توفي صباح أمس الخميس الزجال المغربي الكبير محمد شهرمان، ابن مراكش، الذي وقع ببصمته الواضحة في أواسط الستينيات والسبعينيات في عالم مسرح مسرح الهواة على روائع مسرحية، حيث اشتغل مع العديد من الفرق المراكشية آنذاك بإبداعات متعددة منها «التكعكيعة»، «نكسة أرقام»، الضفادع الكحلة»، «ملحمة الجهاد الأكبر» »الرهوط« »سوق الرشوق« وغيرها. في اتصال هاتفي مع عبد الكريم قصبجي، أحد نجوم الفرقة الرائدة جيل جيلالة، صرح لنا بأن شهرمان كان له دور كبير في نجاح مجموعة جيل جيلالة، فهو الذي ألف الأغنية الرائعة «لكلام المرصع» بمعية محمد الدرهم، التي بمثابة فاتحة لمجموعة جيل جيلالة لدخول عالم المجموعات الغنائية ، وهو من ألف الشطر المهم في أغنية «العيون عينيا»، التي عبأت شرائح واسعة من المجتمع المغربي للمشاركة في المسيرة الخضراء عام 1975 . وأضاف عبد الكريم أن شهرمان ساعد عبد الكريم وأصدقاءه قبل التحاقه بجيل جيلالة، حينما كان يغني في فرقة «نواس الحمرا»، حيث ألف لهم مجموعة من نصوص الأغاني، كما ألف لمجموعة لرصاد. محمد شهرمان الذي ولد عام 1948، أيضا ألف للثنائي بزيز وباز وكتب للفنان البشير عبده ومحمد علي ولحن له شكيب العاصمي وعبد الحي التطواني. يعد محمد شهرمان أحد أهم رواد مسرح الهواة في الستينيات ولعب دورا مهما في تطعيم الساحة الفنية، بعناصر تشكل اليوم رموزا للفن المسرحي بالمغرب. آخر ظهور لمحمد شهرمان كان في صيف السنة الفارطة ، وهو مريض، خلال حفل تكريمه بمدينة مراكش في إطار مهرجان الأغنية الغيوانية الذي نظمته جمعية ألوان الفنية برئاسة المبدع عبد الحفيظ البنوي، وهو المهرجان الذي رفضت عدة مؤسسات مسؤولة دعمه على رأسها ولاية مراكش. لكن أتى أبناء مراكش من كل أطرافها للقاء زجالهم شهرمان الذي أتعبه المرض ليودع الجميع برائعة زجلية حزينة عنوانها «العظم كبر وما بقى في ما يجر».