من المتوقع أن تعرف قضية ترحيل جثمان الشاب الفرنسي من أصل مغربي، عزيز كيزي، الذي لقي حتفه منذ حوالي سنتين بالديار الاسبانية، لدفنه بالأراضي المغربية، حلا عبر دفع مصالح حفظ الصحة الإسبانية لاستخراج رفاة عزيز قبل انقضاء سنتين بخمسة أشهر كما هو معمول به قانونيا، أي قبل نونبر 2013 . وكشفت مصادر ديبلوماسية مغربية ل«الاتحاد الاشتراكي»، أن المصالح القنصلية المغربية في كل من مدينتي طاراغونا الاسبانية تعمل كل ما بوسعها من أجل اقناع مصالح حفظ الصحة الاسبانية بالافراج عن رفاة جثمان عزيز، التي ترقد حاليا بمقبرة ألكانار قبل انقضاء سنتين كما هو معمول به قانونيا. ويذكر أن السلطات القضائيةالاسبانية كانت قد سمحت بترحيل جثمان الضحية عزيز، الذي كان قد دفن بمقبرة «ألكانار» قبل وصول أسرته لإسبانيا للتعرف على ما تبقى من ملابسه، إلا أن المصالح الطبية الاسبانية لم تسمح بذلك التزاما بالمقتضيات القانونية المعمول بها بخصوص استخراج الجثث من القبور الذي لا يمكن أن يتم إلا بعد سنتين من الدفن في الحالات العادية، وتمتد الى خمس سنوات في حال إصابة الجثة بمرض وبائي. وبالموازاة ذكرت مصادر جمعوية اسبانية من أصل مغربي مقربة من ملف قضية مقتل الشاب الفرنسي من أصل مغربي، عزيز كيزي، الذي لقي حتفه منذ حوالي سنتين بالديار الاسبانية وكان وعمره حوالي 33 سنة، أن كلا من المصالح القنصلية المغربية في كل من مدينتي طاراغونا الاسبانية وتولوز الفرنسية تتابع عن كثب، منذ الكشف عن هوية الضحية، الملف من خلال التنسيق مع السلطات الاسبانية لأجل إيجاد مخرج للقضية. وقال رئيس فيدرالية جمعيات المهاجرين ورئيس جمعية «أنا المهاجر»، سمير بوشاقور، في اتصال ب«الاتحاد الاشتراكي»، أن كلا من المصالح القنصلية المغربية في كل من مدينتي طاراغونا الاسبانية وتولوز الفرنسية قامت بتنسيق مع اسرة الضحية كيزي وجمعية ««أنا المهاجر»» من أجل إيجاد السبل الكفيلة بنقل جثمان الضحية، الذي اختفى عن أنظار أسرته التي تقيم بحي بكاتيل وسط تولوز، في 30 أكتوبر 2011، لدفنه بالديار المغربية. وذكر بوشاقور ان حمل الضحية عزيز للجنسية الفرنسية واعتباره مواطنا ينتمي للفضاء الأوربي، دفع السلطات القضائية الاسبانية إلى ربط الاتصال بالسلطات القنصلية الفرنسية ببرشلونة التي لم تتوان في الاتصال بأسرة كيزي قصد القدوم إلى بلدة طرطوسة قصد التعرف على ما تبقى من ملابس الضحية، الذي عثر على جثته في 4 نونبر 2011 وكذا التأكد من هويته بشكل نهائي بعد تحليل الحمض النووي الذي مكن في 5 دجنبر 2011، المصالح الأمنية الاسبانية ونظيرتها الفرنسية من تحديد أن الأمر يتلعق بالضحية عزيز. وأوضح رئيس جمعية «انا المهاجر»، أن المصالح القنصلية المغربية في مدينة طاراغونا الاسبانية، ربطت الاتصال بالجمعية لمصاحبة أسرة الضحية عزيز في كل إجراءاتها لدى المصالح الامنية والقضائية والطبية الإسبانية بعدما فضلت أسرة الضحية ربط الاتصال بياسر فارس قنصل المغرب، فيما تابعت قنصلية المغرب بمدينة تولوز الفرنسية الملف في شخص عبد الله بيضوض، القنصل العام السابق على اعتبار أن مقر إقامة الضحية، الحامل للجنسية المغربية تابع لهذا المركز القنصلي. ومن جانبه أفاد القنصل العام للمغرب بمدينة تولوز الفرنسية، يونس الديغوسي، أن المصالح القنصلية المغربية في مدينة تولوز كانت دائما مفتوحة في وجه أسرة الضحية عزيز الفرنسي من أصل مغربي حيث ثم استقبالها غير ما مرة. وقال الديغوسي، في حديث له ل«الاتحاد الاشتراكي» أن زميله ياسر فارس، قنصل العام للمغرب بمدينة طاراغونا الاسبانية يتابع ملف الضحية عزيز، الذي لقي حتفه في الديار الاسبانية، منذ أن ربطت به أسرة كيزي الاتصال، ولم يدخر جهدا في تسهيل مأموريتهم لدى المصالح الامنية والقضائية والطبية الإسبانية، وأيضا عمل مصالحه القنصلية لتمكينها من الدعم في وضعها والظروف التي تمر منها بعد فقدان عزيز، المتزوج وأب لثلاثة أطفال. وأوضح القنصل العام للمغرب بمدينة تولوز الفرنسية، الذي حل محل سابقه عبد الله بيضوض بهذا المركز القنصلي قبل سنة، أن السماح بعملية ترحيل جثمان الضحية عزيز، الذي يرقد جثمانه بمقبرة «ألكانار» الاسبانية منذ حوالي سنتين من أجل إعادة دفنه بالمغرب حق مكفول للأسرة إلا انه يحتكم للقوانين المعمول بها على الأراضي الاسبانية، مشيرا إلى «إننا كديبلوماسيين معتمدين لا يمكنننا التدخل في عمل مصالح بلدان الاعتماد».