وضع يوسف فاضل قطا ابيض، إلى جانبه. ثم وضع طائرا ازرق نادرا، ندرة القط الأبيض، ثم حلق معه. في الرواية الأولى، التي صدرت مع المعرض الدولي السابق تبع القط الى أن دخل به الى القصر الملكي، وعاش معه، نوادر القصور، وعلاقات الملك الراحل برجاله،و اساسا بمهرج القصر. وفي الرواية الثانية التي تصدر له مع افتتاح المعرض الحالي تبع الطائر، الذي حلق به ، إلى تازمامارت. هل ترك القط، في الرواية الأولى» قط أبيض يسير معي، في البادية لكي يطير مع الطائر»، في الجزء الثاني من نفس الرواية؟ ربما. الرواية تحمل إهداء، وهو إهداء يهدينا المعنى، لأن المكتوب لهم هم شهداء معتقلات الإبادة في تازمامارت، اكدز، قعلة مكونة، سكورة،مولاي الشريف، الكوربيس، الكومبليكس، دار المقري، الأحياء منهم والأموات. وبمعنى آخر، فالقصة موجودة، وكل شخوصها موجودون: كل الذين مروا من تازمامارت وأخواتها. والسؤال الذي يلح على القاريء هو : كيف ستعيد الرواية الجديدة لنا حياة حقيقية وجدت قبلها ويعرفها الكثير من القراء المفترضين، دون أن تكون هذه الحياة هي نفسها،دون أن تكون الرواية اعادة نسخ لمذكرات من عاشوا الفظاعات كلها؟ والرهان صعب للغاية. الرواية... هي قصة امرأة تعمل ساقية في حانة اللقلاق، الذي تملكه اختها ختيمة. تندلع الحكاية مع رسالة من رجل مجهول ، تحيلنا على شخص عزيز الذي اختفى والساقية في عمرها السادس عشر، حتى بلغت اربعا وثلاثين عاما. المرأة اسمها زينة وبها يفتتح الحكي، كما في الف ليلة وليلة, لا بد من امرأة لكي يندلع السرد وتنهمر الاقدار على شخوصها. يليها عزيز، هو الذي تبحث عنه. بقية ص 7