انتخب عبد الكريم مدون كاتب عام النقابة الوطنية للتعليم العالي في المؤتمر الوطني العاشر بمقر الرياضات بالمعمورة والذي انعقد أيام 15، 16 و 17 مارس الماضي ، قد صادق بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي بعد مناقشتهما. وفي أول سابقة يقرأ التقرير المالي من قبل خبير محاسباتي ويتم افتحاصه من قبل لجنة من داخل المؤتمر لتتم المصادقة عليه في الأخير بالإجماع . وحول الأجواء التي مر فيها المؤتمر العاشر وبرنامج المكتب الجديد والتحديات التي تعرفها الجامعة المغربية ومشاكلها ، ومعيقات التي تعترض الأساتذة الأطباء أجرينا الحوار التالي مع عبد الكريم مدون الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي ل «الاتحاد الاشتراكي» { كيف مرت أشغال المؤتمر الوطني للتعليم العالي ؟ شكل المؤتمر الوطني العاشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي لحظة للتقييم والتأمل والنقاش، فأي مؤتمر لا تحضره هذه المحطات لا تتوفر فيه شروط النجاح، فالمؤتمر الوطني العاشر كان محطة لتقييم تجربة المكتب الوطني واللجنة الإدارية السابقة وما التصويت على التقريرين الأدبي والمالي بالإجماع إلا دليل على نجاح التجربة، وهو كذلك لحظة للتأمل ليس بمعناها الفلسفي ولكن بمعناها الواقعي من خلال الإجابة عن سؤال محوري يتمثل في أي جامعة نريد لمغرب القرن الواحد والعشرين وكيف يمكن للأستاذ الباحث المساهمة في جعل الجامعة فعلا قاطرة للتنمية في هذا البلد، هو كذلك فرصة للنقاش من خلال حضور نخب فكرية وعلمية قد تختلف في الرؤى وطرق المعالجة ولكنها تتوحد من أجل نقابة واحدة وموحدة تخدم المعرفة التي تشكل أداة لخدمة المجتمع والوطن وحضور هذه المستويات الثلاثة دليل على نجاح المؤتمر. { ما هو برنامج المكتب الوطني الجديد ؟ المكتب الوطني الجديد أمامه مجموعة من التحديات لا تتوقف عند الملف المطلبي للسادة الأساتذة الذي يعتبر أساسيا وسندافع عنه بكل الوسائل ولكن التحدي الأكبر يتمثل في ظروف اشتغالنا داخل الجامعة المغربية، وما هي الظروف التي نمارس من خلالها البحث العلمي، فهي أيضا تحديات أساسية يجب التفكير فيها. لقد كان المؤتمر الوطني العاشر كما أشرت فرصة للتأمل والنقاش وأنا متأكد أن البرنامج الذي سيحاول المكتب الوطني وضع استراتيجية لتطبيقه يوم اجتماعه المقبل متضمن في مقررات اللجن لجنة التعليم العالي والبحث العلمي ولجنة الملف المطلبي ومتضمن في البلاغ المشترك بين الوزارة والنقابة التي يجب أن يخرج إلى حيز التطبيق في أقرب وقت ومتضمن في رؤية النقابة في إعادة النظر في النظام الأساسي للأساتذة الباحثين وفي القانون 00.01 كل هذه النقاط تشكل أرضية لاشتغال المكتب الوطني الجديد من خلال وضع استراتيجية لعمله خلال المرحلة المقبلة. { ما هي الصيغ والآليات التي يمكن أن تلعبها النقابة لإعادة الثقة في الجامعة المغربية ؟ الجامعة المغربية لعبت أدوارا أساسية في بناء المغرب الحديث وساهمت بشكل كبير في تكوين أطر ساهمت وتساهم في بناء الدولة المغربية على جميع المستويات، اليوم جميعنا يتحدث عن الأزمة التي تعيشها الجامعة وعن انعدام الثقة في الجامعة المغربية. أظن أننا أمام إشكالية يجب أن نجد لها حلا، نساهم فيه جميعا لأن قيمة أية دولة في العالم تقاس من خلال إنتاجها للمعرفة وفي مدى استثمارها لإنتاج المعرفة. وأنا متيقن من أن النقابة الوطنية للتعليم العالي ورقة أساسية في المعادلة المعرفية باعتبار أن الأستاذ الباحث يشكل محور إنتاج هذه المعرفة فعلى الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها وأن توفر له الظروف الضرورية التي من شأنها المساهمة في إعادة الثقة في الجامعة المغربية ثقة الرأي العام وثقة المجتمع. { ما هي الصعوبات التي تعترض الأستاذ في الجامعة ؟ الأستاذ الباحث يقوم بمهمتين داخل الجامعة المغربية التأطير والبحث وقد انضافت له مهام أخرى جديدة بعد تطبيق نظام ليصانص ماستر دكتوراه لم تؤخذ بعين الاعتبار، وهو ما شكل مجموعة من الصعوبات التي قد تؤثر على دوره الأساسي التكوين والبحث الذي من المؤكد أنه يمارسهما في ظروف لا تساعد على إنتاجه للجودة المطلوبة، الصعوبة كذلك تكمن في انتقال العنف الذي يمارسه المجتمع خارج أسوار الجامعة إلى الجامعة وأصبح الأستاذ الباحث يحس في بعض الأحيان أنه غير مؤمن داخل الجامعة مما يستدعي منا جميعا أن نبحث عن الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة التي بدأت تعرفها جامعاتنا التي تعتبر مجالا للمعرفة والبحث والإبداع فعلينا جميعا أن نواجه هذه الظاهرة ليس من خلال المقاربة الأمنية ولكن من خلال التفكير في صيغ توفر للأستاذ والطالب والإداري شروط العمل الجيد والمنتج. { ما هي مطالب الأساتذة الجامعيين ؟ المطلب الأساسي للأساتذة الباحثين هو العمل في ظروف تساعد على خلق التكوين الرزين وممارسة البحث العلمي الحقيقي لماذا أقول ذلك لأن التكوين الرزين والجيد لا يمكن أن يكون دون وجود بحث علمي، وظروف العمل بهذا المنطق لا يمكن أن تتم دون حل لمجموعة من المشاكل التي تعرفها الجامعة المغربية ودون حل لمطالب السادة الأساتذة التي تعتبر مشروعة. { هل من حل لمشكل الأساتذة الأطباء؟ الأستاذ الطبيب أستاذ باحث قبل كل شيء والنقابة الوطنية للتعليم العالي تدافع عن الأستاذ الباحث، إذا كانت تعني قضية اشتغال الأساتذة الباحثين الأطباء في الوقت الكامل المهيأ TPA خارج مؤسساتهم فإن النقابة الوطنية للتعليم العالي ساهمت في إيجاد حل وفي إطار تشاركي مع وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة يهدف في إطار مرحلة انتقالية إلى السماح للأساتذة الباحثين الأطباء باشتغال نصف يوم في الأسبوع يحددان ابتداء من الجمعة مساءً ويومي السبت والأحد في المصحات الخاصة والتعاضديات والعيادات والمؤسسات الطبية والعلاجية في أفق إعداد المصحات الجامعية في المدن التي تتواجد بها هاته المؤسسات، وفي أفق إعداد مشروع كامل حول العمل بالوقت الكامل المهيأ كما هو معمول به في كل الدول. { ما هي علاقة الطلبة مع النقابة الوطنية للتعليم العالي ؟ الطالب هو محور المنظومة التعليمية حيث أنه يشكل الزبون الأساسي بالمفهوم الاقتصادي للعملية المعرفية فلأجله يوجد الأستاذ والإداري وتوجد الجامعة فعلاقة النقابة بالطالب غير مباشرة تكمن أساسا في محاولتها توفير الشروط الضرورية التي تساهم في إيصال المعارف وكيفما كانت إلى هذا الطالب على أساس أن يكون هو الآخر مساهما في ذلك من خلال مراقبته للحكامة الجامعية فالقانون أعطى للطلبة الحق في ولوج مجالس المؤسسات ومجالس الجامعات لكن نادرا ما نجد تمثيلية لهم في هذه المؤسسات وهو ما يجعلهم بعيدين عن إبداء رأيهم في كيفية تدبير مؤسساتهم وجامعاتهم. { ما هي الحلول التي تقترحها النقابة الوطنية للتعليم العالي من اجل جامعة فاعلة في المجتمع ؟ النقابة الوطنية للتعليم العالي تمارس دورها من خلال الدفاع عن كرامة الأستاذ الباحث وتهدف إلى بناء جامعة مغربية قوية تثبت ذاتها داخل المنظومة الجامعية الاقليمية والدولية وهي مهمة يجب أن تشاركها فيها الحكومة من خلال توفير الشروط الضرورية التي تساهم في صناعة المعرفة، ويساهم فيها المجتمع والفاعل الاقتصادي من خلال الثقة في قدرات الجامعة المغربية التي تتوفر على طاقات بشرية بإمكانها أن تجعل من الجامعة قاطرة حقيقية للتنمية. { كيف هي علاقة النقابة مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الاطر؟ لم نلتق بعد كمكتب جديد مع وزير التعليم العالي ويمكن أن أجيبك عن هذا السؤال بعد هذا اللقاء، إلا أنه يمكن أن أقول أن مساهمة الوزارة مع النقابة في إصدار البلاغ المشترك وتأكيد السيد الوزير في العديد من التصريحات على التزامه بتطبيق ما اتفق عليه مع النقابة في هذا البلاغ المشترك يؤكد أن علاقتنا مع السيد الوزير ستبنى على الثقة والاحترام خدمة للجامعة المغربية وللوطن.