تحضيرا للدورة الخامسة لمهرجان فاس المتوسطي للكتاب الذي سينظم ما بين 21 و 25 أبريل الجاري، اجتمعت اللجنة العلمية لمؤسسة نادي الكتاب بالمغرب وقررت منح جائزة فاس العالمية للإبداع للفنانة المبدعة ثريا جبران، باعتبارها إحدى أبرز الفاعلين المغاربة في الحقل الثقافي و الإبداع المسرحي، وهي الجائزة التي تساهم فيها وزارة الثقافة منذ إنشائها 2010. وبمناسبة منح الجائزة الذي سيتم يوم الأحد 21 أبريل سيتم عرض شريط قصير- من أنتاج المؤسسة- يوثق لدور الفنانة الكبيرة الرائد في مجال الفن الدرامي والسينمائي، و ذلك بمشاركة ثلة من أصدقائها الذين جايلوها في مختلف مراحل مسارها الفني. و ستشهد فقرة «لحظة التكريم» من الدورة تسليم درع المهرجان لثلاث مؤسسات ثقافية وطنية، كرست مسارها الإشعاعي لقضايا الثقافة و الفن و الإبداع ، وذاع صيتها في كل أرجاء المعمور، و يتعلق الأمر بكل من: - المركز السينمائي المغربي في شخص مديره نور الدين الصايل، - مؤسسة روح فاس في شخص مديرها فوزي الصقلي، - اللجنة الوطنية للتربية و الثقافة و العلوم في شخص رئيستها ثريا ماجدولين. كما ستمنح المؤسسة درع التقدير لشخصية ثقافية فاعلة بالمدينة، ويتعلق الأمر بالسعيد بنعمرو العمراني، رئيس قسم العلاقات الخارجية والشؤون الثقافية بالجماعة الحضرية لفاس. كما تتضمن الدورة الخامسة للمهرجان، الذي ينظم بشراكة مع وزارة الثقافة والجماعة الحضرية لفاس، عددا من الأنشطة العلمية والفنية و الأكاديمية، بمشاركة نقاد و مبدعين من المغرب وتونس والجزائر وفلسطين والعراق ولبنان والإمارات العربية المتحدة وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا. وجاء في تقرير اللجنة العلمية للمهرجان، التي تضم في عضويتها رشيد بنحدو ومحمد السرغيني وعبد الرحمان طنكول وثريا إقبال، وهو التقرير الذي وقعه مدير المؤسسة عبد الحق اصويطط، أن اللجنة اختارت «أن يكون الموضوع المركزي لهذه الدورة هو : «المغرب الثقافي : فضاءً للتنوع والوحدة»، وفاءً منها باهتمامها الحصريّ بالشأن الثقافي الذي ميز الدورات الأربع السابقة، و ميز كذلك مختلف أنشطتها المتنوعة، كما تتميز هذه الدورة بتخصيص جائزة فاس للإبداع في نسختها الخامسة، للمبدعة القديرة ثريا جبران، الاسم الذي يأخذنا إلى ذروة الفعل المسرحي مغربيا وعربيا، بما تعنيه هذه الذروة من تفاعل المعرفي بالجمالي، والاجتماعي بالإنساني، حيث لا مجال لصهر دلالات هذه الأنحاء، إلا لتلك الصفوة من نخبنا التي نذرت وجودها إلى الفعل الثقافي والإبداعي و الذي يأخذ شكل ركح مسرحي لا حدود لامتداداته، ركح تستقل فيه الفنانة ثريا جبران بإيقاع طيفها المسكون بجماع الأسئلة العميقة و الحارقة، بثرائها الفلسفي و الإنساني، والتي أرقت الخطابات المسرحية الكبرى من خلال بحثها عن سبل الارتقاء بمسلكياتنا الاجتماعية، من الدهاليز التحتية إلى فضاءات الرحابة. ذلك هو المقام الذي آثرت أن تكرس فيه الأستاذة ثريا جبران حضورها الباذخ، الذي انتزع وما يزال تقدير كل الجهات، جهات تنتمي إلى جغرافياتها المتعددة ولغاتها المختلفة ومرجعياتها الفكرية المتباينة، دون أن تختلف في فكرة وضع باقة ورد بين يدي السيدة ثريا جبران، باقة تفوح بعطر المحبة والاعتراف، والتي ليست جائزة فاس سوى وردة مخلصة لأريجها ونضارتها».