لم يكن المرحوم محمد العبّادي، وهو رسّام ونحّات من مكناس، وأب لكلّ من علي وماني ، لم يكن يتوقّع أن «تختفي» منحوتاته التي أهداها إلى السيد المهدي العلوي، عامل على ولاية آنذاك، كي تعرض في مقرها عربونا على صداقته لهذا الوليّ الذي سيعيّن سفيرا للمغرب في إحدى الدّول المغاربيّة، وعندما استعصى على السيد العبادي. وهو من الوجوه البارزة في مكناس، والذي كان صديقا حميما للفنان الحسين التولالي، حيث أقام له تكريما بعد وفاته، الذهاب إلى مقرّ الولاية، بسبب مرض عضال ألمّ به، ولم يعد يقوى حتى على التحرّك خارج منزله، تكفلت السيدة ثورية عبد العليم بالذهاب للاستفسار عن منحوتات زوجها، البالغة 21 منحوتة، فقيل لها إنها موجودة في أسفل البناية، لكنها لم تجد أي أثر لها على الإطلاق. كان هذا في شهر جوان من سنة 2005 ،قيل لها عليك بالسيد حسن مشطلي، مدير ديوان العامل السابق والعامل الحالي، فأجابها بأن لا علم له بالمنحوتات ذاتها. والغريب أنه بدلا من إنصافها وإرجاع منحوتات زوجها، ستكتشف أن المنحوتات وصلت إلى العامل السابق كهدية وعبره إلى ولاية مكناس. السيدة العبادي، حائرة في أمرها الآن، فلا أحد يدلها على المنحوتات التي «اختفت» فجأة من مقرّ الولاية في ظروف غامضة، ولا السيد مدير الديوان الحالي يريد مقابلتها، ذلك أنها كلما توجّهت إليه للاستفسار يبدؤون في مماطلتها. فتارة «هو غير موجود»، وتارة أخرى مسافر أو في اجتماع. وهكذا، فهي لا تطالب بشيء سوى إرجاع كل منحوتات العبادي إليها، أو تعويضها عن ضياعها من طرف مسؤولي الولاية. وبخاصة أنها تواجه أزمة مادية خانقة.