يسود قلق شديد في الأوساط الرياضية بالدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط من استمرار الأحداث التي تعرفها تركيا في هذه الفترة، وكذا استمرار المواجهات بين المتظاهرين والشرطة والتي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا والجرحى في الجانبين، وهي الأحداث التي لم تشهد تركيا مثيلا لها منذ عشرة سنوات ماضية، إذ تتداول الأخبار احتمال إلغاء أو تأجيل تنظيم الدورة القادمة من هذه الألعاب في حالة استمرت الأوضاع كما هي عليه الحال حاليا. ويرى متتبعون أن دورة ألعاب البحر المتوسط المقامة في تركيا في الفترة الممتدة ما بين 20 و30 يونيو الجاري، أضحت مهددة بقوة بالإلغاء نظرا لما تشهده تركيا في الآونة الحالية من توترات واحتجاجات ضد الحكومة تلغي كل مظاهر الأمن والأمان، وتثير قلق وتخوف الرياضيين المشاركين. وكان آلاف المتظاهرين قد نزلوا إلى الشوارع في مختلف المدن التركية تضامنا مع المتظاهرين في اسطنبول. وجرت تظاهرات في أنقرة ومدينتي ازمير وموغلا وانطاليا. وكانت الاحتجاجات قد تصاعدت لتصبح تظاهرات منددة بالحكومة بعدما نزلت الشرطة إلى ساحة تقسيم لتفريق تظاهرة احتجاجا على اقتلاع أشجار في متنزه قريب، هو آخر فسحة خضراء في المنطقة التجارية الكبيرة من أجل مشروع لبناء مركز تجاري. وينضاف إلى غياب الأمن في تركيا، كما يرى متتبعون، موضوع عدم جاهزية المنشآت الرياضية المبرمجة لاستقبال فعاليات الدورة المقبلة، ليزيد من قلق الرياضيين ولجنة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، إذ يرى أعضاء من هذه الأخيرة أن تركيا لا تزال غير مستعدة تماما لاحتضان الألعاب المقبلة. في هذا السياق، ومن أجل تدارك الموقف، تسارع الحكومة التركية الى إنهاء أوراش المنشآت الرياضية وافتتاحها قبل حلول موعد ألعاب البحر الأبيض المتوسط، حيث تحدى في هذا الإطار، وزير الاقتصاد التركي «ظفر جاجلايان» قبل أيام، الظروف الصعبة التي تمر منها البلاد، وقام بوضع حجر أساس ملعب جديد في مدينة «مرسين» المطلة على البحر الأبيض المتوسط، والذي يتسع لخمسة وعشرين ألف شخص، وذلك في إطار استعدادات تركيا لاستضافة دورة ألعاب البحر المتوسط. كما شارك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مراسم الاحتفال من خلال اتصال مباشر عبر الفيديو. وكانت مدينة «مرسين» التركية قد فازت في 2009 بشرف تنظيم دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 2013 بعد أن نالت أصوات أغلبية أعضاء الجمعية العمومية للجنة الدولية للألعاب المتوسطية في الجولة الأولى من الاقتراع الذي نظمته الجمعية عبر الإنترنت. ونالت مرسين أغلبية أصوات 70 عضوا اقترعوا في الدور الأول من أصل أعضاء الجمعية ال78، وحلت أمام تاراغونا الإسبانية وطرابلس الليبية. وتقام دورة ألعاب البحر المتوسط كل أربع سنوات للدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط .ويشارك فيها رياضيو 24 دولة على ضفاف البحر منذ 1951، وتقام كل أربع سنوات كانت نسختها الأخيرة عام 2009 في مدينة بيسكارا الإيطالية، وسبق لتركيا أن نظمتها عام 1971 في مدينة إزمير. بالنسبة للمغرب، وكما أشرنا إلى ذلك مرارا، فالاستعدادات للمشاركة في هذه التظاهرة الرياضية المتوسطية، لم يكن جيدا بل يمكن وصفه بالضعيف الذي لم ينبني على أسس واضحة، بحيث جاء قرار المشاركة من وزارة الشباب والرياضة التي ضغطت على الأجهزة الرياضية التابعة لها كاللجنة الوطنية الأولمبية لدعم القرار، واختارت بالتالي 15 جامعة رياضية لتمثيل المغرب في الألعاب. لكن معظم تلك الجامعات لم تكن مستعدة تقنيا وبشريا وماليا، فقررت رفض التجاوب مع الوزارة. هذه الأخيرة مارست ضغوطاتها وفرضت على الجامعات تجميع رياضييها للسفر بهم لتركيا بدون اعتبار لجاهزيتهم ولا لاستعدادهم للمشاركة في تظاهرة يحتل فيها المغرب الرتبة الرابعة في ترتيب الدول العربية على مستوى النتائج والميداليات في كل الدورات السابقة.