انزعج الشيخ الكتاني من وجود 150 ألف مغربي، واقفين أمام المغنية جيسي جي، تلبس لباسا «أولمبيا» على خشبة الرباط، عوض أن يتوجهوا إلى سوريا لمساعدة أبناء الأمة الذين يذبحون. الشيخ الكتاني، الذي قضى أياما عصيبة في السجون، لأنه ساعد الأمة في حملاتها الداخلية في المغرب، لم يقل إن كان يرضى، ولو بأضعف الإيمان، وأن يهاجم أبناء الأمة تلك «الدجاجة جي، التي تعرت في العاصمة بطريقة لاعبات المسايفة ، واكلوها كما أكل السلفي المجاهد كبد الجندي السوري. كان على شباب الأمة أن يصعدوا إلى المنصة، ويعلنوا الإفرنجية، ابنة العلوج، امرأة سبية، من سبايا الحرب، والتوجه بها إلى جبهات القتال، لعلها تنفع في «جهاد نكاح» الذي أعلنه الفقهاء لتفريج (من الفرج- أنا بعدا ما شكلتهاش!!) كربة المجاهدين . لماذا لا، فهذه البطة البضة، والإوزة المعوجة والدجاجة المهيجة لأبناء الأمة، لا توبة لها إلا في سرير المسلمين الذين يقاتلون في سبيل السلف الصالح في القصير. لقد وجد حسن الكتاني، سليل العائلة المشهورة في البلاد، الوقت لكي يحكم على مهرجان موازين، «فإخواننا يموتون ويذبحون في بلاد الشام، وهؤلاء يأتون بالفسقة من الغرب والشرق ليلهوا شباب الأمة».. طبعا، الشيخ لا يذهب إلى موازين، وهو، أيضا، لا تلهيه الشيخة ريهانا، وهي ترقص القعدة في يوم جمعة، فلماذا لم يحزم أمره وأمتعته ويرحل إلى دمشق ليدافع عن الأمة؟ إنه في تقديري يخاف أن يذهب إلى هناك، ولن يبقى في البلاد من يذكرنا بدمشق ولا بسوريا وبالقتال هناك! فعليه أن يظل هنا، في بيتة العامر بالخير، في ما يحبه الناس، ويقرع الذين نشروا الفاحشة. بمايعرف, قصة هاذا جهدي عليك الوطن. فالكتاني شبه ذلك الرجل المتردد الذي قيل له إن محمد الخامس تم نفيه، وأن الوطن في خطر، وأنه لابد من القتال، فتوجه إلى سيدة فرنسية كانت معروفة بأنها لعوب، و«دخل بها» دخول «نكاح جهاد»، ثم خرج، وهو يتلمظ من اللذة «هاذا جهدي عليك الوطن!!». إذا كان القتال في سوريا، كما نعرف جميعا، لما تنزل اللعنة بالمسلمين في الرباط؟ وعلى المسلمين في الرباط؟ وهل اعتقد بأنه، لولا العجيبة دجاجة جي، كان من الممكن أن تتوجه القوافل من المغاربة لتحرير دمشق؟ المغرب، وعاصمته الرباط إلى إشعار آخر، مع الشعب السوري، وهو من أصدقاء سوريا، والأغلبية الكبيرة من المواقف المعلنة للهيآت السياسية والنقابية مع شعب حر وديموقراطي، فلماذا «خفت» موازينه، وأصبحت أمه هاوية؟ على الكتاني أن يحل معضلة كبيرة، فما بين مغنية غربية، ستغني لساعة وتعود إلى بيتها وزوجها (نعم، لها زوج وأبناء وبيت ... ) وشاب مسلم من تونس ساعد أخته على زواج نكاح ورجل طلق زوجته في المعركة حتى تحل للزملاء في الجهاد، فمن سيختار، ومن الذي يبعث على الفاحشة، ومن سيختار فعلا قريبة له ؟ وليكن الصدق هو الذي يحكم رأيه، لا التخوين والتفحيش الذي يمارس على نشاط له ما له، وعليه ما عليه! وبين مغربي سيصفق ويهتف لشابة أو مجموعة تغني، ثم يعود إلى بيته، والده وأمه، وبين إخوته، ويقصد الجامعة غدا، وبين من يشق بطن عدوه ويأكل كبده على مرأى من العالم، من سيختار ابنا له؟ وعلى كل، هل الغناء هو السبب، أم اللباس، مع كل التحفظات، لا سيما وأن العديد من الريحانات لا يحققن سوى بعض «التعبئة» لأجسادهن, والتغطية «الصحية» للجسد الرياضي تكون أحيانا أقل. فهل سنأذن بالحرب كلما جرت مباراة حبية بين فريقين من النساء أو تم تنظيم أولمبياد للعدو الريفي أو رمي الكرات؟ ربما تكون المشكلة في اللون الأبيض! فقط. وفي الغناء وحدهما، لا غير. والحقيقة أنه كان على شيخنا أن يدقق النظر ، فالصبية ترتدي «ليكوش» لا غير ..!