طاف» محمد. أ « ، مياوم ينحدر من منطقة تيسة بإقليم تاونات ، على أكثر من شباك أوتوماتيكي بأرجاء المدينة قبل أن يظفر بمائة درهم ظل يخطط لها كمصروف لتدبير حاجيات نهاية الأسبوع ، هو الذي يقضي مايفوق 60 ساعة من العمل الشاق والمضني بأحد المشاغل السرية لصناعة الأحذية . انطلق هذا الشاب العشريني السبت صباحا من أحد شبابيك البنك الشعبي الأوتوماتيكية غير بعيد عن محل سكناه بحي تغات بمنطقة واد فاس . كانت ذاكرته تنتج عشرات الأشرطة من وحي الخيال تسبح في مستوى التطور التكنولوجي الذي وصل إليه الإنسان إذ بمجرد ما تقف أمام العتبة ذات السقيفة المميزة والأضواء الملونة ، وتنقر في ارتباك بضع رموز حتى تسارع الأوراق النقدية متدفقة وفق الطلب. لكن الأمر ليس بهذه السهولة. بدت خيبة أمل أكيدة على محياه بعد أن تأكد أن لا رصيد في خزان شباك حيه وفق ما صرح كشف حسابي ، قبل أن ينط مذعورا محدثا نفسه بصوت مسموع : ملعونة هذه الشبابيك ، رغم انتشارها الواسع في شوارع المدينة وفي أحيائها وتجمعاتها الآهلة فهي بالتأكيد لا تنجب مثل امرأة عاقر . أي شيطان ألزمها أن لا تقوم فقط بأداء خدمة مؤدى عنها؟ زعيق السيارات وأصوات سائقي الدراجات الثلاثية يملأ الآفاق صخبا والعشريني يناجي نفسه ، إذا كان ما تقوم به هذه «العفاريت» المثبتة في الحيطان هو في حد ذاته عمل رأسمالي نبيل فهي لا تجود على أحد منا بصدقة ، لذلك سيقرر العشريني مغادرة حي الحديقة بواد فاس وهو يلعن الشبابيك في اتجاه معلوم .وقبل أن يعرج خائبا على مثيلاتها بحي المصلى وأكادير ثم بن دباب مرورا بمدارة عين هارون كانت خيبته تكبر شيئا فشيئا ، قبل أن يمتطي سيارة أجرة صغيرة قاصدا منطقة المرينيين، هناك بشباك ابن سليمان انفجرت مرارته، كان الشباك الأوتوماتيكي لهذه الوكالة دون حرارة! هل صدفة أن تعطل 6 شبابيك للبنك الشعبي في مناطق متباعدة نهاية الأسبوع من نهاية شهر مارس 2013 تساءل العشريني عبثا ؟ مضيفا ليس الأمر كذبة أبريل حتى لا نصدقها إنه الواقع الذي لا يرتفع .. ثم أن بطاقة السحب الأوتوماتيكية أنشئت كخدمة لمثل هذه الحالات الطارئة ، وهي فضلا عن كونها ليست مجانية ، فهي تشكل عبئا إضافيا من حيث اقتطاعات واجب الخدمة. فإلى متى يستمر هذا الاستهتار بحقوق المواطنة والخرق السافر للتعاقد بين المواطن والمؤسسة البنكية ؟ تابع موجها كلامه لسائق الطاكسي الصغير الذي بدا متجاوبا حد الانفعال .سكت برهة ثم نطق بنبرة حزينة « ألم تلتزم الوكالة والبطاقة معا بتوفير المال لصاحبة ووضعه رهن إشارتي في أكثر من 2500 وكالة بمجرد كبسة زر ؟ لقد أضحت هذه الشبابيك الأوتوماتيكية ممعنة في العطب فهي تسمح للعطب باحتلالها دفعة واحدة ، ولما فرغ الشاب من كلامه استمع إلى محدثه بخبرة: قال الراوي «إن مدير وكالة بنكية أسر له ذات لقاء أنه يحرص على وضع مبالغ زهيدة في جوف الشباك ، وهو يدرك أن المبالغ المرصودة لا تغطي احتياجات الزبناء ، لكن نسبة عمولته تكبر بحفاظه على قدر من السيولة بناء على رغبة مالية للبنك ، لكن سحب هذه المبالغ مبكرا نهاية الشهر يطرح أسئلة حقيقية حول جدية الادخار وخدمات المؤسسة البنكية التي تدعي امتلاكها لقاعدة شعبية عريضة » . قبل أن يحصل الشاب العشريني على ورقة من فئة 100 درهم بالشباك الرئيسي بالمدينةالجديدة كان قد تفقد 7 شبابيك اوتوماتيكية وصرف منها للتو لعداد الطاكسي 30 درهما ، ويبدو أن لا أحد من المسؤولين البنكيين سيصدم عند الرجوع إلى أرشيف الكاميرات التي تحرس عدد الولوجيات الفاشلة إلى مختلف هذه الشبابيك الفارغة إلا من السيليكون ، لسبب بسيط هو انهم يدركون ما يفعلون . فالشريط يؤكد خيبة أمل العشرات من الزبناء الذين يظهر بعضهم في حالة غضب قد تجهز على منطق اشتغال الشباك ، ليس صدقة أو مساعدة ما يطلبون ، فقط أرصدتهم التي أودعوها للحاجة مهما صغر حجمها يجب أن تكون رهن إشارتهم وليس الحسرة والأسى أينما حلوا وارتحلوا ! وتزامنا مع ذلك، نظمت الجمعية بتنسيق مع إدارة المؤسسة وجمعية الآباء، ورشة للفنون التشكيلية بمدرسة وحدة إغرم أزكاغ التابعة لمجموعة مدارس تنقلا، ضمت جداريات وأنشطة تشكيلية متنوعة بتأطير من أحد الفنانين التشكيليين. وتعتبر جمعية «إغرم أزكاغ» من الجمعيات الحديثة التأسيس بمنطقة تنقلا دائرة أكدز، وتتوفر على عدد من الطاقات الفاعلة في الميدان الجمعوي الطامحة لتحقيق عدد من الأهداف التنموية التي تسعى إلى بلورتها في مشاريع تساهم في تحسين الأوضاع الاجتماعية للساكنة والتنمية الثقافية والبيئية والاقتصادية للمنطقة، وفي هذا الإطار يتطلع مكتب الجمعية الى عقد شراكات مع مختلف الجمعيات الوطنية والدولية التي تسعى الى تحقيق نفس الأهداف.