هاجر مصطفى الطوسة إلى فرنسا سنة 1987 من أجل إتمام مساره الدراسي في الصحافة، وهناك طال به المقام حتى أصبح أحد أبرز الوجوه الصحفية المنحدرة من الهجرة في مدينة الأنوار. بالإضافة إلى الرغبة في تزكية رصيده الفكري وتكوينه الصحفي الذي نحت حروفه الأولى بالمعهد العالي للصحافة بالرباط، الذي حاز على شهادته سنة 1986، أرغم ضيق المشهد الإعلامي المغربي خلال سنوات الثمانينيات بسبب الرقابة الشديدة التي كان خاضعا لها، مصطفى الطوسة على بدء مشوار مهني في فرنسا مكنه من التعرف على شخصيات مرموقة والمساهمة في تحريك دفة الإعلام الفرنسي لينفتح على المهاجرين أولا ثم على الدول الغير الناطقة بالفرنسية. بعد إتمام مساره الدراسي في مركز تكوين الصحفيين بباريس انخرط الطوسة في العمل الميداني من خلال إذاعة فرنسا الدولية RFI، وكان سنة بعد ذلك من بين مؤسسي القسم العربي لهذه الإذاعة بهدف التوجه إلى العالم العربي خصوصا دول المغرب العربي، من خلال إعلام متميز ثقافيا وفكريا. شغف مصطفى الطوسة بالإعلام ومعيشه اليومي كمهاجر دفعاه سنة 1990 إلى التوجه بالصوت والصورة هذه المرة إلى الجاليات الأجنبية المقيمة في فرنسا عبر برنامج «لقاءات» في القناة الفرنسية الثالثة، قبل أن يبدأ بإعداد تقارير ومجلات وثائقية في إطار سلسلة «جذور» التي بثتها نفس القناة. في المغرب ارتبط اسم مصطفى الطوسة بفرنسا كما ارتبط اسمه في فرنسا بالعالم العربي، وهو اليوم بالإضافة إلى كونه رئيس تحرير في إذاعة مونتي كارلو الدولية، دائم الحضور في سائل الإعلام بمختلف ألوانها باعتباره محللا متخصصا في العالم العربي في القنوات الفرنسية ومتخصصا في فرنسا بالنسبة للعديد من القنوات العربية. هي 25 سنة قضاها مصطفى الطوسة مهاجرا، تجربة حققت له نجاحا ورصيدا إعلاميا واسعا اكتسب من خلالها شهرة مرموقة؛ أمّا بالنسبة لحصاده الشخصي، فقد جعلته سنوات الهجرة هاته يتعرف على ثقافة جديدة علمته احترام الآخر ورسخت بداخله شعور المسؤولية الحقيقية ومبدأ الحاجة العامة التي اعتبرها مصطفى الطوسي أمرا جوهريا. على الرغم من رحيله من المغرب، بقي مصطفى على ارتباط وطيد بالصحافة المغربية من خلال عمله كمراسل من باريس لأسبوعية «ماروك إيبدو» من 1993 إلى 2005 وجريدة» أوجوردوي لو ماروك» من 2007 إلى 2011 .