بروح وطنية قل نظيرها اليوم لدى بعض أصحاب المقاولات، وبأمل كبير في أن تتفهم الدولة والحكومة وضعية القطاع، وبصراحة كاشفة، تحدث خلال الندوة الصحفية المنعقدة زوال يوم الخميس 2 ماي 2013 بمقر مكتب معارض الدارالبيضاء، سعيد النجار باسم الجمعية المغربية المهنية لعمال الطباعة، مشيراً إلى المراحل التاريخية التي مر منها القطاع، معتمداً على نفسه دون أي مساعدة مادية من الحكومات السابقة، حتى بعد أن بدأ القطاع يعرف أزمة مفتوحة، جراء المنافسة الشرسة التي تقوم بها مقاولات بعض الدول (لبنان مثلا) والتوسع المهول الذي يتزايد يوماً عن يوم للقطاع غير المهيكل الذي يعتبر طعنة مباشرة للمقاولات الجادة المغربية. وناشد سعيد النجار الدولة والحكومة أن تلتفت لهذا القطاع الذي يشغل يداً عاملة مهمة ويعمل على تكوينها المستمر، وبإمكانه المزيد من التشغيل، خاصة وأن وسائل العمل في تطور مستمر لكسب رهان المنافسة، موضحاً أن ألف مقاولات مغربية بقطاع الرقميات وفنون الطباعة والتغليف تنقسم إلى صغيرة تشغل أقل من عشر عمال، ومتوسطة تشغل حوالي 50 عاملا، وكبيرة تشغل أكثر من 150 عاملا، بالإضافة إلى توفر العديد من المؤسسات العمومية على مطابعها الخاصة: الجريدة الرسمية للأمانة العامة للحكومة كمثال. وختم ممثل المهنيين تدخله الذي انصبت بعده وحوله أسئلة الصحفيين بنبرة تفاؤلية حول تفهم الدولة لأهمية هذا القطاع وانتظار دعمها الفعلي. من جانبه، منير الباري عن الفيدرالية الوطنية للصناعات الغابوية وفنون الطباعة والتغليف، اعتبر أن الورق بكل مكوناته يستعمل في جميع الصناعات، وأنه مكون من حوالي ألف مطبعة 80 بالمائة منها هي عبارة عن مقاولات متوسطة وصغيرة، وتشغل حوالي 12 ألف عامل وعاملة ويمثل رقم معاملات يصل 12 مليار درهم سنوياً. وتوقف عند النتائج السلبية على القطاع من طرف القطاع غير المهيكل، وتمنى هو كذلك أن تلتفت الدولة لهذا القطاع الذي أصبح يتواجد ببعض الدول الافريقية، والتي يمكن أن يكون مزودها الأول بدل أوربا لعدة اعتبارات منها القرب والثمن والجودة والسمعة الحسنة لبعض المطابع المغربية. سعاد حسني صقلي مسؤولة بشركة معدات طباعة، أكدت مساندة المؤسسة للعاملين بالقطاع ومسايرة تطويره ودعمه حسب الممكن. مدير معرض الدارالبيضاء ذكر بالمجهودات التي تم إنجازها في السنوات الأخيرة لإصلاح المعرض، وجعله في مستوى المعارض الدولية، دعماً للمقاولات المغربية رغم صغر مساحته مع ما ينتظره من تظاهرات دولية. للإشارة، فإن المعرض الدولي بالبيضاء سيحتضن أيام 14 و 15 و 16 و 17 و 18 ماي الجاري، المعرض الدولي الثامن للرقميات وفنون الطباعة والتغليف. وسيشارك فيه حوالي 200 عارض مغاربة وأجانب في مختلف المجالات ذات الارتباط بالقطاع. وقد اختار له المنظمون: الفيدرالية الوطنية للصناعات الغابوية وفنون الطباعة والتغليف، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والجمعية المغربية المهنية لعمال الطباعة شعار: «التغليف وفنون الطباعة، فرص مغرب متنافس». ويعتبر هذا المعرض، أهم معرض في افريقيا، والأكثر تخصصاً في العلاقات ما بين الشركات في القطاع، كما سيعرف إلقاء عروض ومحاضرات من طرف بعض الباحثين والمختصين ليس فقط حول الواقع، بل كذلك آفاق تطوير صناعة الورق والرقميات.