قالت فتيحة سداس إن نتائج المؤتمر الوطني التاسع لحزب الاتحاد الاشتراكي كانت واضحة للعيان, وأضافت عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي, بمناسبة إلقاء مداخلتها أمام المجلس الإقليمي الموسع للحزب بالعرائش مساء الجمعة الماضية 12 أبريل 2013 ,وبحضور كتاب الفروع بالإقليم وبعض أعضاء الكتابة الجهوية لحزب الوردة وجمهور غفير من الاتحاديات والاتحاديين وهيآت المجتمع المدني المتعاطفة مع الحزب, أنه لأول مرة في تاريخ الحزب ينتخب الاتحاد كاتبه الأول على دورتين أمام الصحافة وبالفرز العلني لتجاوز التزوير.وأوضحت أن الاتحاديين لا ينفون أن هناك مشاكل داخل حزبهم ولكنهم لا يصفقون ولا يزغردون, ذلك أنه حتى في ترشيح الكتابة الأولى تقدم أربعة إخوة للتنافس فيما بينهم ومر للدور الثاني اثنان منهم لينتخبا من جديد ويفوز واحد منهما لينتهي الكلام هنا ,مشددة على أن الاتحاديات والاتحاديين اليوم مع الشرعية ومع التفافهم حول الكاتب الأول الأخ ادريس لشكر بصفته يمثل المؤسسة الحزبية,مؤكدة أن ما قيل في الصحف حول حزب المهدي وعمر كان يسعى إلى التشويش على مسيرة الاتحاد ,مبرزة أن المناضلين الاتحاديين لا ينتظرون انتهاء الصراع السياسي والتنظيمي داخل بيتهم ذلك أن هذه الحركية ستستمر لأن الاتحاد حزب حي . وبخصوص الحديث عن مقررات المؤتمر التاسع للحزب توقفت عضو المكتب السياسي للحزب بالتحليل والنقد عند أبرز النقط من أهمها: * أولا،الهوية الاشتراكية الديموقراطية:وترى أنه يجب اغناؤها بكل القيم الكونية وبالقيم العربية الإسلامية لأن المغاربة منفتحون في هويتهم على كل المقومات والمكونات التي تدفعهم إلى الأمام . * ثانيا،الاختيار الديموقراطي:وهو اختيار لا رجعة فيه حسب قولها ذلك أن الدستور أصبح اليوم يعطي أهمية قصوى لهذا المفهوم بعد نضال مرير وكل من يراهن على من يؤسس دولة خاصة به فهو واهم لأن هذا المفهوم يعني دمقرطة الدولة ودمقرطة المجتمع . * ثالثا،الاختيار الوطني : وهو اختيار يبين بوضوح أن المغاربة ما زالوا يناضلون من أجل استكمال وحدتهم الترابية عبر استرجاع صحرائهم والجزر الجعفرية والمدينتين السليبتين سبتة ومليلية . * رابعا ،الاختيار الحداثي :وتعني به استعمال العقل في كل الممارسات اليومية في تجلياتها المختلفة . * خامسا،عدم التمييز : سواء كان ذلك على مستوى الجنس أو اللون أو العرق أو الدين, موضحة أن المغاربة اليوم يعيشون بوصفهم مجموعة من المكونات وأن الذي يحكمهم هي دولة القانون والمؤسسات وليست دولة الفتاوي أو التكفير طالبة من الاتحاديات والاتحاديين أن يعتزوا بالدور الريادي الذي قام به الاتحاد في كل الاصلاحات السياسية التي قام بها عبر تاريخه الطويل وأن يفتخروا بها. أما فيما يخص تموقع الحزب في المعارضة, فقد أشارت إلى أن الاتحاديات والاتحاديين اختاروا اليوم الوضوح ولم يلجأوا إلى اللبس, كما أن الشعب المغربي بوأ حزبا آخر موقع التسيير واختار الاتحاد في موقف المعارضة, علما أن الدستور يمنح المعارضة دورا كبيرا في المؤسسات القائمة, متوقفة في هذا الصدد بالحديث عن مجموعة من الحوارات التي تعقدها الحكومة في هذا الاطار والتي وصفتها بالحوارات المغشوشة, سواء كان ذلك الحوار حول القضاء أو حول المجتمع المدني أو حول المناصفة . وبخصوص الحديث عن صندوق المقاصة, أوضحت فتيحة سداس أن الإصلاح يجب أن يتم على رؤية واضحة عبر الاهتمام بمصالح مكونات المجتمع في شموليته وليس عبر رؤية انتخابية ضيقة الأفق مستعرضة في هذا السياق دور المعارضة في السهر على تفعيل الدستور ومطالبة الحكومة بنهج سياسة حقيقية في اعتماد المقاربة التشاركية ومحاربة الفساد بدلا من خطابات الاستهلاك في مجالات المستفيدين من رخص المقالع والمأذونيات، مؤكدة أن مسار الاتحاد للرقي بأوضاع البلاد ليس توجها ذاتيا, بل توجها لمصلحة الوطن أولا مستحضرة في هذا السياق المراجعات النقدية الهامة التي قام بها الحزب بخصوص مشاركاته في الحكومات السابقة ومطالبة الاتحاديات والاتحاديين بالتوجه إلى المستقبل وبعدم الركون الى الماضي والبقاء أسرى فيه, كما أوصت بالانخراط في جميع التظاهرات الاحتجاجية والتحركات الشعبية وبمؤازرة معتقلي الرأي العام في حالة اعتقالهم, مستحضرة في هذا الصدد توقف الحوار مع النقابات والاقتطاع من أجور الموظفين أثناء إضرابهم وهو تصرف يتم في غياب القانون مختتمة مداخلتها بعدد من المبادرات التي قام بها المكتب السياسي مع عدد من القطاعات خاصة مع المجتمع المدني ووسائطه وقطاع التنظيم النسائي, معتبرة أن عددا من الأحزاب السياسية ترى أن المغرب بدون الاتحاد الاشتراكي قد يعرف منزلقات خطيرة لأن دور الاتحاد أساسي في الخريطة السياسية للبلاد. من جهة أخرى ، أوضح عقيل المختار باسم الكتابة الجهوية للحزب في كلمته المؤثرة التي ألقاها بالمناسبة, أن المناضلين الاتحاديين يريدون أن تكون هذه اللحظة محطة إلى الأمام لاسترجاع حيوية الاتحاد في أقاليم الشمال, لأن هذه الأقاليم في أيام الرصاص سواء في العرائش أوفي القصر الكبير، في طنجة أو في تطوان بل حتى في وزان كان حزب المهدي وعمر موجودا فيها بقوة على الرغم من الحصار التي كانت تشهده هذه المدن في جميع المستويات الحزبية والنقابية, وعلى الرغم من الطرد التعسفي الذي طال مناضليها في تلك الأيام الحالكة . من جهته أوضح الأستاذ محمد الصمدي الكاتب الإقليمي للحزب في كلمته أن هذا اللقاء يأتي في السياق الذي عقد فيه المكتب السياسي لقاءه مع كتاب الأقاليم والجهات تفعيلا لمقررات المؤتمر الوطني التاسع الذي يروم إحياء وتجديد الهياكل الحزبية بعد انتخاب الكاتب الأول واللجنة الإدارية بطريقة ديموقراطية وأشار إلى أن الاتحاد قرر وبجرأة لم يسبق لها مثيل,أن يخرج إلى الأقاليم وأن ينزل بأعضائه لتجديد الصلة بهياكل الحزب والتواصل مع المناضلات والمناضلين من أجل بلورة وإخراج كل التوصيات التي قررها المؤتمر الوطني التاسع للحزب واسترجاع موقع الحزب في الإقليم.