أعلن، اليوم الأربعاء بالرباط، عن مسار اندماج بين حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحزب العمالي والحزب الاشتراكي، بحسب بيان وقعه زعماء الأحزاب الثلاثة. جاء في البيان الذي وزع خلال ندوة صحافية خصصت لتسليط الضوء على حيثيات القرار ودوافعه والظروف التي تحكمت فيه٬ انه انطلاقا من "حس المسؤولية التي تميزت بها العائلة الاتحادية ٬ وترفعا عن كل المعاتبات المتقادمة وبإصرار نضالي قرر الحزب الاشتراكي والحزب العمالي تفعيل الامل الوحدوي عبر فتح مسار الاندماج في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية". وأكد البيان الذي تلاه عبد المجيد بوزوبع الامين العام للحزب الاشتراكي والذي كان سابقا عضوا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أنه سيتم مستقبلا عرض هذا القرار على الاجهزة التقريرية للأحزاب الثلاثة٬ مبرزا أن الهدف من هذا المسار هو النهوض بطاقة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وممكناته والرفع من فعالياته في الاسهام في إنجاح الانتقال الديمقراطي وصيانة المكتسبات الوطنية بهدف المضي به "حزبا للقوات الشعبية طليعيا في موضوع الطموحات الشعبية وفي بلورتها انتصارا للمغرب المتقدم الموحد والديمقراطي". ويأتي هذا القرار كما يشرح ذلك "بيان من أجل الوحدة" انطلاقا من واجب "التصدي لتعاويذ الإحباط وسياسات النكوص التي تستهدف تقويض الامل الديمقراطي الاشتراكي". كما يجد هذا القرار سندا له في واجب "التحفيز على الرقي النوعي بالمشاركة الشعبية وعلى توسيعها٬ وهي التكريس الاجتماعي والثقافي للانتقال الديمقراطي" وكذا في "واجب الاسهام الفعال في تمتين وتمنيع الاصطفاف الوطني الحازم في صون وحدة ترابنا الوطني ٬ وتعميق انصهار كل مكونات شعبنا في نسيج وطني واحد تتناغم فيه تنويعاته الجهوية وتعدديته الثقافية والسياسية". ولا يقف هذا القرار عند حدود تنفيذ رغبة الاحزاب الثلاثة فقط بل يأتي أيضا انطلاقا من واجب "الانتصار للأسرة التقدمية ولحاجة إسناد الديناميكية المغربية ببناء الحزب اليساري الكبير وذلك عبر حث باقي مكونات العائلة الاتحادية على القطع مع ترددها واستعادة اتحادها وهو الاساس المنيع لإرساء جسور التواصل الوحدوية مع باقي فصائل اليسار المغربية". وكان ادريس لشكر الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أكد في كلمة تقديمية أن هذا المسار الاندماجي ما كان ليتم لولا المناقشات التي انخرطت فيها الاحزاب الثلاثة والتي بينت ان الظروف السياسية الحالية التي يعرفها المغرب تفرض توحيد القوى اليسارية عامة والعائلة الاتحادية خاصة. وأضاف أن تنوع المقاربات والافكار والرؤية السياسية ومناهج تحليل الواقع يغني التجربة ولا يعني الاختلاف عن ضرورة بناء حزب اشتراكي كبير "مما يتطلب القدرة على البحث عن الوحدة على المستوى التنظيمي مع الانفتاح على الافاق والفضاءات وإدارة التنوع والاختلاف بطريقة تقوي الجسم الحزبي ولا تضعفه". وأكد ان بيت العائلة الاتحادية سيظل مفتوحا لكل طاقات وفعاليات الحركة الاتحادية واليسارية بمختلف الصيغ سواء كانت اندماجية او غيرها. من جهته قال عبد الكريم بنعتيق الامين العام للحزب العمالي، الذي كان غادر بدوره الاتحاد الاشتراكي٬ أن بناء مشروع حداثي قادر على مواجهة القوى المحافظة يتطلب تجميع اليسار٬ مضيفا أن هذه الخطوة التي ترمي الى النضال من اجل مشروع مجتمعي حداثي بما يتطلب ذلك من تكوين جبهة اجتماعية قوية يفرض تجاوز التعاطي التقليدي مع التطورات المتسارعة التي تشهدها الحياة السياسية بما يحتم رفض الانغلاق والتخندق "وذلك لإحداث نوع من التوازن داخل المجتمع". وأكد أن وحدة اليسار تعتبر ضرورة تمليها أيضا الحاجة الى ترشيد المشهد السياسي وعقلنته عبر الخروج به من اوضاع البلقنة إلى اوضاع التقاطبات الكبرى. وأجمعت كل المداخلات على أن الاحزاب الثلاثة تستشعر أهمية النضال الاجتماعي والعلاقة الجدلية بين النضال السياسي والنقابي وبالتالي حتمية دعم نضالات المركزيات النقابية مع ترك حرية الاختيار للمناضلين٬ كما أكد على ذلك بوزوبع٬ بين تبني خيار الوحدة أو النضال كل من موقعه.