ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن فوز الاشتراكي «فرانسوا هولاند» في الانتخابات الرئاسية الفرنسية يوم الأحد الماضي لم يكن هزيمة ل «نيكولا ساركوزي» فحسب بل تحديا للهيمنة الألمانية على أوربا والداعية إلى التقشف الاقتصادي كحل لأزمة الأورو. وذكرت الصحيفة أن ساركوزي هو أول رئيس فرنسي يتم طرده قبل استنفاذ الولايتين الرئاسيتين منذ 1981، مذكرة بأن ساركوزي خلال سنوات رئاسته الخمس، قد وضع فرنسا ووضع شخصه في قلب القضايا العالمية و انضم للقيادة العسكرية لحلف شمال الطلسي كما تميز بكونه الحليف الصعب والأساسي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في معركتها لإنقاذ الأورو، بواسطة التقشف وهو المشروع الذي تلقى صفعة جديدة وجهها الناخبون اليونانيون أول أمس الأحد ومن جهتها اعتبرت صحيفة «أندباندنت» اللندنية أن فوز فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية «يعلن عن تغيير في الطريقة التي ستتعامل بها أوربا مع أزمة المديونية والأسلوب الذي ستعمل به فرنسا في العالم». كما ذكرت صحيفة «تايمز» المقربة من المحافظين، أن «هولاند انتصر على سياسة ساركوزي التقشفية» فيما كتبت «فاينانشل تايمز» أن «هولاند بتوليه الرئاسة الفرنسية، يكون ساركوزي آخر ضحايا سياسته نفسها». أما صحيفة «غارديان» المقربة من المعارضة العمالية فكتبت في عددها لنهار أمس أن «فرانسوا هولاند باستلامه السلطة في فرنسا، قد يوقف التوجه اليميني المعادي للأجنبي في السياسة الأوربية» بصورة عامة. في حين أن صحيفة «دايلي ميل» الشعبية كتبت باللغة الفرنسية «وداعا الرئيس بلينغ بلينغ» في إشارة إلى اللقب الذي اشتهر به «نيكولا ساركوزي» نتيجة لتصرفاته المتعالية على غرار نجوم الفن و المجتمع. أما صحيفة «جورنا لدي نيغوسيوس» الاقتصادية البرتغالية فقد اهتمت بالعلاقات المستقبلية بين فرنسا و ألمانيا وانعكاسات تلك العلاقة على أوربا فكتبت أن «هولاند هو الرجل الذي وعد بتحويل إرث «أنجيلا ميركل» وتبني استراتيجية مختلفة في مكافحة الأزمة ومن أجل استقرار الأورو...ولذلك فإن هولاند لم يصل إلى درجة الشخص غير المرغوب فيه في برلين و لكنه قريب من ذلك» وقد شكل نفس الموضوع اهتمام الصحيفة البرتغالية الأخرى المنافسة «دياريو إيكونوميكو» التي كتبت «يخطط هولاند للحديث مع ميركل منذ الليلة...لكي يتحدثا معا عن مستقبل المحور الفرنسي-الألماني» أما بالنسبة لصحيفة «لاستامبا» الإيطالية (يمين الوسط) فإن «باريس تغيرت وستتغير أوربا كذلك... وسنرى كيف سيتمسك هولاند بوعده بالتخلي عن الميثاق الجبائي الأوربي» ومن جهتها اعتبرت صحيفة «لا ريبيبليكا» (وسط يسار) أن «فرنسا قد طوت صفحة وفتحت صفحة جديدية» ،بينما رأت صحيفة «إيل سولي 24 أوري» أن «فرانسوا هولاند رجل معتدل اشتراكي دمقراطي وإنسان هادئ، يريد التغيير دون زوابع أو كما قال في لندن القلقة بشأن الهجمات على الأثرياء و المال: «أنا لست خطيرا». وبالنسبة لإسبانيا فقد كتبت صحيفة «إيل بايس» أن «اليسار الأوربي ولد من جديد في هذا اليوم سادس ماي بفرنسا، فانتخاب المرشح الاشتراكي يدشن مرحلة سياسية جديدة بفرنسا كما في أوربا مع نهاية ميركوزي (ميركل وساركوزي) وسياستهما التقشفية» وقالت صحيفة «إيل موندو» أن الرئاسيات الفرنسية قد تميزت «بأسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية بأوربا منذ نصف قرن» وقد عمل جيدا الرئيس المنتخب بدعوة المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» والدفاع عن ضرورة إضافة فقرة حول النمو في معاهدة التقشف الأوربي «.فيما قالت صحيفة «إيل بيريوديكو» اليسارية أن وصول هولاند إلى الإليزيه يفتح مرحلة جديدة في السياسة الأوربية...» ومن جهتها أشارت صحيفة «فايننشال تايمز دوتشلاند» الألمانية إلى أن انتخاب فرانسوا هولاند يعتبر «منعطفا، خاصة بالنسبة لأنجيلا ميركل» المستشارة الألمانية الداعية إلى سياسات التقشف والتي لم تخف مساندتها للرئيس المهزوم «نيكولا ساركوزي» و واصلت الصحيفة الاقتصادية تحليلها بالقول: «انتخاب هولاند أمر مزعج لميركل، ليس لأن هولاند يهدد إنقاذ الأورو، و لكن لأن مطلبه بإضافة تدابير تهم التنمية إلى الميثاق الجبائي الأوربي من شأنه المس بموقع المستشارة داخل أوربا». أما صحيفة «تاغ سبيغل» البرلينية (يسار) فرأت أن فرنسا «تغادر رمزيا أوربا الشمالية نحو الجنوب و بذلك تبقى ألمانيا وحيدة مع القليل من الحلفاء».