هل يمكن أن نتصور أن يكون لينين في خدمة عبد العزيز بوتفليقة؟ هل يمكن أن نتصور أن يكون ماركس جنديا في مليشيات فرانكو؟ ممكن جدا، ممكن للغاية، حتى ولو أن أنف التاريخ أرغم. ذلك لأن خديجة الرياضي قررت أن تكون في الطابور الخامس للامبريالية الأمريكية، ولو كانت ترفع شعار الحقوقيين. وهتفت ملء صوتها فرحة بالمقترح الأمريكي بتوسيع صلاحيات المينورسو في الصحراء ( المغربية، أحب من أحب وكره من كره). واعتبرت السيدة خديجة الرياضي أن واشنطن أصبحت قبلة الثوار، منذ أن أعلنت السيدة كيري حبها للصحراء الذي يفترش جسدها، واعتبرت قضيته قمة الانتماء إلى الجنس (بدون أية إحالة قدحية) البشري. وممكن للغاية، أن تتحول روزا لوكسمبورغ إلى مناضلة سلفية، في منظمة النصرة، لأن خديجة الرياضي اعتبرت أن البلاد تستحق، بالفعل، أن تكون جرذا في مختبر الشرق الأوسط الأمريكي. ما الذي تعتبره السيدة خديجة الرياضي نصرا حقوقيا في توسيع مهام المينورسو؟ هل هو الموقف الرسمي، أي الشعور بالفرح كلما كان المغرب الرسمي في عنق الزجاجة؟ رحم الله لينين الذي دعا إلى السلم والخبز والوطن الروسي. هل فرحت الرياضي لأنها رأت المغرب في موقف غاضب، وهي تريد أن تراه منكسا وضعيفا. ربما لكي تسهل الثورة ويسهل مجيء المشاعية البدائية الأولى؟ هل فرحت لأن الأمريكان أرادوا أن يعطوا الغطاء الأممي للبؤرة الثورية الحمراء، وتتحرك، بالفعل، القوات الثورية، بقيادة الرفيق عبد العزيز المراكشي، لإقامة الدكتاتورية البروليتاريا في الركيبات؟ لا جواب، سوى أن الذي يقلق (المخزن) هو بالضرورة موقف ثوري، حتى ولو كانت وراءه القوى الامبريالية!!! طبعا، ليس الوطن، في التعريف الجديد للثورية الحقوقية، سوى موطئ قدم لدخول الغزاة، وليست البلاد سوى مزحة لإقلاق راحة الحكام. ليس الوطن، في التعريف الجديد للثورية الماركسية ضرورة لقيام الثورة: ستقوم الثورة عندما يتجزأ الوطن، أليس كذلك يا سيدتي الحمراء؟ وليس الوطن ضرورة للوجود، بل هو خدعة بورجوازية يتقاسمها البورجوازيون الصغار، في غياب القوى الثورية، في ... قصر المرادية. لو كان لينين حيا لتحول إلى موظف في شركة ميكروسوفت، أو ربما عامل يبيع اليانصيب، ما دامت لينينيته هي التي تملي عليها الفرح من قلق المغاربة على ترابهم. وبكل وضوح، وبلا لف ولا دوران، سأكون إلى جانب «الأصولي» مصطفى الخلفي عندما تهاجمه الجزائر، وسأكون ضد «اليسارية» خديجة الرياضي عندما تهتف الجزائر باسمها وتزفها إلى عريسها ماركس!!! مجازيا طبعا، فالرجل شبع موت ، بعد أن ماتت دكتاتورية البروليتاريا .. يا سيدتي، ما الذي يبهجك في خوف المغاربة على بلادهم؟ ما الذي يبهجك في خوفهم من تكالب الدول على حقهم؟ المغاربة يغضبون من الدولة عندما لا تجيد الدفاع عن بلادهم، والذين سبقونا إلى الإيمان الوطني غضبوا من الدولة لأنها كانت تتساهل في الدفاع عن التراب، وعن الرمال، وعن الأنهار، ولم يفرحوا عندما كانت تضعف أو تدخل منطقا مسدودا. كانوا يبادرون إلى تحمل مسؤولياتهم وهم أحيانا في المنافي، وفي السجون، وفي المعتقلات السرية. وكنا ننتظر - نحن الإصلاحيين المترهلين - أن يبادر الثوار إلى موقف حازم يدعو الدولة إلى الرد الحازم على مبادرة امريكية، نابعة من تاريخ الطوائف الامبريالي.. لم يحدث ذلك، لأنه، في غفلة من المنطق، أصبحت واشنطن عاصمة الثوار( والثوريات) اللينينيين، بعد أن تحولت موسكو إلى بورصة لليمين الأرثوذكسي!! وبعد أن تلاشت كوبا مع دخان السيجار العظيم لكاسترو الصغير! للأسف، لا تفاجئنا خديجة الرياضي، حقا مفاجأة سارة نكتشف معها أنها تفكر في وطنها بقلب الأم أو بقلب الأب. لا تفاجئنا، لأننا نكاد نعتاد عليها وهي تحمل كلاشنيكوف من ورق مقوى مكان الراية في لوحة الحرية....