة الحزب كما ساهم في بلورة قراراته الكبرى. وأشار الراضي إلى أن محمد اليازغي يعد بالنظر إلى مساره النضالي المتميز، مرجعا في الذاكرة الوطنية المعاصرة وحاملا للمشعل الذي أوقده القادة التاريخيون للحزب من قبيل المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد، مضيفا أن اليازغي مثال للمناضل الذي كرس حياته لتنمية بلده، فهو رجل سياسة ذو صيت عالمي. وقال "قلة هم رجال السياسة في قامة السيد اليازغي ممن تمكنوا من التميز في مجموعة من الميادين كالدبلوماسية والصحافة والسياسة والتدبير المحلي"، مبرزا الدور الهام الذي اضطلع به الرجل في الدفاع عن صوت المغرب على المستوى الدولي، وخصوصا في إطار منظمة الأممية الاشتراكية. في السياق ذاته، سجل الأمين العام للأممية الاشتراكية لويس أيالا أن اليازغي يعد "في حد ذاته تجسيدا لقيم الاشتراكية في العالم" وهو "مثال للمناضل الاشتراكي المنشغل ببناء المجتمع الديموقراطي". وقال أيالا إنه "بفضل تضحيات الشخصيات الاشتراكية من قبيل عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي، ومن بعدهم محمد اليازغي، تترسخ القيم الاشتراكية يوما بعد يوم". وأشار إلى أن اليازغي يولي اهتماما كبيرا للتحديات الكبرى التي تعترض العالم، ومن بينها ظاهرة التغيرات المناخية، مسجلا في هذا الصدد أن اليازغي كان "من بين الاشتراكيين الأوائل الذين أثاروا هذا الموضوع أينما حل في المحافل الدولية". من جهته، اعتبر الوزير الأول التونسي الأسبق هادي بكوش أن محمد اليازغي استطاع أن ينسج"علاقات وطيدة مع مختلف الأحزاب التي يتشاطر معها المبادئ الاشتراكية". ولاحظ بكوش أنه على مستوى المغرب العربي، لعب محمد اليازغي دورا مهما في التقريب بين أحزاب بلدان المنطقة التي يقتسم معها الدفاع عن قيم الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان. ويتضمن برنامج هذا اللقاء، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، عقد مجموعة من الندوات والمعارض الفنية والسهرات الموسيقية والمسابقات، بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي. كما أنه من المقرر أن يناقش المشاركون في ملتقى "تطوان الأبواب السبعة" مجموعة من القضايا الراهنة بمشاركة رجال سياسة وباحثين جامعيين وفاعلين اجتماعيين وفنانين.