رغم دخول العالم الألفية الثالثة، ورغم التقدم الذي عرفته الانسانية نتيجة ما وصلت اليه من نمو فكري واقتصادي واجتماعي ، عانى ما يناهز 60 ألف مواطن سكان بلدية طهر السوق وجماعة تمضيت وجماعة بني ونجل تافراوت وجماعة فناسة باب الحيط التابعة لجهة الحسيمةتازة تاونات جرسيف والمتموقعة جغرافيا في مقدمة جبال الريف ملتقى تازةوالحسيمة شرق شمال إقليم تاونات، من قساوة العزلة التي فرضتها عليها سياسة التهميش التي طالتها منذ فجر الاستقلال، بل ، حسب شيوخ الساكنة، فالمنطقة عرفت تراجعا خطيرا في بنيتها التحتية الطرقية والصحية والفلاحية والبيئية رغم توفرها على مؤهلات اقتصادية هامة . فبقدر ما تستبشر الساكنة خيرا كلما جادت السماء بعطائها تطلعا الى موسم فلاحي مقبول ، ولا يمكن الحديث هنا عن الجيد لعدم هيكلة القطاع الفلاحي الذي يعتبر النشاط والمورد الرئيسي لأغلبية المواطنين، بقدر ما تضع هذه الساكنة يدها على قلبها خوفا من العزلة المنتظرة في أي لحظة . ومع التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها المنطقة المتواجدة في نفوذ ترابها هذه الجماعات خلال الأسابيع الأخيرة، وقع المحظور وزادت معاناتها بانهيار الطريق الذي يعتبر المنفذ الوحيد لعاصمة الاقليم تاونات والمسلك الفريد للسوق الأسبوعي الرئيسي الذي تعتمد عليه كل الساكنة للتزود بحاجياتها المعيشية وبيع منتوجاتها الفلاحية والحيوانية، ناهيك عن معاناة الراغبين في السفر والقلق الشديد للمرضى وذويهم، وما حدث يوم الجمعة 15 مارس سوى نمودج مصغر لهذه المعاناة المفروضة عندما لبى رجال الوقاية المدنية لتاونات النداء لانقاذ امرأة مسنة بدوار شقران التابع لجماعة تمضيت للتوجه بها الى المستشفى الاقليمي بتاونات بعد ركونها في منزلها لخمسة أيام بسبب أحوال الطقس وصعوبة التضاريس وهي مصابة بكسر في رجلها، ولولا لطف الله ويقظة و رجال الوقاية المدنية لتسبب المنسوب المرتفع لواد ورغة في كارثة أثناء جرف التيار المائي للمركب الذي حملت على متنه المصابة. كما عرفت مجموعة من المنازل انهيارات وتصدعات مهددة ساكنيها بالتشرد في دواوير تابعة لجماعة بني ونجل تافراوت، أما مشيخة بوردة بكاملها التابعة لجماعة فناسة باب الحيط، فعاشت في عزلة تامة وحصار فرضه عليها واد ورغة لارتفاع منسوب مياهه وانعدام قنطرة عليه لفك العزلة عن سكان دواوير هذه المشيخة ، وما عليها الا انتظار انخفاض منسوب مياه الواد لتتمكن من قضاء مآربها كما كان نوعها .وحتى سكان البلدية وخاصة حي زموية التي يحرمها واد أمسين من التوجه للمركز لغرض ما وتحرم أطفالها من متابعة دراستها كلما تساقطت الأمطار لانعدام ممر رابط للحي بالمركز . في هذه الظروف سكان الجماعات الأربع، يوجهون نداء قويا للمسؤولين ، كل حسب تخصصه، لتخصيص التفاتة خاصة الى هذه المنطقة من أجل تخليصها من شبح العزلة التي تفرض على سكانها كلما تساقطت الأمطار !