احتضنت قاعة الثانوية التأهيلية القرويين بفاس فعاليات اليوم الدراسي في موضوع»العنف في الوسط المدرسي» يوم الأربعاء 22ماي 2013 تحت شعار»من أجل مجتمع مدرسي بدون عنف» ورسم المنظمون بشراكة مع نخبة من المتدخلين أهدافا لليوم الدراسي من بينها تشخيص أسباب ظاهرة العنف المدرسي ، ورصد عواقبها، والبحث عن السبل الكفيلة بمعالجتها، في أفق القضاء على مختلف أشكال العنف التي تشهدها الفضاءات التعليمية من داخلها وفي محيطها، والتي تستهدف كل الفاعلين والمتدخلين، كبارا وصغارا، حيث تهدد أمنهم وسلامتهم وأكد كل من الدكتور محمد دالي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس بولمان والسيدة فائزة السباعي النائبة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بفاس في تدخلهما أن العنف المدرسي والأسري سلوك يتصف بالعدوانية وهو أحد ابرز قضايا الساعة . وحثا المسؤولان التربويان المشاركين على مساءلة طبيعة العلاقة بين الأسرة والمدرسة واستكشاف مجالات التدخل التربوي والمدني باعتبارها المداخل الكفيلة بتحقيق الأمن والحد من تداعيات العنف بكلفة اشكاله وتلاوينه ليس على الأسرة فحسب بل المجتمع ككل داعين إلى اقتراح آليات تربوية تتسم بالمدنية والتحضر لتنمية السلوكات المدنية في أوساط المتمدرسين واستكشاف الإمكانيات المتاحة في مجال الحد من الآفة وكبح جماحها. وارتباطا بمذكرة وزارية في شأن مراصد العنف أوضح مدير الأكاديمية أن جهة فاس بولمان تتوفر على مرصد جهوي تعمل الأكاديمية جاهدة على تفعيله سواء عبر خلق لجن إقليمية أو جهوية تنكب على تتبع الظاهرة والعمل على إيجاد حلول لها. وأكد المتدخلان على الدور المركزي للمدرسة كمجال للتنشئة الاجتماعية تؤمن نموا متكاملا للتلاميذ وإعدادهم للمستقبل حيث يتشكل وعي الإنسان الاجتماعي . واعتبرا عودة المدرسة المغربية إلى فضاء للتربية على القيم والفضيلة والسلوك المدني المتحضر والأخلاق الحميدة آمال ممكنة التحقيق و ليست مستحيلة إذا تظافرت الجهود وساهم الجميع كل من موقعه للتصدي لهذه الظاهرة المشينة بالحسم المطلوب والعمل الجاد . ودعا المشاركين الى الخروج بتوصيات قابلة للأجرأة في أفق الحد من هذه الظاهرة المقلقة للفرد والمجتمع ذ إدريس اليوبي من جهته اعتبر اليوم الدراسي منسجما مع التوجهات العامة للمخطط الاستراتيجي لوزارة التربية الوطنية، وتعزيزا لأدوار المؤسسات التعليمية باعتبارها نقطة ارتكاز في إصلاح منظومة التربية والتكوين . رئيس فرع الجمعية بفاس استحضر كذلك المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتق المديرات والمديرين، وهو يخطط لهذا اليوم التواصلي الذي جمع ما بين التربوي والانساني و اعتبر ما سيتمخض عنه اللقاء تحسيسا بأدوار المديرين المستقبلية، ودعما لقدراتهم ومهاراتهم في مجال التسيير الإداري والتدبير التربوي، من أجل الارتقاء بالإدارة التربوية إلى مستوى التطلعات المنتظرة، والرهانات المنشودة، وتضمن برنامج اليوم الدراسي عرض شريط يلامس ظاهرة العنف في المؤسسات التعليمية كما استمع الحاضرون إلى مداخلتين الأولى إبراهيم علوي هاشمي عن المديرية العامة للأمن الوطني والثانية للدكتور علي أفرفار أستاذ علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس وتناول المتدخلان كل من جانبه الأبعاد النفسية القانونية والتربوية مستفيضين في أسبابها وتداعياتها مثمنين انفتاح المؤسسة التعليمية على شركائها مؤكدين على دور المقاربة الأمنية في شقيها الوقائي والقانوني والنفسي التربوي للحد من ظاهرة العنف المدرسي . في هذا الإطار اشار ممثل المديرية العامة للأمن الوطني أن المقاربة الأمنية تأتي في مرحلة متأخرة بعد المقاربة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية .. وأن هذه المقاربة تهدف الى تحقيق حكامة أمنية للعنف في محيط المؤسسات التعليمية تضمن للتلاميذ مناخا أمنيا سليما يشجع على التمدرس .