أجمع المشاركون في البرنامج الحواري «قضايا وأراء» على القناة الأولى أن التوقيع على ميثاق الاندماج بين أحزاب اليسار كان حدثا مهما ميز الساحة الوطنية السياسية الاسبوع الماضي، مشددين في الآن ذاته على أنه توجه نحو خلق قطب يساري قوي يكون له وزن في مواجهة باقي التيارات السياسية. وقال أحمد العراقي، نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي «إن المغرب اليوم في حاجة إلى حدث مثل هذا»، اعتبر إياه بداية لجواب على ما يعيشه المغرب المعاصر والعالم المعاصر، ومؤكدا «إننا اليوم نحن في أمس الحاجة لفكر جديد لرفع كل التحديات المطروحة» مضيفا «لنسلح المغاربة بما يكفي من الأسلحة لرفع التحديات وليس بمثابة رد على إثارة اجتماعية». وأوضح نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي «أن العالم اليوم يعيش مرحلة انتقالية» موضحا «أنه مبني على استراتيجية البلقنة والتطبيع مع الرأسمالية المتوحشة»، وأشار «إلى أننا اليوم نستعد في ظل هذا العالم، الذي كانت للتحولات الدولية والاستراتيجية التي عرفتها القوى العظمي والتي كان لها تأثير على موقف من القضية الوطنية، إننا نستعد لمرحلة انتقالية جديدة تستوجب فكرا جديدا بعد أن فشل فكر الرأسمالي المتوحش». وأكد العراقي، بعد أن أوضح ، أن الاحزاب الاشتراكية في العالم خلال العشرين سنة الماضية ارتكبت خطأ بلعبها دور «رجل الإطفاء»، إننا نحن من هم في حاجة الى اليسار وليس اليسار من هو في حاجة إلينا وذلك بعد التحولات التي عاشها المغرب خلال السنوات الخمس الأخيرة»، مشيرا إلى أن الاقدام على اتخاذ هذه المبادرة هو «قناعة منا جميعا أننا في الحركة الاتحادية توحدنا المفاهيم والاهداف والمنهجية». ومن جانبه، أوضح عبد الحميد اجماهري، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلال هذا البرنامج الذي ينشطه الزميل عبد الرحمن عدوي، أن «الاندماج ما بين كل من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحزب العمالي والحزب الاشتراكي هو بدون شك اختيار سليم»، مضيفا «إن هذه المبادرة التي تضم جزءا من الحركة الاتحادية هي بمثابة عودة إلى الأصل». وأضاف اجماهري، أن تفعيل الاندماج بين قوى اليسار وهذه الوحدة، يتطلب شروط نقاش جدية، ونفس طويل لقراءة الحقائق التاريخية غير المغرقة في تاريخانية الانقسام، وتبادل التجارب والرؤى. وأوضح عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي أن هذه الوحدة، فرضها صعود قوى لا تؤمن بالديمقراطية وظهور فاعل مجتمي جديد له مشاريع مناهضة، تتطلب ترتيب الأولويات، مستحضرا في السياق ذاته مقولة الشهيد عمر أن الوحدة «تتطلب تحليلا ملموسا لواقع ملموس» بالاضافة الى الاخذ بعين الاعتبار التحولات الاستراتيجية الكبرى المستقبلية. ومن جانبه اعتبر محمد العشري، نائب الكاتب العام للحزب العمالي أن اندماج أحزاب اليسار بقدر ما هو إشارة للرأي العام والطبقة السياسية ومكونات اليسار، فالتوقيع على بيان الوحدة «رسالة إلى الشعب المغربي بكل مكوناته»، مضيفا أن هذا دليل على «قدرة اليسار على استرجاع مكانته في المشهد السياسي الوطني». وذكر نائب الكاتب العام للحزب العمالي بأن التوقيع على بيان الاندماج سبقه حوار مستمر بين الحزب العمالي والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ المؤتمر الثامن للحزب، وأشار إلى أن هذه المشاورات انبثقت عنها وثيقة للحزب العمالي تم عرضها على كل من الحزب الاشتراكي والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بخصوص المشروع المجتمعي الذي نريده في خدمة الوطن والمواطن، موضحا «إننا اليوم نعيش نضجا يمكننا من الوحدة»، مضيفا «أن التيار القمعي قد انتصر دائما في مواجهة المشروع الاتحادي والتحرري». ومن جهته وصف عبد الرحمن بنعمر، الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، انه بالرغم من القول أن في كل وحدة قوة فقد أوضح، أن لتجربة وحدة اليسار هاته متطلباتها وشروطها الخاصة. وأشارت نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد إلى أن تجميع قوى اليسار والقوى التقدمية فرضته ملحاحية بعد الثورات والانتفاضات التي عرفتها المنطقة المغاربية وأدت إلى صعود تيارات لا تؤمن بالديمقراطية». وأوضحت أن وحدة اليسار يمكن ان تتحق من خلال شروط قد تتلخص في «إعادة بناء اليسار كفكر وتجديد ادواته والعمل الميداني»، مشددة ان اليسار كان دائما «مدرسة للنضال وبناء الديمقراطية» مؤكدة ان المجتمع اليوم «في حاجة الى عرض سياسي متوازن في الوقت الذي ما نلحظه هو بؤس سياسي». وقال بنعمر، إ الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المغرب منذ الاستقلال إلى اليوم جعلت من ان اليسار لشجاعته وصدقه مطلبا لأن يعلب دورا للتأثير في هذه الأوضاع التي يعيشها المجتمع، مؤكدا أن هذا الدور «يقتضي أن يكون موحدا وأكثرا التصاقا مع الجماهير غير أن ظروفا ذاتية موضوعية أضعفت اليسار» مضيفا ان اليوم نلاحظ نوعا من المرافعة والشروع في النهوض باليسار. وفي السياق ذاته شدد عبد السلام العزيز الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني، على ملحاحية وراهنية وحدة اليسار، وقال في هذا الصدد «إن وحد اليسار تتطلب مقدمات، ورؤية وبرنامجا مشتركا»، مؤكدا «أن هذه المبادرة تتطلب قراءة في تاريخ اليسار المشترك، وأيضا ضرورة التفكير في تقديم عرض سياسي يسارري تقدمي ديمقراطي». ودافع العزيز عن أن كل ما يوحد بين مكونات اليسار هو أمر ايجابي، وتخوف، في السياق ذاته، ان تكون الدعوة الى الاندماج والوحدة بين احزاب من اليسار جوابا ظرفيا، رافضا ان تكون مثل هذه المبادرة اجابة مرحلة. وشدد الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني على ضرورة ان تكون لمثل هذه الوحدة اهداف استراتيجية تمكنها من الاستمرارية، بالإضافة الى الوضوح في الرؤية، مؤكدا أن أي بناء لحركة اليسار يجب أن ينطلق من المجتمع.