تتواصل فعاليات مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية بعقد لقاءات و ندوات مع مبدعين سينمائين الذي أغنوا المشهد السينمائي المتوسطي والعالمي بأعمالهم الفنية والسينمائية، حيث كان الجمهور ومحبو الفن السابع الذي غصت به قاعة المحاضرات التابعة للمعهد العالي للفنون الجميلة صبيحة يوم الثلاثاء 26 مارس الجاري موعدا مع أحد المكرمين في هذا المهرجان الامر يتعلق بالمخرج التونسي الكبير رضا الباهي و بحضور نقاد سينمائين و عدد من المهتمين. هذا وتم خلال هذا اللقاء المفتوح الوقوف على تجربة الباهي الغنية والمتنوعة والتي تميزت بالالتزام الصادق و المعبر. اعترف الناقد المغربي إدريس الجعايدي أنه عاجز نظرا لضيق الوقت عن تقديم تجربة رضا الباهي الغنية، ليزف إدريس الجعايدي خبرا للحاضرين أنه بصدد إعداد كتاب جماعي حول أعمال رضا الباهي السينمائية بمعية نقاد سينمائيين مغاربة، فيما استعار الناقد التونسي عبد الكريم قابوس، صورة الفسيفساء ليحيل على عالم الباهي السينمائي: «لدينا في تونس فسيفساء متقنة رائعة، وأعمال الباهي فسيفساء متفردة فيما هي تعكس تونس بغناها وتعددها». وأوضح المتحدث أن سينما رضا الباهي كونية لأنها منغرسة في الواقع المحلي، فالكونية تمر حتما، يقول قابوس عبر واقع المجتمع الذي نعيش فيه، وأن أفلامه باختصار تقوم على الخرق والانتهاك، بعده أخذ الكلمة رضا الباهي للتعبير عن شدة تأثره بهذا التكريم بمدينة تطوان الذي أعاده إلى بلد ظل مرتبطا به أبلغ ارتباط منذ تصوير فيلمه شمس الضباع، كان يبحث حينها عن فضاءات وديكورات لفيلمه، فمده بها المغرب. وهذا البلد كما يقول له ارتباط وجداني عميق بتونس، ولم ينس رضا الباهي الإشارة إلى الدور الذي قام به الكتاب والقراءة في حياته. أما العائلة فقد غرست فيه مفهوم الالتزام والمسؤولية. وكان لتخصص السوسيولوجيا كذلك أهميته، لأن هذا الحقل المعرفي منح أعماله خلفية صلبة، وأرضية فكرية علمية جعلته قريبا من نبض الواقع و متناقضاته.