سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في لقاء تواصلي بمناسبة زيارة بول كولر، السفير السويسري المكلف بحقوق الإنسان للمغرب: الهيبة: المغرب يضع آخر اللمسات للمصادقة على البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب
قال المندوب الوزاري المكلف بحقوق الانسان محجوب الهيبة، إن المغرب بصدد وضع اللمسات النهائية للمصادقة على البروتوكول الاختياري الملحق بالاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب. وأوضح الهيبة، أول أمس بالرباط في لقاء تواصلي بمناسبة زيارة بول كولر، السفير السويسري المكلف بحقوق الإنسان للمغرب الذي يترأس وفدا يضم بالخصوص سفير سويسرا بالمغرب، ورئيس وحدة تنفيذ العقوبات والإجراءات في القطاع الفدرالي للعدل والشرطة السويسرية، ونائب رئيس قسم سياسة حقوق الإنسان بوزارة الخارجية السويسرية، أن الرباط سبق وفتحت، قبل الانخراط في مسطرة التصديق على هذا البروتوكول، باب النقاش العمومي على مصراعيه في أفق توفير الشروط القمينة بالتطبيق الفعلي لهذه الآلية. وأضاف الهيبة أنه تم خلال هذا النقاش العمومي، التركيز على الاختيار بشأن وضع الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، انطلاقا من تجارب والتطبيق الجيد للدول التي سبق لها وأن وضعت هذا النوع من الآلية. وأشار المندوب الوزاري المكلف بحقوق الانسان محجوب الهيبة، في هذا اللقاء الذي تميز بمشاركة وفد مغربي يضم رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان إدريس اليزمي وممثلي عدة مؤسسات وطنية وقطاعات حكومية معنية، إلى التجربة السويسرية في مجال إلغاء عقوبة الإعدام. وفي هذا السياق قال الهيبة إن المغرب أوقف التنفيذ الفعلي لهذه العقوبة منذ 1993، وانخرط منذ سنوات في نقاش عمومي واسع في إطار تفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة التي دعت بشكل واضح لإلغاء هذه العقوبة. وأوضح الهيبة أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان يختص حاليا فعلا وقانونا بوظيفة آلية الوقاية من التعذيب، مشيرا إلى انخراط المجلس في مسلسل للتشاور والتوافق من أجل إرساء البنيات الملائمة التي تخول له القيام بالدور الحقيقي لهذه الآلية في مجموع التراب الوطني، انطلاقا من تجربته القوية في زيارة أماكن الحرمان من الحرية وفي أفق التفعيل الملموس للبروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب. وأكد المندوب الوزاري على الاهتمام الكبير للمؤسسات المغربية المعنية بالاطلاع مباشرة على تجربة اللجنة الوطنية السويسرية للوقاية من التعذيب من أجل التعرف بشكل أفضل على هذه الآلية، وطريقة عملها ونمط اشتغالها في الميدان منذ انطلاقها سنة 2010 . وفي سياق تعزيز انخراطها في المنظومة الدولية، يجدر ذكر آخر الاتفاقيات والبرتوكولات التي قرر المغرب المصادقة أو الانضمام إليها، وهي الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، والبروتوكول الاختياري الأول الملحق بالعهد الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية، والبروتوكول الاختياري الملحق بالاتفاقية الدولية لمناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة، من جهته أعرب كولر عن أمله في أن يسفر هذا اللقاء عن إرساء أسس تعاون ثنائي مستقبلي في مجال حقوق الإنسان، خاصة في ما يتعلق بالوقاية من التعذيب وإلغاء عقوبة الإعدام، باعتبارهما تحديين دائمين يهمان جميع البلدان، مؤكدا على أهمية البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب الذي صادقت عليه سويسرا مؤخرا كأداة أساسية في الوقاية من هذه الظاهرة. كما أبرز أن المغرب وسويسرا تمكنا مسبقا من إرساء إطار متين للتعاون في إطار المنظومة الأممية عبر مبادرات مشتركة من بينها إعلان الأممالمتحدة حول التربية والتكوين في حقوق الإنسان وإقرار مسطرة جديدة خاصة للأمم المتحدة في مجال العدالة الانتقالية. يهدف هذا اللقاء التشاوري إلى تبادل الرؤى والتجارب مع السفير السويسري بشأن بعض المواضيع ذات الصلة بحقوق الإنسان، ولاسيما الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب والتجربة السويسرية في مجال إلغاء عقوبة الإعدام.