تجددت، مساء أول أمس الثلاثاء بالمركب الجامعي ظهر المهراز، المواجهات بين الأمن وطلبة جامعة محمد بن عبد الله بفاس، الذين تشبثوا ودعوا إلى مقاطعة امتحانات دورة استثنائية كان من المقرر أن تجري أول أطوارها يوم الاثنين من هذا الأسبوع ، حيث أسفرت المواجهات عن جرحى من الطرفين واعتقالات في صفوف الطلبة، لم يكشف عن رقمها وعدد المفرج عنهم والذين أبقوا رهن الاعتقال في انتظار اتخاذ المتعين في حقهم. وتحدثت مصادر طلابية عن اعتقالات بالجملة، إلى حد »إيقاف كل طالب صودف أثناء مرور سيارات الأمن قرب كليتي العلوم والآداب ظهر المهراز وفي محيطهما، خاصة في ويسلان«، مشيرة إلى تسجيل عدد من الإصابات المتفاوتة الخطورة خلال التدخل الأمني صباح يوم الاثنين، والثابت منها إصابة (جواد أجوادري) عضو القطاع الطلابي بالشبيبة الاتحادية بفاس والبالغ من العمر 23 سنة، برضوض في أضلعه وكسر في رأسه، حيث نقل في حالة غيبوبة إلى المستشفى الإقليمي الغساني، من شدة الضرب الذي نتج عنه نزيف جعل الطاقم الطبي يضع الطالب المصاب تحت الرعاية والمراقبة وأخضعه لعدة فحوصات دقيقة لتشخيص الحالة. وفور انتشار خبر الاعتداء على الطالب الاتحادي، انتقل وفد مكون من الكتابة الجهوية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس، ومن المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية ليلا مصحوبا بعدد من المناضلين بالقطاع الطلابي لزيارة المصاب والوقوف على درجة خطورة الإصابة، حيث أفاد زملاؤه أنه تعرض لهجوم أمني بعدما كان يحاول إنقاذ إحدى الفتيات من قبضة رجال الأمن الذين كانوا يلاحقونها ويشبعونها ضربا، قبل أن يفاجأ بضربة قوية على مستوى رأسه ألقته أرضا. وقد استنكر الوفد هذا الاعتداء وقرر رفع تقرير في الموضوع إلى قيادة الحزب بعدما أخذ صورا تثبت الحالة واستمع إلى المعني بالأمر الذي أكد هذا الفعل. وعن حجم الإصابات المسجلة في صفوف الطرفين، اكتفت المصادر نفسها بقول »حدث ولا حرج« بالنظر إلى ضراوة المواجهة التي امتدت على مدى ساعات. وقد اندلعت المواجهة مباشرة بعد وصول التعزيزات الأمنية الكافية من سيارات وأفراد القوات العمومية، بعد أن »ظلت تهادن لدقائق إلى حين وصول التعزيزات الأمنية المكثفة«، في وقت قالت بعض المصادر إن ولاية الأمن كانت تعيش في التوقيت نفسه، حالة استنفار استعدادا للتدخل. وفي وقت خمدت نار المواجهة واستعادت الجامعة ومحيطها هدوءها النسبي صباح يوم الموالي، عادت مجددا مساء نفس اليوم بعد محاولة تفرقة الطلبة المرابطين بجنبات وأمام مداخل المركب الجامعي ظهر المهراز، حيث تكرر نفس المشهد وأصيب العشرات ويوجد من بين الجرحى عناصر من قوات حفظ النظام التي تعرضت للرشق بالحجارة من طرف الطلبة الذين فضلوا الاختباء داخل الأحياء الجامعية. وقد كشفت بعض المصادر أن القوات العمومية أطلقت الرصاص المطاطي بالقرب من المركب الجامعي ظهر المهراز في فاس، وذلك لتفريق تجمع طلابي، يتزعمه طلاب ينتمون إلى فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، الذي لجأ إلى رشق عناصر القوات العمومية بالحجارة، فيما اشتكى قاطنو الأحياء الصفيحية، التي تتحول باستمرار إلى «قاعدة» لهذه المواجهات، من «مخلفات» الرمي بالحجارة من كلا الطرفين، وما يلحقه استعمالها من أضرار بمنازلهم الصفيحية المجاورة لعدد من الثكنات العسكرية في المدينة، والتي يقطن غالبيتها متقاعدو الجيش. ويذكر أن القوات العمومية أعلنت حالة «استثناء» في محيط هذه الأحياء، وخلق إطلاق سيارات الأمن والقوات المساعدة ل»صفارات إنذار» حالة من الرعب في أوساط سكان الأحياء المجاورة.