كانت الساعة تشير إلى حوالي الرابعة من بعد زوال يوم الأحد 24 مارس 2013 حين كان يسمع منبه سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية من مكان بعيد عن مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي بالدار البيضاء، لم يكن يعرف أحد من أي مكان قادمة هذه السيارة، لكن الذين يعرفون مُنبه سيارة الإسعاف، يعرفون مدى خطورة الحالة التي يحملونها إلى قسم المستعجلات، فكلما كان المُنبه قويا، يقترب بسرعة من المستعجلات، عرف الطاقم الطبي و الحراس الخاصون و رجال الأمن من مداومين و غيرهم ،أن الحالة حرجة، وهو ما يقع في كثير من الحالات. وما أن توقفت سيارة الإسعاف عند باب المستعجلات حتى نزل منها أفراد الوقاية المدنية بسرعة، قاصدين الباب الخلفي للسيارة التي كان على متن محملها رجل تنزف دماؤه، من جراء طعنة تلقها على مستوى الجانب الأيسر من ظهره، تم إدخال الضحية الذي كان لايزال على قيد الحياة مباشرة إلى قاعة العلاجات، بينما تكفل أحد رجال الوقاية بإخبار الأطباء المداومين و تسجيله في كناش المرضى، ليُسرع الجميع بمن فيهم الطاقم التمريضي إلى قسم العلاجات، حيت باشر الجميع عمله، كانت حالة المصاب حرجة جدا حتى أنه كان لا يقوى على الكلام، فأحرى الحركة، كان الممرضون ينزعون عنه ثيابه بأمر من الطبيب المعالج، لمعرفة مكان الجرح، وهل هناك جروح أخرى غير الذي تم العثور عليه. كانت حالة الضحية تستدعي تدخلا جراحيا، وكان هَمُ الطاقم الطبي و التمريضي هو الإسراع بتقديم الإسعافات الأولية و حصر النزيف، وذلك بمده بأنابيب «السيروم»، في انتظار نقله إلى قسم مستعجلات ابن رشد. كان الشرطي المداوم بالمستعجلات يتحرك من مكان إلى آخر، كان هَمهُ هو إبلاغ قاعة المواصلات باستقدام أحد الأشخاص في حالة حرجة، وكان بين الفينة و الأخرى يسأل الضحية عن اسمه، إلى أن تم العثور على بطاقة هويته في ملابسه، لقد تم التعرف على الضحية، وهو عبد الرحيم خادري من مواليد سنة 1963 بكريان خليفة، لم ييأس الشرطي من المحاولة في طرح الأسئلة على الضحية رغم الصعوبة التي كان يُلملِم شفتيه للنطق بمن طعنه، وقبل أن يلفظ الضحية أنفاسه الأخيرة، نطق بلقب الفاعل. ليتلقفها الشرطي، الذي لم يمهلها عنه حيث أبلغ بها قسم المواصلات، لينتشر لقب القاتل كالنار في الهشيم، بين وسائل الاتصال، لتنطلق فرق من رجال الأمن في رحلة بحث عن الجاني الذي قد غادر مكان الحادث، الذي لم يكن إلا بين خطوط السكك الحديدية المتواجدة بمنطقة إقامة الأصيل بالحي المحمدي، وهي المنطقة التي اعتاد عليها الضحية و الجاني وباقي المشردين المتعاطين للمشروبات الكحولية و«السيليسيون» و« الدوليو» وغيرها. في بادئ الأمر، انتقلت فرقة من الشرطة إلى قسم المستعجلات، بينما انتقلت أخرى إلى مكان الحادث ليتم إيقاف إحدى المشتبه بهم التي قد تكون حضرت فصول الحادث، و بالفعل فقد دلت رجال الأمن على المكان المحتمل الذي قد يتوجه إليه الجاني وهو مكان يطلق عليه بمنطقة عين السبع بالقرب من شركة لوسيور، وبعد البحث في كل الأماكن المحتملة تم إلقاء القبض عليه في ، حيت تم اقتياده إلى مصلحة الشرطة القضائية. لقد كانت الإفادة التي أفاد بها الضحية قبل موته لرجل أمن المستعجلات، معجلة بإلقاء القبض على الجاني، وإلا كانت الأمور ستأخذ ربما وقتا طويلا في البحث. وحسب مصاردنا، فإن الضحية و الجاني و الفتاة و آخرين، كانوا جميعا يحتسون الكحول بالمنطقة المعروفة بالسكة، وبينما هم كذلك نشب بينهم خلاف، استل الضحية سكينا من جيبه، فنزعها الجاني منه ليغمدها في ظهر الهالك، حيث وصلت السكينة إلى رئة وقلبه الضحية، ليتوفى في المستشفى. وبعد استيفاء المسطرة المتعلقة بالضحية تم نقله إلى مصلحة الطب الشرعي بمنطقة الرحمة، بينما انطلقت عملية البحث مع الجاني لمعرفة فصول وحيثيات الجريمة.