كثير من البيضاويين تتبعوا خلال فترات متفرقة من أيام قليلة خلت، خروج عدد من أعوان المرور بالعاصمة الاقتصادية لتنظيم حركة السير والجولان مزودين بعصي، يشيرون بها في وجه السائقين ومستعملي الطريق عموما، من أجل التوقف أو التقدم أو الانعطاف. صورة رحب بها الكثيرون، سيما وأنهم شاهدوها قبل ذلك على أجهزة التلفاز، في تغطية، لمساعدة في الخبرات، قدمها الأمن الوطني المغربي لنظيره الجزائري في مجال السير والجولان، وهي التي غطت على صورة لصيقة بمفهوم العصا ظلت حاضرة في الذاكرة المغربية، سواء لدى المناضلين السياسيين أو الحقوقيين وعند الفاعلين الجمعويين وعموم المحتجين، الذين خرجوا يوما للشارع العام للإبلاغ عن فحوى رسالة سلمية وحضارية، غايتها رفع مظلمة أو المطالبة بحق كامل غير منقوص! العصا، لها صورتان وقراءتان مختلفتان، واحدة ايجابية بينما الأخرى قاتمة وسلبية، فليست العصا التي استعملها أفراد أمن المرور، هي نفس العصا في الاستعمال والغايات التي التجأ إليها أمنيون مساء السبت 16 مارس 2003 بساحة ماريشال بالدار البيضاء، من أجل تفريق متضامنين مع الشعب السوري الشقيق في محنته، بالقوة والعنف المبالغ فيهما، التي، بكل أسف، هي نفس العصا التي تنهال يوميا على أجساد الطلبة المعطلين أمام البرلمان، والمكفوفين، وغيرهم كثير من المغاربة الذين أصبحت لهم علاقة حسية مع العصا أكثر من التي قد تجمعهم مع أي شخص آخر! هي عصا بوجهين، واحد محمود والآخر مذموم، عصا بنفس التركيبة هي رهن إشارة مستعمليها، الذين «يكيفونها» وفقا للأهواء، للنزوات والتعليمات، عصا خفيفة الوقع تسر الناظرين، وأخرى جارحة صادمة للمشاعر والأحاسيس، تمعن في إذلال المستهدفين بها وتمريغ كرامتهم في الوحل! فمتى يتم القطع مع سياسة العصا العقابية، وتؤثث الشوارع والساحات نفس العصا لكن بمقاصد أخرى، لأن الاستعمال هو الفيصل، فقد يمضي بالبلاد قدما في مصاف الدول المحترمة لحقوق الإنسان في شتى تجلياتها، وقد يعود بها درجات بعيدة إلى الخلف؟ وتماشيا مع الكلمة التوجيهية للكاتب الأول للحزب الذي ذكر بدور الشبيبة الاتحادية في مختلف المعارك السياسية التي خاضها الحزب، والتي كانت خلالها قاطرة للنضال من أجل الديمقراطية والحرية والتحديث، وبروح عالية، من المسؤولية ووعي بدقة المرحلة، وبنفس الروح التي سادت الاجتماع، تقرر عقد لقاء وطني للطلبة الاتحاديين يوم السبت 30 مارس القادم، بحضور ممثلين عن مختلف الكليات والمعاهد والمدارس العليا واللجن الاقليمية للقطاع الطلابي الاتحادي، وممثلي الطلبة الاتحاديين في مجالس الكليات والجامعات، وأعضاء المجلس الوطني للقطاع الطلابي الاتحادي، والذين مازالوا يتابعون دراستهم بإحدى مؤسسات التعليم العالي وسنهم أقل من 30 سنة. وفي هذا الإطار عقد المكتب السياسي للحزب برئاسة الكاتب الأول وبحضور أعضاء المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، اجتماعا مع منسقي اللجان الإقليمية للقطاع الطلابي، حيث شدد الكاتب الاول للحزب على ضرورة إعادة الاعتبار الى الجامعة والحركة الطلابية كشرط أساسي لإنجاح المشروع المجتمعي الحداثي والديموقراطي. وفي نفس الاطار استعرض الطلبة الاتحاديون أوضاع الجامعة المغربية، مشددين على دور الجامعة في تحصين المكتسبات التي راكمها الشباب المغربي دفاعا عن الحق في التعليم ومجانيته. وأكد ممثلو الطلبة أنه «أصبح من الضروري أن يحتل القطاع الطلابي مكانة مركزية داخل انشغالاتنا كشبيبة اتحادية، عبر وضع برنامج وطني يتسم بالوضوح والفعالية، من حيث الأهداف و من حيث الإجراءات والصيغ العملية الكفيلة بتنشيط القطاع، وجعله قادرا على مرافقة ومصاحبة الطلبة في حياتهم اليومية، والعمل على أن يصبح القطاع سندا ودعامة للطالب المغربي والجامعة المغربية به دف الارتقاء بها، والعمل على نسخ روابط مبنية على قيم المواطنة». ومن جانب آخر، أشرف الكاتب الأول للحزب والمكتب السياسي على اجتماع نواة اللجنة التحضيرية للمؤتمر للوطني الثامن للشبيبة الاتحادية، وتم الاتفاق على توزيع أعضائها إلى ست لجان فرعية للجنة التحضيرية ( لجنة الإعداد المادي، لجنة قضايا الشباب، لجنة الإعلام والشباب، اللجنة التنظيمية، لجنة قضايا الجامعة والتعليم، لجنة العمل الجمعوي).