كادت إحدى الشاحنات التي تنقل الحصى من المقالع المتواجدة بجماعة عين تيزغة التابعة لإقليم بنسليمان، أن تتسبب في حادثة سير مميتة لولا الألطاف الربانية ، حيث نجا على إثرها سائق سيارة خفيفة و هو بالمناسبة مدير مجموعة مدارس المجد، من موت محقق،حين انقلبت سيارته عدة مرات بعد أن داهمتها شاحنة كبيرة كانت تسير في الاتجاه المعاكس بسرعة فائقة، مما أدى بسائق السيارة إلى الانحراف بعيدا خوفا من الاصطدام بالشاحنة و هو ما جعله يفقد السيطرة عليها لتنقلب السيارة خارج الطريق مخلفة خسائر مادية جسيمة ، حيث دمر هيكلها و تكسر زجاجها. الحادثة وقعت يوم الثلاثاء 21 ماي بالطريق الإقليمية رقم 3331 الرابطة بين بنسليمان و جماعة شراط. و هي طريق كثيرا ما تقع بها حوادث سير خطيرة و مميتة التي تتسبب فيها غالبا الشاحنات الكبيرة و المتعددة التي تستعملها لنقل الحصى من المقالع المتواجدة بدوار الكدية إلى المدن المجاورة و التي تسير بسرعة و تحتكر كذلك وسط الطريق دون مراعاة و الاكتراث بباقي من يستعملون نفس الطريق من وسائل النقل الأخرى، و دون احترام قانون السير و علامات التشوير التي تحدد السرعة في بعض النقط و تشير إلى وجود تلاميذ و مدرسة بجانب الطريق ، حيث أصبحت هذه الشاحنات تشكل خطرا دائما على مستعمليها ، و خاصة تلاميذ مركزية المجموعة المدرسية المجد التي لا تبعد عن الطريق المذكورة سوى بمترين ، وهو وضع يجعل حياة و سلامة المتعلمين بها مهددة في كل وقت و حين، سواء عند قدومهم للتحصيل و الدراسة و كذا عند عودتهم إلى منازلهم. علما بأن الطريق الإقليمية ضيقة و لا تستدعي الإفراط في السرعة. و قد سبق لإحدى الشاحنات أن صدمت تلميذة كانت عائدة من المؤسسة التربوية السالفة الذكر رفقة مجموعة من التلاميذ و حولت جسمها إلى أشلاء متناثرة وسط الطريق في منظر رهيب، في حين نجا الآخرون بأعجوبة منها، حيث خلفت هذه الحادثة حزنا كبيرا في صفوف الساكنة و التلاميذ و كذا الأساتذة العاملين بنفس المدرسة. و تجدرالإشارة إلى أن جمعية الآباء سبق لها أن راسلت الجهات المسؤولة و المعنية عدة مرات في شأن مخاطر الطريق الإقليمية المذكورة و طالبت المسؤولين بالتدخل لإيجاد الحلول لهاته المخاطر، و ذلك بوضع أكتاد (دودان) ببعض النقط الكيلومترية للطريق ، و التي تعتبرها نقطا سوداء و خطيرة و خاصة النقطة الكيلومترية 16، من أجل ضمان سلامة التلاميذ و للحد من حوادث السير التي تتسبب فيها الشاحنات ذات الأحجام الكبيرة التي تشتغل بالمقالع المتواجدة بالمنطقة و التي أصبحت تزعج الساكنة ليلا و نهارا بسرعتها الفائقة و تهدد حياة المارة و مستعملي الطرقات داخل المدينة و بمختلف مناطق الإقليم التي تمر منها تلك الشاحنات، في غياب تام للمراقبة الطرقية من طرف الأجهزة الأمنية الموكولة لها مهمة السهر على تطبيق و احترام قانون السير. فإلى متى سيستمر مسلسل حوادث السير متواصلا بنفس الطريق؟