في موسم عمَّر لأزيد من 51 سنة، يشهد الجميع بأن مهرجان الورود المنظم ببلدة قلعة امكونة ما بين 9 و 12 ماي الجاري، حاول تجاوز ثغرات الدورات السابقة بالنظر إلى عدة اعتبارات، و منها التنظيم المحكم و اختيار الأماكن المناسبة لتفادي التدافع و الاكتظاظ و غيرها من الممارسات . فمن خلال استيقاء بعض الآراء يتبين أن التنظيم محكم و لأول مرة - من طرف مكتب دراسات - تم إشراك المجتمع المدني في تلك العملية المهمة و الصعبة في آن واحد ، من خلال اتخاذ مجموعة من القرارات داخل خلايا متعددة و أهمها اللجنة التنظيمية التي عملت على اختيار أنسب الأماكن ( ساحة التبوريدة ، منصة السهرات ، chapiteaux .. ) ، زد على ذلك دور خلية التوجيه و المساعدة التي قامت بعملها بطريقة احترافية ، إضافة إلى عمل اللجنة الفنية التي ساهمت في تقديم باقة متميزة للجمهور الوافد على عاصمة الورود ؛ و خاصة الفرق الفنية و الفلكلور و إعطاء فرصة الظهور للطاقات الشابة المحلية قصد إبراز مواهبها و متابعتها لجميع أطوار اختيار ملكة جمال الورود ؛ كما أتقنت اختيار مكان إقامة العرس الأمازيغي بكل مراحله . هذا فضلا عن استيراد عادة التبوريدة لإكساب المهرجان حلة خاصة . كما تم إبعاد السوق بعيدا حتى لا يتم إغراق الشارع العام بقمامات و أزبال ما بعد المهرجان . وتابع الحضور باهتمام ندوات تهم تثمين المنتوج المحلي بمشاركة أساتذة أكاديميين و من خارج أرض الوطن، و كذا بعض الأمسيات الشعرية التي لاقت استحسانا طيبا لدى الحاضرين . الصغار بدورهم استفادوا من حصص ترفيهية و ألعاب من تنظيم جمعية محلية . جمعيات و تعاونيات حصلت على حصة الأسد في المعرض و تمكنت بدورها من عرض منتوجاتها المتنوعة ( زرابي ، عسل ، زعفران ... ) ، علاوة على أن اختيار ملكة جمال الورد كان بشروط و معايير محددة ، كلها جوانب تميز نسخة المهرجان الواحدة و الخمسين .و من المؤمل أن تسهم تلك الطبعة في منح دينامية مهمة للقطاع السياحي في أفق سنة 2020 و خلق مشاريع مدرة للدخل تحسن المستوى المعيشي للساكنة . لكن ما لا يلحظه الجميع أن شعار هذه الدورة «تعبئة الجميع من أجل بناء مشروع تنموي محلي» يتنافى تماما مع أرض الواقع ؛ فإذا تمعنا جيدا فقرات المهرجان فهي تصب أساسا في جلب شخصيات و فنانين و رياضيين من خارج البلدة لا يتقنون حتى أسماء المناطق و خاصة أثناء السباق الوطني على الطريق ؛ حيث تم تحريف أسماء الفائزين و إسنادهم أماكن لا ينتمون إليها أصلا ، كما سجل الزائر لعاصمة الورود غياب لوحات تشويرية توجه القادمين من جهتي الراشيدية أو ورزازات ، كما أن الأطقم الصحفية الأجنبية استاءت وضعيتها حيث حجزت لها غرف بعيدا عن مكان المهرجان ( بومالن دادس ) كما هو حال المحلية . و على لسان الحاضرين تم تسجيل إقصاء ممنهج للمجموعات الغنائية المحلية المشاركة في السهرة الختامية .هذا و لم تتمكن الندوات التي تتحدث عن الورد و لا التصريحات التي أدلى بها رؤساء التعاونيات من أن تحدد بشكل دقيق و علمي أصل الوردة المحلية . أما الأسر المعوزة و الفقيرة التي قدمت من أماكن بعيدة فقد خاب ظنها ؛ إذ لم تتمكن من الإستمتاع بلوحات التبوريدة التي رحلت و غابت عن قلعة الورود قبل نهاية المهرجان ؛ إخفاقات وراء أخرى هي حصيلة المهرجان . أما ملكة جمال الورد فقد استمتع بمشاهدتها قلة قليلة من الحضور و في مكان مخصص مما زاد من استياء و غضب الشارع المحلي ، خصوصا و أنها تعرض في النسخ السابقة أمام أنظار الجميع . كما أن أصحاب الدكاكين لاحظوا انخفاض مبيعاتهم من الورد و مشتقاته نتيجة إبعاد برنامج الدورة عن المركز ؛ كلها إشارات لا بد من التذكير بها ، لتتبادر إلى الذهن من جديد جملة أسئلة منها ؛ من المستفيد الأول من شعار النسخة الواحدة و الخمسين لمهرجان الورود ، ما محل الفلاح البسيط المحلي غير الحاضر أصلا في مجريات النسخة ؟..