شهدت مدينة لفقيه بن صالح يومي الجمعة 8 والسبت 9 مارس 2013 حدثا بالغ الأهمية ليس فقط بالنسبة لها ولسكانها ?لكونها منطقة للهجرة بامتياز بالمغرب- ولكن كذلك بالنسبة للوطن، لكون جمعية منتدى بني عمير كانت وراء تنظيم الملتقى الثالث للمنتدى الدولي للهجرة حول موضوع: »المرأة المهاجرة، نحو مستقبل أفضل«تهع؛ وذلك بدعم من الوزارة المنتدبة لدى وزارة الداخلية، والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، وولاية جهة تادلة-أزيلال، ومجلس الجهة، وعمالة الفقيه بن صالح، ومؤسسة الحسن الثاني للجالية المغربية المقيمين بالخارج. ويمكن اعتبار نجاح الندوة من خلال نوعية وقيمة الخبراء المغاربة والأجانب الذين قدموا خلال اليومين عروضهم وملخصات بحوثهم، وملاحظاتهم حول تاريخ الهجرة وواقع المهاجرين، وخاصة منهم المرأة، سواء بالمغرب أو بمختلف الدول التي توجد بها، مثل كندا، إيطاليا، فرنساوإسبانيا. عدم المساواة بين الجنسين وهجرة النساء في المغرب العروض كانت مبسطة وتحمل معطيات إحصائية ومعلومات عن الوضعية: الدوافع للهجرة، الحياة بالمهجر، الواقع والآفاق المستقبلية بالنسبة للمهاجرة المغربية سواء المهاجرة لمدة طويلة أو للعمل الموسمي وآفاق عودتها للوطن. إن تنوع المواضيع المقدمة في هذه الندوة وكفاءة المشاركين فيها هو ما جعلها متميزة. كانت أول مداخلة للأستاذة نادية الناير باحثة بجامعة طنجة-تطوان حول موضوع: عدم المساواة بين الجنسين وهجرة النساء في المغرب«، معتبرة أن الهجرة موضوع عالمي لا يختص به بلد دون آخر، وأنه قديم ودوافعه متعددة ومتشابهة في معظمها، إذ يسمح الجواب عن السؤال المتعلق بأسبابها للوقوف على الوحدة والتنوع. وكشفت الجامعية المغربية عن عدم موضوعية الخطاب الغربي-الأمريكي الذي دعا إلى فتح الحدود أمام الصناعة والمبادلات لاستنزاف خيرات الشعوب التي تمنعها من دخول أراضيها بتكثيف العراقيل الإدارية خلافا لما تنص عليه المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مذكرة بأن الفوارق وعدم المساواة تمس المرأة مقارنة مع الرجل، وتمس المرأة بالبادية أكثر منها في المدينة، وبالمغرب أقوى منها بالمهجر، حتى وإن كانت تتعرض للاستغلال كذلك هناك، هذه الفوارق التي توجد اتفاقيات وقوانين دولية ووطنية تمنعها، لكن تفعيلها جد محدود، مرجعة تدني رتبة المغرب بين الدول بالأساس الى ما تعرفه وضعية المرأة من تراجع. الهجرة كحقبة جديدة في حياة المهاجرة المغربية من جامعة العاصمة الإيطالية قسم الدراسات العربية إيزابيلا كاميرا دافليتوISABELLA Camera d›AFFLITTO في مداخلتها ركزت على الهجرة كحقبة جديدة في حياة المهاجرة المغربية، موضحة أن هناك إقبالا كبيراً من لدن أبناء المهاجرين الذين ولدوا بإيطاليا على الجامعة ودراسة اللغة العربية ويعملون من أجل الاندماج. وذكرت أن من بين المهاجرين أدباء وكتاب وصحافيين وأن السلطات الإيطالية لا تعاملهم باحترام، وأن غيرهم يعيش وضعية مزرية في قصر السلام كملجأ. واعتبرت أن المغاربة يسهل عليهم الاندماج أكثر من غيرهم إذ أن منهم من حسن وضعيته بحصوله على شهادات جامعية وأصبح له اسم في المجتمع. الهجرة المغربية على اختبار عامل النوع وعامل الجنس الدكتورة فاطمة أيت بن المدني أستاذة بمعهد الدراسات الافريقية- الرباط تحدثت بخصوص »الهجرة المغربية على اختبار عامل النوع وعامل الجنس، منطلقة من كون هجرة المرأة المغربية حديثة، إذ كانت لا تهاجر إلا إذا التحقت بزوجها -سياسة التجمع العائلي- ثم بدأت تهاجر للتعليم هناك وأخيرا للاشتغال، وأوضحت كيف أن الهجرة مرتبطة بسياق التحولات البنيوية التي عرفها المغرب، والتي جعلت الهجرة اليوم موسمية ومحددة زماناً ومكانا ودخلا. واعتبرت أن العاملات المغربيات الموسميات بالفلاحة بإسبانيا تعرضن لحملة إعلامية يمينية شرسة، وتم حرمانهن من عدة حقوق وحريات وفرض على المتزوجات منهن رخصة الزوج وموافقته، واشتغلن ب 34 أورو لليوم. مفاهيم جديدة، حقائق اجتماعية، الاندماج والخصوصية في مداخلته، أكد البروفيسورجرار بريفوست Gerard PREVOST أستاذ محاضر بجامعة باريس 8 وباحث حول موضوع المرأة المغاربية في المهجر: مفاهيم جديدة، حقائق اجتماعية، الاندماج والخصوصية«، حيث قدم معطيات رقمية حول ما أصبحت عليه العواصم بضفتي المتوسط بعد الهجرات الداخلية والخارجية، وما نتج عنها من تغييرات مجتمعية بفراغ البوادي وتكدس المدن وضواحيها، وبروز الفكر الفرداني وسلبياته على المجتمع والأسرة. وأشار إلى أن العديد من التغييرات حدثت في البلدان المصدرة للهجرة والمستقبلة لها، حيث بالأمس كانت خادمات البيوت بفرنسا من الإسبانيات والبرتغاليات، واليوم أصبحن من المغربيات والعربيات والإفريقيات، اللواتي يساهمن كثيرا في تغيير مجتمعاتهن ومجتمعات إقامتهن. شدرات من قصص النساء المغربيات المهاجرات بإيطاليا ومن جامعة البندقية بايطاليا كان عرض الأستاذة باولا غاندولفي Paola GANDOLFI حول موضوع: شدرات من قصص النساء المغربيات المهاجرات بإيطاليا، قدمت من خلاله ملخصا عن بحث كانت قد قامت به في منطقة لفقيه بنصالح بشأن المهاجرين لشمال إيطاليا ابتداء من أواخر الثمانينات، حيث هاجر الرجال ثم تبعتهم النساء وسجلت ما يلي: 1 العودة خلال العطلة الصيفية وما تحمل معها من تغييرات علائقية. 2 تغيير الوضعية بين ما قبل الهجرة وما بعدها. 3 تغيير النمط الاجتماعي داخل الأسرة والعائلة والجيران. 4 دور إحياء بعض التقاليد المغربية بإيطاليا واختلاف التصرف بين الآباء وأولادهم المزدادين هناك. 5 صعوبة تأقلم أبناء المهجر خلال العطلة ورفضهم العودة. 6 استعداد المرأة للاندماج أكثر من الرجل. 7 تعلم الأمهات والأبناء اللغة عكس الآباء. 6 الأستاذة نزهة الوافي برلمانية وباحثة في مجال الهجرة، تحدثت عن »الحماية الاجتماعية والقانونية للأسرة المغربية من خلال الدستور«، حيث اعتبرت أن تخصيص فصول بالدستور للمغاربة المقيمين بالخارج شيء إيجابي (الفصول: 16، 17، و18). وبخصوص المرأة بصفة عامة -بما فيها المهاجرة- فقد أعطاها الدستور حقوقا واسعة من خلال الفصل 19، وإحداث هيئة للمناصفة، ولأول مرة تستعمل كلمة «المواطنات» في الدستور بدل الحديث عن المذكر فقط (الفصلين 14 و 15). كما حمى الدستور الأسرة من خلال الفصلين 32 و 169 الناص على خلق المجلس الاستشاري للأسرة والطفولة. إلا أن المشكل الذي تواجهه المرأة والأطفال بعد الطلاق يبقى مطروحا مما يستوجب معه تطوير قضاء الأسرة وتأهيل المصالح الاجتماعية للمهاجرين. عن قانون الحجاب بإسبانياوفرنسا من جانبها الباحثة في علم الآثار بجامعة مدريد المستقلة أنخيليس راميرز فرناندز Angeles Ramirez Fernondez تحدثت عن قانون الحجاب بإسبانياوفرنسا، وكيف انطلقت القصة التي استغلها البعض من السياسيين، وتم سن قانون لمنع ارتداء الحجاب في الأماكن العمومية، وتدخلت المحكمة الأوربية لتؤيد ذلك فيما ألغته المحكمة العليا بإسبانيا مؤخرا. بفرنسا صدر قانون 2004 من طرف أحزاب اليسار عكس إسبانيا الذي اقترحه أحزاب اليمين الحكومي، متوقفة عند الوضع في كل بلد أوربي. وفرقت الباحثة بين الموقف من الإسلام كدين وبين التصرفات السلبية لبعض الأجانب من المسلمين، معتبرة أن الكثير من الأوربيين يجهلون الإسلام ويربطونه بالإرهاب. علاقة المرأة والرجل المهاجرين حول موضوع: »علاقة المرأة والرجل المهاجرين« تدخلت الباحثة الإسبانية مونطورو غوريش كارولينا أمايا Montoro Gurich Carolina Amaya ومما جاء في مداخلتها: خصائص الهجرة الذكورية والنسائية. آثار الهجرة على الأسرة والفرد والمجتمع المرسل والمستقبل. قرار الهجرة وطرق اتخاذه وأسبابه. تقاليد الهجرة بكل من اإسبانيا والمغرب. نتائج الدراسة حول الاندماج. الهجرة الموسمية وتغيير مركز المرأة داخل الأسرة. العودة للوطن والمشاكل الناتجة عنها. المسار الاجتماعي وسياقات الهجرة النسائية الداخلية بالمغرب عميدة كلية الآداب بالمحمدية الدكتورة رشيدة نافع عنونت مداخلتها ب: »المسار الاجتماعي وسياقات الهجرة النسائية الداخلية بالمغرب«، تطرقت فيها إلى كون النساء كن تابعات لأزواجهن قبل الثمانينات، لكن بعد الأزمة، أصبحت المرأة تهاجر لوحدها. وركزت العميدة في مداخلتها على بحث قامت به عام 1991 مع الدكتورة رحمة بورقية حول هجرة المرأة في كل من الحوز، بني مسكين، وبني ملال، خلصت فيه إلى أن 74 بالمائة غير متعلمات، و72 بالمائة بدون تكوين، و22 بالمائة هاجرن للبحث عن عمل، و38 بالمائة للبحث عن الزواج، و30 بالمائة للهروب من العنف والاغتصاب و7,5 بالمائة الهجرة لعدم تحمل استمرار نفس الحياة، وأن 80 بالمائة من النساء جئن مع أزواجهن و20 بالمائة بدون أزواج. القانون الدولي والتشريعات المرتبطة بالأسرة دكتور اللغات السامية بجامعة إشبيلية بيدرو كانو أفيلا Pedro Cano Avila عرض ملخصا لدكتوراته حول: القانون الدولي والتشريعات المرتبطة بالأسرة منطلقا من إعطاء نظرة تاريخية عن الهجرة قصد البحث عن المجالات والخيرات، ثم إلى المستعمرات، وكيف ساهم القانون الدولي والاتفاقيات في الحد من الهجرة وتقنينها، منتقلا للحديث عن الهجرة المغربية نحو إسبانيا مع منطلق الثمانينات، وتزايدها خلال التسعينات، ونقصانها مع بداية القرن الحالي، نظرا للأزمة الأوربية. وذكر ببعض القوانين الإسبانية التي شرعت لحماية المرأة بصفة عامة والمهاجرة بصفة خاصة، وشدد على أهمية قانون الطلاق وما جاء به من حقوق للمهاجرة وأبنائها، ودعا إلى المزيد من التعاون بين المغرب وإسبانيا حماية لحقوق المهاجرين. 11 مساهمة نقابة المهاجرين في حمايتهم ودعمهم جاء على لسان مؤسسها وكاتبها العام مارسيل أميييطو Marcel Amiyeto الذي جاءته الفكرة في اللقاء الثاني الذي نظمته جمعية بني عمير، واعتبر أن المغرب يتوفر على دستور متقدم تطرق للأقليات وحماها، وهذا ما شجع على خلق النقابة، موضحا أن بعض الباطرونات لا يحترمون مدونة الشغل وأن على الدولة مراقبتهم. وأعطى بعض حالات الاعتداء على العاملات الأجنبيات والخادمات في البيوت، وطالب بالحماية والتغطية الصحية للأجانب بالمغرب، وشكر المجتمع المدني المغربي. 12 الأستاذة حيما غونزاليز Gema Gonzales من جامعة قاديس الإسبانية تحدثت عن الاندماج السهل بالنسبة للأطفال المولودين للمهاجرين على عكس آبائهم، وخاصة الذكور من الآباء، واعتبرت أن سوء تصرف بعض الأطراف من الإسبان أو من الأجانب هو ما يحدث بعض الخلافات والمشاكل، ودعت إلى تقوية مجالات اللقاء والحوار والتعريف بالثقافة والعادات، لمعرفة خصوصيات الآخر، والإيمان بحرية الرأي والحق في الاختلاف، وكشفت اللثام عن تفكك الأسرة الإسبانية نتيجة للعولمة وبروز الفردانية وحذرت الأجانب منها. وذكرت بكون الديانات يجب احترامها وأن الإسبان هاجروا ?لى أمريكاً اللاتينية. واليوم، يهاجر المغاربة إلى إسبانيا، ويجب على الإسبان ألا يخافوهم، لأن هناك قوانين دولية ووطنية تحمي كل واحد.