نظمت ساكنة عزيب السلطان ب أكفاي آيت إيمور بمراكش وقفة احتجاجية ، مؤخرا، أمام جماعة أكفاي بمركز «رجال احمر» ضمت مجموعة من الدواوير، احتجاجا جائت على خلفية التهميش الذي تعرفه المنطقة ، مطالبين بوضع حد لما آل إليه الوضع بالمنطقة جراء تناسل الاختلالات التدبيرية ، حيث كان ملف عدم استفادة ساكنة الدوار من الماء و الكهرباء حاضرا بقوة ، و طالب المتضررون رئاسة الجماعة بالوفاء بالوعود الموزعة خلال الحملة الانتخابية . و يقول في هذا الصدد أحد السكان « دوار عزيب السلطان خلاوه بلا ماء و لا كهرباء ، علما بأنه لا يبتعد سوى بنحو 200 متر عن مكتب الرئيس! و17 عام هذي باش جميع الدواوير دخل ليها الماء و الكهرباء و حنا مازال، في الحملة الانتخابية الماضية جا الرئيس ومعاه الخليفة مصحوبين بسيارة تابعة للمكتب الوطني للماء و الكهرباء و قالوا للناس هآ الضو نتاعكوم موجود خاصكم غير تصوتوا ..لكن في الأخير ما شفنا والو»! . ملف آخر طفا على السطح بالمنطقة بعدما رفع عدد من السكان لافتات أمام بناية الجماعة احتجاجا على تجزيء مقبرة «رجال احمر» و بيعها دون أي مسوغ قانوني، إضافة إلى مطالبتهم الجهات المسؤولة بالتوزيع العادل للثروة المائية الخاصة بالسقي الفلاحي . للإشارة تعيش أزيد من 18 أسرة مكونة من مجموعة أفراد منذ عقود محنة قاسية بعد حرمانهم من الماء و الكهرباء، علما بأن أقرب دوار لهم يتواجد بمركز رجال احمر حيث الجماعة القروية أكفاي ومكتب الرئيس وكذا قائد المنطقة لا يبعد عنهم بأكثر من 200 متر، وأن أقرب عمود للتيار الكهربائي لا يبعد سوى بنحو 50 مترا بجوار الطريق التي تفصلهم عن المزرعة الملكية التي كانوا يعملون بها سابقا، قبل أن يأمر الملك الراحل الحسن الثاني بتشييد مساكن لهم وكل ما يحتاجونه من تجهيزات أساسية خارج المزرعة، فتم الاتفاق على المكان ، و هو الذي يتواجدون به إلى يومنا هذا ، لكن دون ماء و لا كهرباء خلافا للأوامر التي أعطيت ، حسب ما يؤكد السكان ، لبعض المسؤولين آنذاك عن المزرعة من أجل القيام باللازم...لكن السنين تمر تباعا بينما الأمور لا تزال على حالها بدوار «عزيب السلطان « جماعة أكفاي أيت ايمور اقليممراكش. في وقت انتقل عدد الأسر من 8 إلى أن 18 أسرة. يقول «عبد الهادي القيدي» أحد الساكنة : فقط ضوء الشموع من يقهر ظلمة الليل القاسية و يؤنس الصغار المتمدرسين في إعداد واجباتهم الدراسية ، و القليل من يستعمل الطاقة الشمسية ، نظرا لكلفتها المادية مقارنة بالمستوى المعيشي للغالبية منا، وأن الحصول على قطرة ماء بات يكلفنا التجول بين مختلف الدواوير المجاورة من أجل الحصول على هذه المادة الحيوية، في حين يضطر عدد من السكان الى استغلال مياه السواقي رغم علمهم المسبق بأنها ملوثة فالجماعة ربطت قناة الصرف الصحي الخاصة بالجماعة بهذه السواقي، إذ باتت تفرغ حمولتها اليومية بها، لكن و حتى «لا نموت من العطش» ، فلا خيار أمامنا أحيانا سوى الامتثال للأمر الواقع» يقول عبد الهادي القيدي . كما أن الأسر بهذا الدوار المقصي من برنامج تعميم الماء الشروب و كهربة العالم القروي بالمغرب، باتت ملزمة بالتوفر على الدواب من أجل استغلالها في نقل المياه من بعض الدواوير المجاورة لأكثر من مرتين في اليوم،اذ يزداد الإقبال على هذه المادة ، خاصة في فصل الصيف، إذ أن المنطقة تعرف ارتفاعا ملحوظا في درجة الحرارة، علما بأن شهر رمضان الأبرك على الأبواب خلال زيارتنا لدوار «عزيب السلطان»، وقفنا على حجم المعاناة مع حرمان الساكنة من الماء و الكهرباء في وقت استفادت جل الدواوير المجاورة منذ أزيد من 17 سنة ، في حين لم يجد المتضررون بدا من التساؤل عن سبب هذا الإقصاء ، خصوصا و أن بعض الأشخاص يقدمون أنفسهم على أنهم مسؤولون محليون بمعية مسؤول في المزرعة المجاورة لهم ، يقول السكان، أنهم باتوا يساومونهم على الانتقال مقابل يعض المبالغ المالية، في حين يرفض السكان، حسب ما جاء في تصريحات لهم ، أي استفزاز لهم أو مساومة، مطالبين بتدخل الجهات المسؤولة لإنصافهم.