قام إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بمعية أعضاء المكتب السياسي ،بزيارة وفاء لمحمد اليازغي الكاتب الأول السابق للحزب وأحد رموزه أمس في بيته. وتندرج هذه الزيارة في إطار زيارات الوفاء التي ينظمها المكتب السياسي إلى قادته التاريخيين ورموزه الذين قادوا الحزب في مراحل صعبة سابقة، يقول لشكر، كعربون وفاء ومحبة لما قدمه هؤلاء المناضلون لنصرة قضايا الوطن بصفة عامة، والحزب بصفة خاصة. واعتبر لشكر أن هذه الزيارة كذلك مماثلة للزيارة التي قام بها الحزب خلال الأسبوع الماضي للأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، باعتبار أن رموز الحزب وقادته السابقين يعول عليهم كثيرا في دعم الاتحاد الاشتراكي وقيادته في هذه المرحلة بالذات، بعد خروجه من المؤتمر بنتائج إيجابية خلقت دينامية كبيرة في ما بعد من أجل إعادة بناء الحزب ليسترجع مكانته اللائقة به في المشهد السياسي وداخل المجتمع. وأطلع لشكر اليازغي على نتائج اللجنة الإدارية التي اتخذت جميع قراراتها بالإجماع، وخلفت ارتياحا كبيرا لدى المناضلين، للسير قدما في تنفيذ مقررات المؤتمر الوطني التاسع وإعادة بناء التنظيم الحزبي في المناطق والجهات، استعدادا للاستحقاقات القادمة. من جهته أعرب اليازغي عن سعادته الكبيرة بهذه الزيارة وتأثره البالغ بها، مشددا على أن بيته مفتوح، كما كان دائما، في قيادة الاتحاد من أجل التشاور والتناظر في القضايا التي تهم الحزب والبلاد، مبرزا أن الحزب كان يمر بمرحلة صعبة وفيها مشاكل ذات طبيعة ذاتية وموضوعية، وزكتها الحملات الإعلامية المغرضة. وأشار اليازغي، بنفس المناسبة، إلى أن المرحلة التي تمر منها البلاد والحزب مرحلة دقيقة، ولابد من استيعاب كل معطياتها حتى يتلمس الحزب الطريق الصحيح، مستدركا القول إن الاتحاد الاشتراكي قد استطاع أن يخرج من ذلك النفق المظلم الذي كان يعيش فيه، بعد المؤتمر الوطني التاسع وتجاوز الأزمة، وينتظر منه تقوية معارضته كحزب معارض للاستبداد، أخذا بعين الاعتبار أنه حزب شارك في تدبير الشأن العام لمدة ثلاث عشرة سنة. وطالب اليازغي أعضاء المكتب السياسي بفتح حوار مع المثقفين والمفكرين والشباب حول المشروع الاشتراكي الديمقراطي الذي يتلاءم والمرحلة الحالية مع المتغيرات والتحولات الإقليمية والجهوية والدولية، لمواجهة التيارات المحافظة والتقليدية التي تتخذ من الدين غطاء إيديولوجيا. وتناول محمد اليازغي عددا من القضايا بالنقاش والتحليل التي تهم تطورات القضية الوطنية، والتحالفات المستقبلية للحزب، واستراتيجية الحزب في إعادة بناء التنظيم. وما أثار الكاتب الأول للحزب وأعضاء المكتب السياسي هو الرؤية الموحدة لليازغي حول مجموع هذه القضايا، وكأنه يحضر لقاءات المكتب السياسي إذ عبر الكاتب الأول عن سعادته وارتياحه لهذا التلاقي والتناغم في الرؤية السياسية لقيادة الاتحاد الاشتراكي المنبثقة عن المؤتمر مع قادة ورموز الحزب. كما شدد اليازغي على مبدأ التوافق ما بين الاتحاديين، خاصة في الجانب التنظيمي للحزب من أجل إعادة بناء هياكل الحزب على الصعيد المحلي والجهوي للرجوع الى القواعد، وتعبئة الجماهير حول المشروع المجتمعي للاتحاد.