عادت الجائزة الكبرى للدورة ال18 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي لأكادير، التي انطلقت فعالياتها يوم ثالث أبريل الجاري، لفرقة من جامعة ساو باولو البرازيلية عن مسرحية تحمل عنوان «بدائي». وتبحث هذه المسرحية بشكل درامي وفي قالب فني مطبوع بكثير من الدفء والحساسية عن العلاقة التي تربط الإنسان بالقرد? وكيف يمكن أن تكون قصة الإنسان البدائي شكلا آخر لإغناء مسيرة وفكر الإنسان المعاصر في مواجهة تساؤلات فلسفية عميقة حول معنى الوجود والتطور في زمن غدا فيه قادرا على تدمير العالم بضغطة زر. وبالمقابل عادت لجنة التحكيم الخاصة، التي تضم في عضويتها كلا من الكاتبة والفنانة بشرى إيجورك والفنان المسرحي المغربي المقيم بفرنسا وحيد شكيب والفنان الفرنسي لويك دوبلانتيي، مناصفة لمسرحية "البروفة الأخيرة" لفرقة من جامعة موناستير التونسية ومسرحية «الغزاة» لفرقة من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء. أما جائزة الإخراج فقد فاز بها المخرج محمد عياد من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك بالدارالبيضاء عن مسرحية «المها جران"» فيما فازت كريمة أولحوت من نفس الفرقة عن جائزة أحسن دور نسائي وأحرز فيصل كابول من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بمراكش على جائزة أحسن دور رجالي في مسرحية «المنتحر». وبينما فاز ثلاثي من الكلية المتعددة الاختصاصات بورزازات بجائزة الانسجام الجماعي فوق الركح في مسرحية "القضية"? عادت جائزة الملابس لفرقة من جامعة طليطلة الإسبانية عن مسرحية «كاليغولا». وفضلا عن تكريم كل من الفنانة المغربية بشرى إيجورك والمخرج السينمائي الأمازيغي حسين بويزكارن والفنان عبد الله شكيري، تميز حفل الاختتام بتقديم وصلات موسيقية وكوريغرافيا متميزة قدمها طلبة نادي البيئة بجامعة ابن زهر بأكادير، وهي من تصميم الفنان هشام العابد تحت إشراف الأستاذتين بكلية الآداب أكادير حنان بنوضي وشادية الدرقاوي. كما تميزت هذه الدورة بمشاركة دولية تتوزع بين فرنسا وإسبانيا والبرازيل وتونس فيما تعذر حضور فرقتين من كوت ديفوار والعراق، بالإضافة إلى مشاركات وطنية ممثلة في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير لكل من الدارالبيضاء وطنجة وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش والمدرسة العليا للأساتذة بمكناس. وتضمن برنامج الدورة أيضا تنظيم أوراش مهنية لفائدة الطلبة المشاركين أطرها خبراء ومهنيون مغاربة وأجانب، لاسيما من فرنسا والبرازيل وألمانيا بهدف «ربط الفرجة المسرحية بالبحث الدرامي وإجراء تكوينات تطبيقية لتعميق مدارك الطلبة المسرحية واطلاعهم على الأساليب الجديدة في الاشتغال على المسرح». ويأتي هذا اللقاء المنتظم، الذي دأبت كلية الآداب بأكادير على تحقيقه منذ عقدين من الزمن، ليؤكد إرادة جعل رحاب الكلية وفضاءات المدينة ملتقى الثقافات والحساسيات الفنية والتجارب المسرحية الهادفة إلى تبادل الخبرات المسرحية وحوارها بين الجامعات المغربية والدولية وتلاقح الأفكار وصقل المواهب وتهذيب الذوق الفني. كما يأتي حضور ثلة من المبدعين الشباب المغاربة في المجال المسرحي لفعاليات هذه الدورة لتكريمهم والوقوف معهم لحظة اعتراف لما قدموا? من جهة? ولتحسيس الطلبة المبدعين بخصوصيات هذه اللحظة لتكون قدوة وتحفيزا على العمل والاجتهاد ومواصلة البحث المسرحي داخل جامعاتهم من جهة أخرى. يذكر أن الدورة ال 18 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي لأكادير نظم بتعاون مع عدد من الفاعلين الخواص والشركاء المؤسساتيين مثل الجماعة الحضرية لأكادير و جهة سوس ماسة درعة وجمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية.