كشفت دورة المجلس البلدي لإنزكَان، المنعقدة في شهر أبريل المنصرم، مرة أخرى عن مواجهة عنيفة وساخنة بين الاستقلاليين والبيجيدي إلى درجة تبادل الاتهامات الخطيرة في جلسة عمومية، تتبع أطوارها المواطنون الذين تفاجأوا فيها بلغة الضرب تحت الحزام في مشهد يكاد يذكرنا بما عاشته بلدية أولاد تايمة في الولاية السابقة من صراع عنيف لم يخل من سب وشتم بين المستشارين المحسوبين على الحزبين . وبدأت المواجهة الأخيرة حين اتهم مستشار من البيجيدي، علانية، نائبين للرئيس(من حزب الاستقلال) بالاختلاسات والتلاعبات بالرخص حينما وقعا مجموعة من رخص الاحتلال المؤقت لبعض تجار المدينة مقابل مبالغ مالية تلقياها عن ذلك، وهذا ما دفع أحدهما إلى اتهام أحد أعضاء البيجيدي والرد عليه بقوله: «راك جيتي للبلدية على دراجة نارية، واليوم راك عندك السيارات والديور، فمن أين لك هذا؟». فهذا الكلام يقتضي من وزارة الداخلية فتح تحقيق حول هذه الاتهامات وإحالتها على القضاء، نظرا لخطورة ما سمعه المواطنون من وجود اختلاسات ورشاوى وزبونية في الرخص الممنوحة لتجار المدينة، خاصة أن بلدية إنزكَان تكاد تحطم رقما قياسيا في عدد الشكايات والدعاوى التي نظرت فيها المحاكم بين الاتهامات المتبادلة بين الرئيس السابق عبد القادر احمين والرئيس الحالي محمد أوملود... أما عن خلفيات المواجهة الحالية بين الاستقلاليين والبيجيدي، فترجع إلى تصفية حسابات شخصية بين الطرفين، بسبب إقدام الرئيس الاستقلالي محمد أمولود على إقالة أعضاء البيجيدي من مهامهم في مكتب المجلس، وتراجع المجلس البلدي عن اتفاقية سبق أن وقعها مع وزارة التجهيز والنقل التي يقودها قيادي البيجيدي عزيز الرباح من أجل بناء قنطرة جديدة تربط بين إنزكَان وأيت ملول، بعدما أخلت الوزارة بوعدها، وهذا ما أغضب أعضاء البيجيدي. وترجع أسباب الخلافات التي طفت على السطح الى موضوع المنطقة الجنوبية التي امتصت إلى حد الآن حوالي 12 مليار سنتيم، ومع ذلك لم تستفد منها البلدية والمدينة أي شيء ، زيادة على نقطة أخرى أفاضت الكأس وهي المتعلقة بتفويت قطعة أرضية لفائدة مشروع للترفية وألعاب الأطفال والتي أراد الاستقلاليون تمريرها في الدورة، لكن أعضاء البيجيدي انبروا لهم. كما أن النائب الأول الاتحادي عمر حميد الذي ترأس الدورة فطن للمناورة، وقرر مع الأغلبية تأجيل مناقشة نقطة تفويت البقعة الأرضية المذكورة والمصادقة عليها، ما دام شابتها شبهات كثيرة وما دام القضاء لم يفصل بعد في المشاكل التي تعرفها المنطقة الجنوبية.