بسبب الأرقام السيئة للاقتصاد الفرنسي و الفضائح السياسية ، أصبح الرئيس الفرنسي «فرانسوا هولاند» مزعجا لأصدقائه من اليسار الأوربي. «كورييه أنترناسيونال» الفرنسية حاز بطولة التنمية في مواجهة تقشف المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» و أصبح بسرعة أفضل صديق للرؤساء الأوربيين اليساريين. فقد كان انتخابه في ماي المنصرم علامة على إمكانية انبعاث للدمقراطية- الاجتماعية. و في هذا الصدد كتب الصحفي «دجوناتان فينبي» في صحيفة «غارديان» : «حين فاز حزبه و حلفاؤه بالأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية، تولد لدينا الانطباع بأن أوربا قد كسبت متحديا حقيقيا للتوافق التقشفي الحاصل بين برلين و بروكسيل و لندن. و بعد ستة شهور على ذلك، بدأ كثير من زعماء الأحزاب ينأون بأنفسهم عنه: فالطريقة التي تترنح بها البلاد اقتصاديا أوضحت ببساطة كم كان الأمر صعبا بالنسبة لليسار الأوربي أن يضع سياسات قادرة على إعادة القارة على قدميها. و في هذا الصدد واصلت صحيفة «غارديان» القول أن «إيد ميليباند» (زعيم الحزب العمالي البريطاني) سيتراجع عن حماسه لساكن الإليزيه الجديد». ففي دسمبر الماضي، و في خضم الجدل حول ضريبة 75 بالمائة، وصفت صحيفة «سبكتاتور» المحافظة فرانسوا هولاند ب»الصديق الثقيل» لإيد ميليباند و هذا الأخير لم يعد، في تدخلاته، يذكر كثيرا نظيره الفرنسي. و في ألمانيا أيضا، ابتعد «بير ستينبروك» المرشح الاجتماعي- الدمقراطي لمنصب المستشارية، رغم حظوظه الضعيفة في استطلاعات الرأي، عن الرئيس الفرنسي. و قد سجلت «سبيغل أونلاين» أنه حتى الحزب الاجتماعي الدمقراطي يحرص على ألا يتماهى كثيرا مع هولاند. و كيفما كانت صعوبة العلاقة بين هولاند و ميركل...إلا أن «بير ستينبروك» و حزبه بدآ يعتبران الرئيس الفرنسي كخطر أكثر مما هو مكسب لهما في السباق في الانتخابات الألمانية» و أثناء زيارته لباريس في 5 أبريل، حرص زعيم الحزب الاجتماعي الدمقراطي على ألا يظهر طويلا و أكثر من اللازم مع فرانسوا هولاند: «فبعد اللقاء رأسا لرأس مع الرئيس الفرنسي، بقي ستينبروك وحيدا أمام الإليزيه ثم أسرع الخطى أمام الصحفيين»