تعقد النقابة الوطنية للتعليم لعالي أيام 15 ، 16 و 17 مارس بالرباط المؤتمر الوطني العاشر تحت شعار" من أجل تعليم عالٍ جيد، عمومي، ديمقراطي، موحَّد " وستنطلق الجلسة الافتتاحية التي سيحتضنها مسرح محمد الخامس ابتداءا من الساعة الرابعة والنصف. وسيحضر لجلسة الافتتاح، مسؤولون حكوميون وممثلو الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية، والنقابات القطاعية ومنظمات المجتمع المدني والحقوقي والتربوي والنسائي، وكذا نقابات دولية من إفريقيا وأوربا وأمريكا. كما ستتميز هذه ،الجلسة الافتتاحية بالاحتفال بالذكرى الخمسينية لتأسيس هذا الإطار العتيد والصلب والجامع المانع، ،إذ سيتم الاحتفاء بالكتاب العامين السابقين اعترافاً لهم بمجهوداتهم وتضحياتهم ووطنيتهم وحرصهم على التشبث بالوحدة النقابية، وقراءات شعرية للشاعرة الفاضلة الأستاذة وفاء العمراني وللشاعر المناضل الأستاذ عبد الرفيع الجواهري، كما ستخلل الجلسة فقرة فنية موسيقية لمجموعة جسور والتي يرأسها أساتذة باحثون. أما باقي أشغال المؤتمر فسيتم تنظيمها بمركز الرياضات بالمعمورة بضاحية سلا. وسيشارك في هذا المؤتمر 476 مؤتمر ومؤتمرة، يمثلون 138 مؤسسة جامعية و 24 مدينة جامعية، ولمختلف التخصصات آدابذ، علوم، حقوق، تقنيات، ومعاهد، البحث والتدبير والتسيير والعلوم التطبيقية وكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان وبحضور نسائي وازن. في هذا الحوار يسلط محمد الدرويش، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي ، الضوء على المكتسبات والمنجزت التي حققتها النقابة منذ المؤتمر السابق ، والظروف التي أحاطت بالتهيئ للمؤتمر العاشر والتحديات المطروحة على النقابة { أنتم على ابواب انعقاد المؤتمر الوطني العاشر، لماذا المؤتمر وكيف مرت أجواء التهيئ المادي والأدبي لهاته المحطة؟ أشكر مجدداً جريدة الاتحاد الاشتراكي وصحافييها على المتابعة الحثيثة لكل حياة النقابة الوطنية للتعليم العالي من حيث محطاتها التنظيمية محلياً وجهوياً ووطنياً, وكذا من حيث نضالاتها المطلبية ومبادراتها الدبلوماسية والفكرية والمعرفية والاجتماعية وكذا لحرفيتها الموضوعية في رصد الأحداث في كل مستوياتها الوطنية والإقليمية والجهوية والدولية, فهنيئاً لكم وللقائمين على هذا المنبر الصحفي الجاد. أما عن سؤالكم فاسمح لي أن أخبركم وعبركم الرأي العام بأن التاريخ الحقيقي والفعلي لعقد المؤتمر الوطني العاشر حسب القانون الأساسي للنقابة الوطنية للتعليم العالي كان هو أبريل 2012 إلا أن مجموع مسؤولي الأجهزة الوطنية والجهوية والمحلية، وأغلب الأساتذة الباحثين اختاروا تأجيل ذلك التاريخ إلى آخر لاحق, نظراً لأن الحوار كان في لحظات متقدمة مفاوضات وتنفيذاً بين هذا الجهاز الوطني وبين الحكومة عموماً ووزير التعليم العالي خصوصاً.وبعد لحظات امتدت قبل وبعد ذلك التاريخ تبين لنا من خلال مداولات الأجهزة الوطنية للنقابة الوطنية للتعليم العالي, أنه وجب تحديد تاريخ المؤتمر الوطني العاشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي وكان ذلك بإجماع كل أعضاء اللجنة الإدارية وقبلهم وبعدهم المكتب الوطني لذات النقابة وتحدد تاريخ عقد المؤتمر الوطني العاشر أيام 15 و16 و17 مارس 2013 بالرباط، وإذ أقول بإجماع كل أعضاء الجهاز الوطني فإني أقصد كذلك كل المكونات الحزبية وغير الحزبية لهذا الإطار الوطني الواحد والوحيد للأساتذة الباحثين بكل مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث.
{ وماذا عن التهييء لهذه المحطة العاشرة للنقابة الوطنية للتعليم العالي؟ أما عن أجواء التهيئ لهاته المحطة فاسمح لي أن أتقدم بالمعطيات التالية، بعد قرار تاريخ المؤتمر العاشر، تم إصدار دوريات تنظيمية وتأطيرية وجهت لكل مسؤولي المكاتب المحلية والجهوية وأعضاء اللجنة الإدارية ومجموع الأساتذة الباحثين بكل مؤسسات التعليم العالي؛ دوريات تحمل رقم 74 و75 و76 و77 و78 و79 و80 نحثهم فيها على السهر بكل الوسائل المشروعة على تنظيم تجمعات انتخابية قصد المشاركة في أشغال المؤتمر الوطني العاشر للنقابة وكذا ضوابط تنظيم هاته التجمعات ونسب احتساب المشاركة والمحاضر وغيرها مما يرتبط بالإعداد المادي والأدبي لهاته المحطة التاريخية، ولا بأس من أن أخبر الرأي العام الوطني والجامعي بأن انتخابات المؤتمرين جرت في 138 مؤسسة للتعليم العالي ب 24 مدينة جامعية أفرزت عن انتخاب 416 مؤتمرا, إضافة إلى أعضاء اللجنة الإدارية57، وهذا يعني أن ثمة إقبالاً غير مسبوق على المؤتمر الوطني العاشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي, بل إن هذا الإقبال دلالة على التفاف الأساتذة الباحثين على إطارهم النقابي النقابة الوطنية للتعليم العالي. وأشير كذلك إلى أن هاته المؤسسات تضم كليات الآداب والعلوم الإنسانية وكليات العلوم وكليات العلوم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والكليات المتعددة التخصصات والمدارس العليا للأساتذة وكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والمدارس الوطنية للتجارة والتسيير ومعاهد البحث ومركز المفتشين وكلية علوم التربية، والمدارس الوطنية للعلوم التطبيقية وكل المدارس والمؤسسات غير التابعة للجامعات المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين والمدرسة الوطنية للدراسات المعدنية والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والمدرسة الوطنية للفلاحة والمعهد العالي للإعلام والاتصال و....
{ وكيف تمت عملية انتداب المؤتمرين, ألم تطرح أية مشاكل أو خلافات ؟ بكل صدق وصراحة أقول إن الأجواء التي مرت فيها عمليات انتخاب المؤتمرات والمؤتمرين ديمقراطية صادقة تضامنية شفافة تترجم بآليات واضحة حقيقة مستوى مناضلات ومناضلي النقابة الوطنية للتعليم العالي وقد مرت في مدن تارودانت وورزازات وأكادير ومراكش والجديدة وآسفي والرباط والقنيطرة وتازةوفاس وتطوان وسطات وخريبكة وبرشيد وسلاوالدارالبيضاءووجدة والناضور والحسيمة والعرائش وتاونات وبني ملال،.... بحضور الأساتذة الباحثين وبالمساهمة في اختيار من سيمثلونهم في أشغال المؤتمر الوطني العاشر بكل ديمقراطية وشفافية، وقناعات شخصية تفكر وتقرر وتنفذ وتختار وتتحمل مسؤولية قراراتها واختياراتها وهذا قمة الحياة الديمقراطية. { سمعنا على أنه سيتم تكريم بعض الشخصيات في جلسة الافتتاح؟ قبل ذلك دعني أخبرك أن الإعداد المادي للمؤتمر الوطني العاشر شكل استثناءً في الإعداد وقبله الافتتاح, إذ أن أشغال المؤتمر الوطني العاشر ستكون في مركز الرياضات بالمعمورة، مركز مغلق ومفتوح فقط للمؤتمرات والمؤتمرين وللصحافة المعتمدة ولأعضاء لجنة التنظيم. أما جلسة الافتتاح فإنها ستجرى يوم الجمعة 15 مارس 2013 الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال بمسرح محمد الخامس, وقد قررنا أن يكون الافتتاح متضمناً لحفل تكريم الكتاب العامين السابقين لهاته النقابة الوطنية وكذا لحفل فني يتضمن قراءات شعرية مع الشاعرة الرقيقة الأستاذة وفاء العمراني والشاعر المرموق الأستاذ عبد الرفيع الجواهري, ثم فقرات موسيقية مع فرقة جسور للموسيقى والتي يرأسها أساتذة باحثون من جامعة القاضي عياض بمراكش بحضور المدعوين والمؤتمرين والوفود الدولية وبعدها يتم الانتقال إلى مقر المؤتمر الوطني العاشر من أجل مناقشة التقرير الأدبي والمالي وأشغال اللجن وانتخاب الأجهزة الوطنية من لجنة إدارية والمصادقة على البيان العام.
{ قررتم عقد المؤتمر وأنتم متعددون ومختلفون وموحدون في إطار النقابة الوطنية للتعليم العالي وهاته مغامرة من لدنكم, ماذا ستقدمون للقواعد ؟ اسمح لي أن أؤكد لكم بأني أول من صرح علانية، بأننا في النقابة الوطنية للتعليم العالي نقابة كل الأساتذة الباحثين مجتمعون لأننا مختلفون، والاختلاف يمس الانتماء الحزبي أو عدمه والتخصص المعرفي والمؤسساتي واللغوي وغيره، ومع ذلك فقد استطاعت النقابة الوطنية للتعليم العالي بفضل حكمة مناضلاتها ومناضليها وتبصرهم وتعقلهم والتزاماتهم بتنفيذ قرارات المؤتمر الوطني التاسع في أغلب قضاياه وملفاته وكذا مداولات واقتراحات الأساتذة الباحثين عبر أجهزتهم النقابية محلياً وجهوياً ووطنياً ولابد من التذكير بأن هذا الإطار الوطني الهام والفريد في تاريخ العمل النقابي الوطني والإقليمي والجهوي والدولي منذ سنوات إلى اليوم وأنا أؤكد لكم وللرأي العام ,أن الحزبية الضيقة غير واردة في نقابة التعليم العالي في الاستقطاب والإقناع لأن أساتذة التعليم العالي لهم من الذكاء والقدرة على التحليل وفهم المقاصد ما يعفي كل الآخرين من التصنع والإبداع غير المجدي في خلق الملفات وتلفيق الآراء والتهم ضد هذا أو ذاك ومحاولة تغليط بعض الأساتذة الباحثين وغيرها من الممارسات التي غالباً ما تكون لا تمت بصلة بأخلاق أساتذة التعليم العالي، إن مصداقية العمل النقابي في التعليم العالي تتجسد في الصدق والعمل اليومي خدمة لكل الأساتذة الباحثين والابتعاد عن أخلاق بعض العامة في إلصاق التهم والتهم المضادة بل إن العمل النضالي يتطلب الصدق والمصاحبة والوضوح والإيثار والبحث بكل الوسائل عن خدمة الآخر بدون ابتغاء الشكر والجزاء... هذا أمر قدمت به لأجيب عن سؤالكم فأقول إن الصدق في المعاملة والحرص على خدمة الآخر والعمل على حل كل الملفات التي تطرح على كل نقابي محلياً وجهوياً ووطنياً والقدرة على قول الحقيقة دون تلفيق أو تشويه أو اختلاق مهما كانت نتيجة أي ملف وغيرها من الممارسات التي وجب أن يتحلى بها كل مناضل نقابي, ثم إن ما أصرح به أمام الرأي العام الجامعي والوطني أن النقابة الوطنية للتعليم العالي وأنا القيادي لهذا الإطار بين الفترة الممتدة من أبريل 2009 إلى مارس 2013 قد استطاعت بفضل ذكاء وحكمة وعقلانية قيادتها الوطنية، أن تحقق ما لم تتمكن من تحقيقه خلال سنوات سبقت, إذ استطاعت الأجهزة الوطنية أن تضع حداً لمجموعة من الملفات عمرت أكثر من 25 سنة كما استطاعت أن تحل مجموعة من الملفات لم تكن مطروحة خلال المؤتمر الوطني الأخير، وباختصار شديد فإني أقول إن أكثر من 8000 أستاذ باحث تمكنوا من الاستفادة من مقتضيات التدبير النقابي العقلاني المعقول والذي يدافع عن منخرطي هذا الإطار النضالي قلب الوطن وعن الوطن من خلال مواطنيه وتاريخه وجغرافيته وثقافاته ولغاته ورهاناته وتحدياته اليوم وغداً. { ما هي نتائج هاته المرحلة من تدبيركم للنقابة وحصيلة العمل؟ إن مجموعة من الملفات المطروحة تم وضع حد لها بإيجاد حل لها نهائياً وأخرى وصلنا إلى حلول متفق بشأنها وللتذكير فقط فإنه تم حل الملفات التالية : * التفعيل النهائي لقرارات حملة د.ف؛ * التصفية النهائية لترقيات الأساتذة الباحثين لسنوات 2006-2007-2008-2009؛ * النقل النهائي للمدارس العليا للأساتذة إلى الجامعات وإصدار مرسومي الانتماء والمهام؛ * اعتماد الشهادات الأجنبية المعادلة لدكتوراه الدولة بتعديل المادة 34 من المرسوم رقم 793-96-2؛ * تعميم سن التقاعد في 65 سنة على كل الأساتذة الباحثين؛ * استرجاع السنوات الضائعة من قبل الأساتذة الباحثين والمحددة في ما بين 1 و9 سنوات؛ * حل مشكل المجنسين بصفة نهائية؛ * تنفيذ مقتضيات مرسوم الثلاث سنوات اعتبارية؛ * وضع حد لمجموعة من المشاكل بمجموعة من المؤسسات بمجموعة من المدن الجامعية الدارالبيضاء، وجدة، فاس، الرباط، بني ملال، تازة،... * حل مشكل الأساتذة المنتقلين من وزارة الثقافة إلى وزارة التعليم العالي؛ * الوضعية القانونية للكليات المتعددة التخصصات إذ تم تعديل المقتضيات القانونية المنظمة لها وبذلك أصبحوا مؤسسات بها الإجازة والماستر والدكتوراه؛ * تخصيص 300 منصب مالي تحويل لأساتذة الثانوي التأهيلي والمتصرفين والمهندسين الحاصلين على الدكتوراه والعاملين بقطاع التعليم العالي, كما أننا استطعنا أن نحصل على 500 منصب مالي إضافي لهؤلاء حتى نلغي نهائياً هاته الأطر من إطارات التعليم العالي استعداداً لوضع نظام أساسي جديد للأساتذة الباحثين؛ * الحل النهائي لترقيات الأساتذة الباحثين الذين يتحملون مسؤولية إدارية من نواب عمداء وعمداء ونواب الرؤساء والرؤساء وغيرهم؛ * الإبقاء على تاريخ مناقشة دكتوراه الدولة مفتوحاً بالنسبة للمسجلين قبل 1997؛ * نقل المساعدين والأساتذة المساعدين الحاصلين على دبلوم الدراسات العليا إلى إطار أساتذة التعليم العالي المساعدين وبذلك يتم حذف هذين الإطارين بصفة نهائية من التعليم العالي؛ * حذف خانة الانفتاح من قرار الترقية والاحتفاظ فقط بخانتي التدريس والبحث؛ * استرجاع المقتطعات المالية لحملة الدكتوراه الفرنسية؛ * ملف المتقاعدين الذين بلغوا سن التقاعد القانون في 60 سنة يوم 31 دجنبر 2010 وبطلب منهم تم تمديد مدة عملهم بمؤسساتهم الأصلية 5 سنوات إضافية وذلك عبر عقود بينهم وبين جامعاتهم والأمر يعني 50 أستاذاً؛ * منذ سنوات خلت وجامعة القرويين خارجة عن القانون 01.00 ومقتضياته, الشيء الذي دفعنا إلى المطالبة بإلحاح لوضع حد لهذا الملف وعليه تم إخضاع هاته الجامعة ومؤسساتها إلى مقتضيات القانون 01.00؛ * ملف الأساتذة الباحثين بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان في موضوع علاقات التوتر التي حصلت بينهم وبين الوزير الوصي على القطاع الصحي من جهة وبينهم وبين الحكومة من جهة أخرى وقد تمكنا من خلال جلسات الحوار والمفاوضات من وضع حد مرحلياً لهذا الملف وفي مقدمته ملف العمل في إطار الوقت الكامل المهيأ (TPA) تطبيقاً لمقتضيات القانون 10.94؛ * ملف الانتقال من إطار أستاذ مؤهل إلى إطار أستاذ التعليم العالي ,إذ تمكنا من حذف المباراة والكوطا لهذا الانتقال الذي سيتم بتقديم ملف علمي وبيداغوجي للجنة علمية داخل الجامعة؛ * استرجاع سنوات الخدمة المدنية بالنسبة لمن لم تحتسب له من معنيي سنوات 1-9؛ * إضافة درجة استثنائية في إطار أستاذ التعليم العالي يستفيد منها الأساتذة الباحثون في حدود 20% بعد أربع سنوات في إطار أستاذ التعليم العالي "ج" وفي حدود 20% بعد ست سنوات في هذا الإطار اعتماداً على ملف علمي وبيداغوجي يقدم للجنة علمية داخل الجامعة؛ * وبالنسبة لملف رفع الاستثناء عن حملة د.ف فقد تم الاتفاق على فتح نقاش من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع السلطات الحكومية المعنية أي وزارة تحديث القطاعات ووزارة المالية والأمانة العامة للحكومة في الموضوع حتى يسترجع الأساتذة المعنيون السنوات التي قضوها في إطار أستاذ مساعد حسب الحالة والأطر. وملفات أخرى أنهيناها تمس أفراداً وبعض الأساتذة الباحثين ومشاكل مؤسساتية بسبب التدبير السيئ لبعض المسؤولين أوبسبب تعثر في القوانين التنظيمية، علماً أن مجموعة من الملفات حصل فيها اتفاق مبدئي وعلى الجهاز الوطني المقبل للنقابة الوطنية للتعليم العالي أن يعمل على التسريع بتفعيل هاته الاتفاقات وعلى رأسها : - مراجعة مواد من القانون 01.00؛ - ووضع نظام أساسي جديد يأخذ بعين الاعتبار المهام الجديدة للأستاذ الباحث وتكون له أزمنة أربعة في حياته المهنية، التدريس والبحث والتأطير والخبرة والاستشارة وكذا ملف توحيد التعليم العالي توحيداَ شاملاَ وشمولياً ومراجعة الخارطة الجامعية وغيرها من القضايا الكبرى ومن تم وجب العمل بكل الوسائل المشروعة على وضع حد للملفات الصادرة بشأنها اتفاقات عبر بلاغات مشتركة وفتح ملفات أخرى وهاته طبيعة العمل النقابي. وبالموازاة مع ذلك فإن المطلوب اليوم هو فتح أوراش كبرى تعد مفاتيح تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي لإيجاد أجوبة مناسبة علمية على سؤال عريض أي تعليم عالي لمغرب القرن 21, المغرب الديمقراطي الحداثي المتطور والذي يرقى إلى مصاف الدول المتقدمة ومن ضمن هاته الإشكالات الإشكال اللغوي وظاهرة العنف التي مست التعليم العالي ومشكل وضعية البحث العلمي مؤسسة وتمويلاً ومساطر إدارية ومالية وربط عالم الاقتصاد والمال بالتعليم العالي وكذا إيجاد صيغ قانونية حتى تتحمل كل الجهات مسؤولياتها كاملة في المنظومة.
{ وماذا لم تحققه النقابة خلال هاته المرحلة ؟ أعتقد أن النقابة الوطنية للتعليم العالي وهي إطار النخبة بامتياز لها وضع خاص في المجتمع, سواء في طرق اشتغالها أو في علاقاتها وهي نقابة وحيدة موحدة لكل الأساتذة الباحثين الذين يجتمعون على الاختلاف وهذا أمر خاص بالمغرب, لذا يجب الحفاظ عليه والعمل بكل الوسائل المشروعة على تقويته وتثبيته، أما بالنسبة لما لم نستطع تحقيقه فاسمح لي أن أوكد لك وللرأي العام الجامعي والوطني بكل مستوياته إننا لم نتمكن من حل جزء يسير من القضايا, كنت أتمنى أن يوضع لها حد كما حصل لمجموعة من الملفات وفي مقدمتها رفع الاستثناء عن حملة الدكتوراه الفرنسية وكذا تطبيق مقتضيات القانون 01.00 على المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين, ثم العمل على نقلها إلى الجامعات كما حصل بالنسبة للمدارس العليا للأساتذة وكذا توحيد التعليم العالي توحيداً شاملاً وشمولياً حتى نضع حداً لهذا التشتت في كل شيء، مؤسسات للتعليم العالي تابعة لأربعة عشر وزارة، في الموارد البشرية والموارد المالية والإمكانات اللوجستيكية ثم إننا لم نتمكن من حل المشكل اللغوي الذي يؤرق السيدات والسادة الأساتذة الباحثين وإيجاد جسور واضحة في المناهج والبرامج بين التربية الوطنية والتعليم العالي حتى نجانس في إطار أوسع بين مختلف التخصصات والمعارف ونضع حداً للفروق الشاسعة بين التخصصات والتكوينات، ورغم أننا كنا نريد وضع نظام أساسي جديد ومراجعة مواد القانون 01.00 خلال هاته المرحلة, إلا أننا قدرنا أن التسرع في الأمر سيرجع التعليم العالي 50 سنة إلى الوراء لذلك اخترنا عن وعي عدم البت في قضية النظام الأساسي الجديد ومراجعة مواده من القانون 01.00 إلى حين تنقية وتسوية أغلب الملفات إن لم نقل كلها. واسمح لي أن أؤكد لكم أن أهم ورش في نظرنا اليوم لم نتمكن من وضع تصور واضح له هو ورش الجواب عن سؤال أي تعليم عالي لمغرب القرن 21 , وبأي إمكانات وبرامج ومناهج لكل منظومة التربية والتكوين يمكن أن ندفع بمغربنا إلى الرقي إلى مصاف الدول المتطورة والمتقدمة , وأعتقد أن هذا من أهم الأوراش التي يجب الانخراط فيها من طرف كل الفاعلين لأن المسألة التعليمية قضية وطن ولا يمكن قبول المزايدات فيها كيفما كانت وأياً كانت الجهات الصادرة عنها. إن الأمر يتعلق بأجيال المستقبل وبمستقبل الأجيال.
{ بالأمس اعتدى طالب من دجيبوتي على أستاذه بكلية العلوم ظهر المهراز ما رأي النقابة في الموضوع ؟ أولاً نحن نندد بهذا السلوك غير الحضاري وغير التربوي ونطالب بتطبيق العدالة والقانون في هاته النازلة الغريبة عن الفضاء الجامعي, إذ لم نتعود وأنا واحد ممن درس في أقسام ومدرجات المؤسسات التعليمية المغربية بكل مراحلها، قلت لم نتعود على رفع الصوت على أساتذتنا, إذ إننا نكن لهم كل الاحترام والتقدير ونكبر فيهم أنهم ساهموا في تكويننا وتنويرنا ولهم الفضل في أن تمكنا من أن نصبح فاعلين في هذا المجتمع. فتصرف من هذا النوع مدان من قبل النقابة الوطنية للتعليم العالي محلياً وجهوياً ووطنياً ونحن مستعدون لأن ننصب النقابة طرفاً مدنياً ضد المعتدي ومواساتي الخاصة للأستاذ باسم كل زملائه ونحن سنتابع القضية عن قرب متمنين للأستاذ أن يعود إلى حيويته وعطاءاته. وبالمناسبة فإن منظومة التربية والتكوين تعاني حقيقة من مظاهر غريبة عنها وفي مقدمتها ظاهرة العنف التي أصبحت جزءاً من المنظومة وضحيتها التلميذ والطالب والأستاذ والموظف, لدى ندعو من جديد إلى تأسيس مرصد وطني لهاته الظاهرة وإيجاد حلول عاجلة بيداغوجية وتربوية لها مع تفادي المقاربة الأمنية للموضوع لأن ذلك لن تزيد هاته الظاهرة إلا استفحالاً. { الأستاذ محمد الدرويش ما هي توقعاتك عن الأجواء التي سيمر فيها المؤتمر الوطني العاشر ؟ المؤتمر الوطني العاشر الذي يلتئم أيام 15-16-17 مارس 2013 في أشغال الجلسة الافتتاحية الجمعة 15 مارس 2013 ابتداء من الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال بمسرح محمد الخامس بالرباط والتي ستتميز باحتفال الذكرى الخمسينية لتأسيس هذا الإطار العتيد والصلب والجامع المانع, إذ سنحتفي بمناضلي هذا الإطار وفي مقدمتهم الكتاب العامون السابقون اعترافاً لهم بمجهوداتهم وتضحياتهم ووطنيتهم وحرصهم على التشبث بالوحدة النقابية وإنجازاتهم في ظروف قد تكون أصعب من اليوم وستقام بالمناسبة قراءات شعرية للشاعرة الفاضلة الأستاذة وفاء العمراني وللشاعر المناضل الأستاذ عبد الرفيع الجواهري كما ستخلل الجلسة فقرة فنية موسيقية لمجموعة جسور والتي يرأسها أساتذة باحثون من جامعة القاضي عياض, كما أن الجلسة الافتتاحية تعرف حضور وفد دولي هام من الجزائر وتونس وموريتانيا وفرنسا والفدرالية العالمية للعلماء العلميين والدانمارك والسنغال، ومباشرة بعد اختتام الجلسة سينطلق المؤتمرون في اتجاه مركز مولاي رشيد بالمعمورة إعلاناً عن الانطلاق الفعلي لأشغال المؤتمر والذي ينتظر أن يجيب عن مجموع أوضاع التعليم العالي, سواء تعلق الأمر بالأوضاع الإدارية والنظامية للسيدات والسادة الأساتذة الباحثين أم تعلق بأوضاع مؤسساتية هنا وهناك وعلى المؤتمر أن يجيب عن السؤال الجوهري خلال هاته المرحلة أي تعليم عالي لمغرب القرن 21 ؟ وأعتقد أن السيدات والسادة الأساتذة الباحثين واعون بدقة المرحلة وأنهم يقدرون المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً من أجل الحفاظ أولاً على هذا الإطار الوطني النضالي المتميز والذي يجمعنا على الاختلاف وثانياً الحفاظ على المكتسبات المحققة إلى الآن وطرح كل الملفات التي تؤرقهم وهذا أمر طبيعي في كل المؤتمرات، وأنا متأكد أن المؤتمر سيسوده النقاش الهادئ والمسؤول والحوار الواعي والهادف, ولي ثقة كاملة في كل الأساتذة الباحثين لأني أعرفهم ويعرفونني، متمنياً أن ينتخب المؤتمر أجهزة وطنية في مستوى المرحلة لتطوير المنظومة وجعلها تتبوأ المكانة التي تستحقها في مجتمع يتطور بسرعة في مجالات وببطء في مجالات أخرى. راجين أن أكون قد كنت في مستوى الثقة التي وضعها في شخصي الزميلات والزملاء الأساتذة الباحثين خلال المؤتمر الوطني الأخير ولهم مني ألف تحية وشكر واعتزاز بخدمتهم وتمثيلهم والدفاع عن قضاياهم وقضايا المنظومة والوطن فأنا أشرف بهذه الثقة وأعتز بهم زملاء وأصدقاء وإخوة وتحية لكل الأساتذة الباحثين بكل المدن المغربية. النقابة الديمقراطية للتعليم العالي تحل نفسها وأعضاؤها يلتحقون بالنقابة الوطنية ع. الريحاني أقدم مجموعة من الأساتذة الباحثين اللذين سبق لهم أن أسسوا إطارا نقابيا سموه آنذاك بالنقابة الديمقراطية للتعليم العالي بالمغرب، على اتخاذ قرار شجاع يمتاز بالأخلاق النضالية العالية والنظرة الثاقبة للمستقبل، سواء للجامعة المغربية أو مستقبل وحدة النضال للأساتذة الباحثين، المتمثل في اندماج هذه النقابة في النقابة الوطنية للتعليم العالي، الإطار الممثل للاساتدة الباحثين في المغرب. هذه المبادرة لها دلالة كبرى في وضعنا الحالي سواء الجهوي والإقليمي والوطني، وما أحوج المغرب إلى مثل هذه المبادرات، لأن طبيعة المرحلة ودقتها تقتضي تكتل الطاقات وتضامنها . مبادرة هؤلاء الأساتذة الباحثين عبرت بوعي كبير على أن النخب الجامعية المغربية لا يمكن لها إلا أن تكون قاطرة التحول الفكري وفي طليعة و ريادة العلم والمعرفة، والمبادرات النبيلة، وأحد ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا، كما كانت في السابق حيث شكلت الجامعة المغربية بأساتذتها وطلابها نخب المجتمع التي لعبت أدوارا طلائعية في التحولات والتطورات التي شهدها المغرب بعد الاستقلال. فما انعقاد أول جلسة للبرلمان المغربي في الستينيات بفضاء جامعة محمد الخامس أكدال إلا إشارة لهذا الدور التاريخي والرائد للجامعة المغربية في تطور وتشكل مجتمعنا السياسي والمعرفي والعلمي والتنموي، فليس بغريب أن يتخذ هؤلاء الأساتذة الباحثون اللذين ينتمون لهذا التاريخ المجيد للجامعة المغربية في هدوء ورزانة وثبات هذا القرار بحل إطارهم النقابي والاندماج في النقابة الوطنية للتعليم العالي. بالفعل تزامن هذا القرار مع انعقاد المؤتمر الوطني العاشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي، وليس ببعيد أن يكون هؤلاء الأساتذة الباحثون الذين يستحقون التحية والاحترام والتقدير على هذه المبادرة، قد اختاروا هذا الموعد بالذات من أجل توجيه رسائل إلى كل من يهمهم الأمر، والتعبير بشكل نبيل ،على أن القوة تكمن في الوحدة النضالية بصفة عامة، والتكتل في إطار النقابة الوطنية للتعليم العالي كمحاور وحيد بصفة خاصة يعطيها مناعة وصلابة لتحقيق كل ما يصبوا إليه الأساتذة الباحثون ليس فقط على مستوى ملفهم المطلبي وإنما على مستوى ظروف العمل والاشتغال والبحث العلمي وتدبير وتسيير الجامعات والميزانيات المرصودة، وعنصر الاستقلالية للجامعة، وبالتالي كي تتمكن أن تلعب الجامعة أدوارها كقاطرة للتنمية في البلاد. فما أحوج المغرب أن تتحمل كل النخب الفكرية والسياسية والعلمية والمعرفية مسؤولياتها كاملة خاصة في هذا الظرف بالذات المتسم بالغموض والالتباس وهيمنة اتجاهات المحافظة والتقليد، من أجل الحفاظ على المكتسبات المجتمعية التي حقق المغرب، والتراكمات المحققة على عدة أصعدة، والتي شكلت حصنا منيعا للمغرب وأن يكتسب مناعة قوية ومنهجية في تجنيب البلاد حالة اللاستقرار وبالتالي إبداع نموذجه في التغيير والإصلاح. فتحية تقدير واحترام إلى كل الأساتذة الباحثين ببلادنا، وتحية إلى كل مؤتمري ومؤتمرات المؤتمر الوطني العاشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي ومتمنياتنا لهم بالنجاح والتوفيق في أشغال مؤتمرهم، الذي سينعقد في آخر هذا الأسبوع بالرباط.