فاز الكاتب المغربي فؤاد العروي بجائزة أكاديمية غونكور (ارفع جائزة أدبية بفرنسا) للقصة عن مجموعته "قضية بنطال الدسوكين الغريبة"٬ التي صدرت عن دار جوليار. أعلنت أكاديمية غونكور في بلاغ لها، أن الجائزة منحت لفؤاد العروي إثر تصويت لأعضاء لجنة التحكيم٬ على قائمة من أربعة مرشحين. وبهذا التتويج الرفيع٬ ينضم فؤاد العروي الى مواطنيه الطاهر بنجلون الحاصل على غونكور الرواية عام 1987، وعبد اللطيف اللعبي الذي حصل على غونكور الشعر عام 2009. تتألف المجموعة الفائزة من تسع قصص٬ من بينها القصة التي حملت عنوان "الكتاب" والتي تحكي قصة موظف مغربي يدعى الدسوكين٬ يسافر الى بروكسيل في مهمة شراء شحنة من القمح من أوروبا بأفضل سعر ممكن. في ليلته بالفندق٬ يستيقظ الدسوكين على صدمة تعرضه للسرقة التي لم تبق حتى على سرواله الوحيد. وأمام حتمية موعده مع اللجنة الأوروبية في تمام العاشرة صباحا٬ في يوم أحد٬- لا يجد الرجل من بد غير اقتناء السروال الوحيد المتوافر في قياسه من المتجر المفتوح في المدينة. المفارقة أن هذا السروال الذي جعله يشبه مهرجا سيساعده في إنجاز صفقة القمح. هو وضع عبثي يجسد "حقبة يتم فيها تفسير الأشياء بصورة مختزلة بدل توخي صلب الحقيقة التي لا يريد رؤيتها أحد"٬ كما يقول فؤاد العروي في تقديمه للديوان القصصي. من الروح الساخرة نفسها، ينهل العروي مادة باقي القصص المكونة للمجموعة٬ على غرار محكية الشاب التعيس الذي يود الحصول على جواز السفر فيصطدم بواقع أن قريته التي شهدت طفولته "لا توجد في عين الإدارة٬ وبالتالي فإنه لم يولد أبدا". ولد فؤاد العروي٬ بوجدة عام 1958، التحق بثانوية ليوطي بالدارالبيضاء في سن العاشرة، وتابع دراسته في المدرسة الوطنية للقناطر والطرق بفرنسا، ليتخرج منها مهندسا ويعهد له بتسيير أحد مناجم الفوسفاط بمدينة خريبكة التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط، وفي سنة 1989 قرر الرحيل إلى أوروبا، فانتقل إلى دوقية يورك بإنجلترا، حيث حصل درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، وفي عام 1996 فاز فؤاد العروي بجائزة ألبير كامي عن روايته " أسنان خبير المساحة"، التي تجمع ما بين الملهاة والمأساة. انتقل إلى هولندا سنة 1998 وأصبح رئيس وحدة بحث بجامعة أمستردام، حيث يدرس الأدب الفرنسي والثقافة والتاريخ العربي بالجامعة نفسها. صدرت لفؤاد العروي عدة روايات ومجاميع قصصية ذائعة الصيت منها "أسنان التوبوغرافي" (1996)٬ و"اليوم الذي لم تتزوج فيه مليكة" (2009) و "عام عند الفرنسيين" (2010) عن دار نشر جوليار.