انتصار سياسي كبير حققه وفد الشبيبة الاتحادية الذي أوفده حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى ألمانيا من أجل المشاركة في فعاليات المجلس العالمي للأممية الاشتراكية للشباب، والمهرجان الدولي للشباب العامل المنعقدين بمدينة دورتموند الألمانية ما بين 8 و 12 ماي الجاري. وتمثل هذا الانتصار السياسي بالخصوص في الدفاع عن القضية الوطنية وتثبيت موقف الشبيبة الاتحادية الوطني، وذلك بإقناع الوفود المشاركة بإقرار الصيغة النهائية في مقررات المجلس، خلال هذا اللقاء العالمي الذي تميز بحضور وازن بلغ حوالي سبعين منظمة شبابية عضو بالهيئة الدولية من مختلف العالم، كما عرف المجلس العالمي للأممية الاشتراكية المصادقة على مجموعة من القرارات والتوصيات التي تهم عدة مجلات، كما تم التصديق على عدة توصيات وقرارات تهم بعض القضايا والنزاعات في مختلف مناطق العالم، ومن بينها النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية المغربية. واعتبر إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي لقوات الشعبية، أن هذا الانتصار السياسي لصالح القضية الوطنية في هذه المنتديات الدولية، ناتج عن تأمين الشروط اللازمة لتحقيق مشاركة إيجابية في مجلس الاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي، مبرزا في هذا السياق أن تشكيل الوفد الشبابي كان من المتعين أن يتميز بتنوع الكفاءات وتكامل القدرات والتمكن من الملفات المعروضة، ثم التحضير الجيد للمهمة والاستعداد الأمثل لكل الاحتمالات، فضلا عن التنسيق المحكم مع سكرتارية العلاقات الخارجية للحزب. وسجل لشكر بمناسبة الاحتفال بوفد الشبيبة الاتحادية المتكونة من أميمة عاشور، كمال هشومي، مصطفى عماي، الحسين الحسني، علي الغنبوري وخالد بوبكري، بحضور أعضاء المكتب السياسي، «أن هذا الاحتفال يعبر عن تمسكنا بقيم الوفاء والعرفان في إطار مقاربتنا الجديدة في التدبير المؤسساتي للحزب ولقطاعاته المختلفة، وليكون لحظة خاصة للاعتراف بنجاحكم وليكون لحظة لتقدير كفاءاتكم ومناسبة للاعتزاز بأخوتكم». (انظر نص الكلمة جانبه).. وأجمع أعضاء الوفد الشبابي أن الحضور المستمر للشباب المغربي في المنتديات الدولية واللقاءات العالمية، وعقد لقاءات ثنائية وجماعية مع وفود أخرى كما فعل الوفد الشبابي الاتحادي خلال هذا المجلس، من شانه أن يدحض ويفشل كل المناورات والمكائد السياسية التي تحاك ضد الوحدة الترابية للمغرب. الأخت والاخوة أعضاء وفد الشبيبة الاتحادية المشارك في المجلس العالمي للاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي أيها الحضور الكريم يسعدني اليوم أصالة عن نفسي وباسم المكتب السياسي للحزب، أن أتوجه إلى وفدنا الشبابي العائد من ألمانيا، بخالص عبارات التهنئة والاعتزاز والتقدير على ما حققه في مجلس دورتموند يومي 8و9 ماي المنصرم، وكذلك في المهرجان العالمي للشباب المنعقد على هامشه. لقد حققتم إنجازا لامعا وأنجزتم اختراقا رائعا في هذا المحفل الدولي الهام، ومثلتم بذلك شبيبتكم وحزبكم خير تمثيل، بل أني أقول إنكم بأدائكم الرفيع، نضاليا وديبلوماسيا، مثلتم بلدكم المغرب أفضل ما يكون تمثيل الوطن في الخارج. لقد كنا نتتبع في المكتب السياسي وسكرتارية العلاقات الخارجية للحزب تفاصيل أدائكم في هذه المهمة، وسهرت شخصيا على الاتصال بكم واحدا واحدا حتى في ساعة متأخرة من الليل، وأنتم مستغرقون في مفاوضات عسيرة حول الوصية التي سيتبناها المجلس بخصوص قضيتنا الوطنية، وبمجرد ما وصلتنا الأخبار الأولية حول الصيغة التي استقرت عليها هذه التوصية، أصبحنا متأكدين أنكم أنجزتم مهمة استثنائية، وأنه سيكون على قيادة حزبكم أن تتوقف وقفة خاصة إزاء هذا الإنجاز المتميز. ففي إطار تمسكنا بقيم الوفاء والعرفان، وفي سياق مقاربتنا الجديدة في التدبير المؤسساتي للحزب ولقطاعاته المختلفة، قررنا في المكتب السياسي أن ننظم اليوم حفل استقبال بمناسبة عودتكم من مهمتكم الموفقة، ليكون هذا الحفل لحظة خاصة للاعتراف بنجاحكم، وليكون فرصة متاحة لتقدير كفاءتكم، وليكون مناسبة طيبة للاعتزاز بأخوتكم، ولكن ليكون هذا الحفل، أيضا، مناسبة للتأمل ولمساءلة الذات واستخلاص العبرة. لذلك، فإنني أود أن أصارحكم اليوم في هذه اللحظة الحميمية، بأنني شخصيا، وبالرغم من الظرفية الانتقالية التي أنجزتم فيها هذه المهمة وأنتم منكبون على تحضير مؤتمركم الوطني المقبل، وبالرغم من كل المصاعب والمتاعب التي مرت منها الشبيبة الاتحادية في الفترة الأخيرة، وبالرغم من حالة اليأس التي كادت تصيب علاقة شبيبتنا بالاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي، بالرغم من كل ذلك كنت على يقين أن الشبيبة الاتحادية تحتفظ بما يكفي من مؤهلات لرفع التحدي، وتستطيع بالتالي أن تستدرك الوضع وأن تكون في المستوى اللائق حتى في ظروف صعبة. وقد كان بودنا أن نعتذر عن المشاركة في هذه المهمة الخارجية ونتفرغ لإعادة البناء الداخلي، لكننا اعتبرنا أننا إذا سهرنا على تأمين الشروط اللازمة، يمكن أن نحقق مشاركة إيجابية في مجلس الاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي، وقد كانت هذه الشروط كما تعلمون هي: أولا، تشكيل الوفد الشبابي الذي يتعين أن يتميز بتنوع الكفاءات وتكامل القدرات وأن يكون متمكنا من الملفات المعروضة في هذا اللقاء الشبابي الدولي. ثانيا، التحضير الجيد للمهمة والاستعداد الأمثل لكل الاحتمالات على المستوى الاجرائي والأدبي والتواصلي. ثالثا، التنسيق المحكم مع سكرتارية العلاقات الخارجية للحزب والاستفادة من التراكمات الإيجابية والمكتسبات المتحققة في هذا المجال. إن توفر هذه الشروط متكاملة هي التي جعلت وفد الشبيبة الاتحادية يبلو البلاء الحسن، ليس فقط في التصدي للمزايدات الانفصالية المعهودة. ولكن أيضا في إرجاع الأمور إلى نصابها، وفي إعادة هذه المنظمة الدولية إلى صوابها. والحال أننا رغم تفاؤلنا بما ستسفر عنه مشاركتكم في هذه التظاهرة الدولية، لم نكن نعتقد أن تدخلكم لتصحيح التوجه داخل الاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي سيمضي في اتجاه عملية إنقاذ حقيقية لهذه المنظمة، بل وسيجسد جهدا إيجابيا لانتشالها من الورطة التي كان قد وضعها فيها الأمين العام السويدي السابق الذي حلت محله رفيقتكم الاشتراكية الإسبانيةبباتريس تاليغون. لقد أحسسنا، ونحن نقرأ التقرير العام الصادر عن المجلس المنعقد بدورتموند، كما لو أن المجلس يعبر عن ارتياحه العميق لدور الشبيبة الاتحادية في تمكين الاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي من استعادة دوره الإيجابي والمتزن في التعاطي مع النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. ذلك أن هذا التقرير كان حريصا في أولى فقراته على التنويه بالمفاوضات السياسية الكبرى التي ميزت أشغال المجلس والتي أثمرت واحدا وعشرين مقررا في مقدمتها أربعة مقررات أساسية صودق عليها بالإجماع، واعتبر التقرير أنها تشكل منعطفا هاما في تاريخ المنظمة. وأبرز التقرير هذه المقررات بالترتيب. أولا المقرر حول الصحراء المغربية، ثانيا مقرر حول القضية الفلسطينية،ثالثا حول الربيع العربي، ورابعا حول الديموقراطية في فينزويلا. إننا والحالة هذه، لا يمكن إلا أن نشاطر رأي الاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي في اعتبار أن هذه المقررات، وفي مقدمتها المقرر الخاص بالصحراء المغربية، تكتسي فعلا من حيث صياغتها و مضامينها صبغة تاريخية حقيقية، وتشكل بكل المقاييس قطيعة تاريخية مع مرحلة غير مأسوف عليها من التعاطي العدمي واللامسؤول مع حق الشعب المغربي في وحدته الترابية. فبدلا من أسطوانة الاحتلال المغربي للصحراء وانتهاك حقوقه ونهب خيراته، نقرأ اليوم في تقرير المجلس وتوصياته لغة تتحدث عن دعم جهود الأممالمتحدة والبحث عن حل سياسي عادل ودائم ومتوافق بشأنه. فلتعلموا أيها الإخوة الأعزاء أن هذا التحول لم يأت عبثا أو صدفة، وإنما جاء ثمرة لجهودكم في التحضير الجيد لهذا الموعد الهام، فقد اطلعتم على مشروع المقرر الذي بعثت به ما يسمى بشبيبة البوليساريو إلى سكرتارية المنظمة شهرا قبل انعقاد المجلس، وبعد دراسة فحواه أعددتم مقترحا مضادا وأجريتم بشأنه المشاورات والاتصالات اللازمة، وتمكنتم من نشره على نطاق واسع في الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي، وتوفقتم في التعبئة من حوله لعدد من المنظمات الشبيبية الصديقة، ولما جاءت ساعة الحسم كنتم جاهزين في كامل لياقتكم لخوض معركة المفاوضات الماراطونية، إلى أن استقر الأمر على هذه الصيغة الموفقة التي سيكون لها مابعدها في مسار هذه المنظمة الدولية التي انتزعتم فيها مزيدا من الاعتبار والمصداقية. أيتها الأخوات والإخوة الأعزاء، لعلكم تدركون الآن أكثر من أي وقت مضى أن العلاقات الخارجية بالنسبة للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومنظمته الشبابية لم تكن أبدا مجرد نشاط تكميلي أو سياحة ديبلوماسية أو سفريات عابرة، وإنما هي جزأ لا يتجزأ من هويته النضالية، وثابت من ثوابت مشروعه السياسي. فإذا كان حزبنا قد نشأ من صلب المجتمع المغربي ومن عمق قواته الشعبية، فإنه ترعرع أيضا في نسيج العلاقات الدولية، وفي إطار تضامن الشعوب من أجل التحرر والانعتاق، وذاق قادته التاريخيون عذاب المنافي وساهموا في ترسيخ فكرة التضامن العالمي، وتعرفوا على غيفارا وعبد الناصر، وعلى نيكروما وهوشي مينغ، وعلى ماو تسي تونغ وأبو جهاد. فلا تنسوا، أنتم حفدة المهدي ببنركة، أن شهيدنا الكبير كان هو الدينامو العالمي لمؤتمر القارات الثلاث، ولا تنسوا أن فقيدنا عبد الرحيم بوعبيد كان طاقة ديبلوماسية خلاقة من أجل استقلال المغرب وحرية المغاربة، وأن أخانا عبد الرحمان اليوسفي كان نائبا للأمين العام لاتحاد المحامين العرب وعضو مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الانسان ونائبا لرئيس الأممية الاشتراكية، ولا تنسوا كذلك أن أخانا محمد اليازغي يحمل لقب الرئيس الشرفي للأممية الاشتراكية، وأن أخانا عبد الواحد الراضي هو الرئيس الحالي لاتحاد البرلمان الدولي، وأختكم وفاء حجي رئيسة الأممية الاشتراكية للنساء. إننا إذ نحفظ هذا الرصيد ونواصل السير على نهجه، نؤمن كذلك بأن انخراطنا بروح مهنية عالية في العلاقات الدولية هو امتداد طبيعي لنضالنا اليومي من أجل استكمال البناء الديمقراطي، ومن أجل حماية الحريات وترسيخ دولة الحق والمؤسسات. لكننا في نفس الوقت نؤمن أن عملنا الدؤوب في الواجهة الدولية لا يمكن إلا أن يندرج في إطار التكامل مع الديبلوماسية الرسمية للدولة من أجل القضية الوطنية ولما فيه مصلحة بلادنا بصفة عامة. أرجو أن يلهمكم هذا الإنجاز الرائع خير إلهام، وأن تستحضروا دروسه وأنتم تحضرون لمؤتمركم الوطني المقبل وتفتحون صفحة جديدة في المسار النضالي للشبيبة الاتحادية. مرة أخرى نهنئكم على ما أنجزتموه لخير منظمتكم، ولخير حزبكم وبلدكم، ومن خلالكم نهنئ كافة مناضلات ومناضلي الشبيبة الاتحادية، راجين لكم مزيدا من العطاء والتألق في مسيرتكم النضالية.