احتضنت جامعة مولاي إسماعيل كلية الآداب و العلوم الإنسانية بمكناس مساء يوم الخميس الفارط، لقاء ثقافيا مفتوحا، نظم من طرف مجموعة البحث في الدراسات الثقافية مع الكاتب المغربي المرموق فؤاد العروي، الفائز بجائزة «الغونكور» لسنة 2013، حول كتاباته الأدبية و النقدية و مسيرته الإبداعية، حضره عدد من الأساتذة الجامعيين و العديد من الطلاب والمهتمين بالشأن الأدبي. افتتح اللقاء السيد أحمد المحمودي عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية بمكناس،متوجها بكلمة شكر و تقدير باسم الجامعة إلى الأستاذ العروي،مهنئا إياه على جائزة » الغونكور«للقصة لهذ العام، التي حصل عليها مؤخرا عن عمله القصصي «قضية بنطال الدسوكين الغريبة» التي صدرت عن دار جوليار. أشغال هذا اللقاء، نسقها كل من الأستاذ خالد زكري( أستاذ الدراسات الفرنسية ) و السيد أمراني العلوي عن خلية التنشيط الثقافي.هذا الأخير، بدوره توجه بالشكر إلى فؤاد العروي على تلبيته الدعوة،و في نفس الوقت إلى الأستاذ زكري الذي كان سببا في حضور العروي لهذا اللقاء.و في كلمة هذا الأخير قام بتقديم ورقة تعريفية عامة حول الضيف فؤاد العروي، تتضمن مساره العلمي و الأدبي و مستعرضا أعماله التي راكمها منذ سنة 1996، بدءا من »أسنان الطوبوغرافي«، و »جذور المظليين«، و »المهبول «، و »المأساة اللغوية في المغرب«،و »الإسلاموية : نقد شخصي للشمولية الدينية«، وصولا إلى »القضية الغريبة لبنطال الدسوكين«2012،مؤكدا في الوقت ذاته أن أعماله يطغى عليها التنوع و السخرية بالإضافة إلى نوع من العبثية الخلاقة. ليفتح المجال بعد ذلك إلى الدكتور فؤاد العروي للحديث، و الذي تحدث مطولا عن مسيرته الزاخرةمنذ البدايات حتى اليوم،إذ ذكر أنه في البدء كان يشتغل مهندسا بالمغرب ليتجه إلى أمستردام لتدريس الاقتصاد ثم الأدب الذي كان رفيقه منذ الدراسة بالثانوية،و عن آخر عمل له »القضية الغريبة لبنطال الدسوكين« الذي حصل على الجائزة الأولى في الأدب الفرنسي، و هي قصة تدور حول موظف في الحكومة المغربية استندت إليه مهمة شراء شحنة من القمح من أوربا،فينتقل إلى العاصمة البلجيكية لإتمام الصفقة، و حين يستيقظ من النوم بأحد الفنادق الفاخرة يجد فجأة أنه تعرض لسرقة فقد بسببها بنطاله الوحيد،ذكر العروي أنه حاول أن يطابق اسم البطل على شخصية معروفة في المغرب ولها صيت كبير، ألا و هي الشخصية الكوميدية مصطفى الدسوكي، كما تحدث فؤاد العروي أيضا عن تجربتيه الأولى في مجال الشعر حيث نشر ديوانا بالهولندية رشح للجائزة الوطنية للشعر بأمستردام، و في مجال الصحافة مع إذاعة ميدي 1. وفي إحدى المداخلات التي اتفقت جميعها على جمالية أعماله و غناها و تنوعها، وجه له سؤال حول اتجاهه إلى الكتابة باللغة الفرنسية بدلا من اللغة العربية، فأجاب العروي أن الأمر يتعلق في كونه تلقى تعليما فرنسيا و أن والده هو الذي اختار له هذا المسار ضمانا لمستقبله،مضيفا أنه لا يتقن اللغة العربية تمام الإتقان، فاللغة الفرنسية هي التي اختارته و ليس هو من اختارها كما قال.و اختتم اللقاء الثقافي الذي أجمع الحاضرون على نجاحه و فائدته بتوقيع الكاتب العروي لرواياته التي تهافت الأساتذة و الطلبة على اقتنائها لما تحمله من قيمة أدبية زاخرة. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس قد بعث ببرقية تهنئة و تنويه إلى الكاتب المغربي فؤاد العروي، يعرب له فيها عن أحر تهانئه، و داعيا له العلي القدير بمزيد من العطاء و النجاح، بمناسبة فوزه بجائزة «الغونكور» عن مجموعته «قضية بنطال الدسوكين الغريبة».