على بعد 20 كلم من ميناء طنجة المتوسطي، وبالضبط بمدشر ملييش بجماعة قصر الصغير، انفجرت يوم الأربعاء المنصرم القناة الرئيسية المزودة للمركب المينائي بالماء الصالح للشرب، مما نتج عنه انقطاع تزويده بهاته المادة الحيوية. قوة الانفجار تسببت، أيضا، في حدوث انهيارات أرضية خطيرة أدت إلى عزل تام للعشرات من العائلات القاطنة بمدشر ملييش بعد انقطاع الطريق الوحيدة التي تربطهم بالعالم الخارجي بسبب ما أصابها من تصدعات وشقوق. وقد علمت الجريدة أن ممثلي السلطات العمومية ومسؤولي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ورجال الدرك قاموا بزيارة ميدانية لموقع الانفجار من أجل تقييم الأوضاع، حيث تم وضع خطة استعجالية لإعادة تزويد الميناء بالماء في أسرع وقت ممكن. سكان مدشر ملييش عبروا للجريدة، في زيارة لها إلى موقع الانفجار، عن معاناتهم المتكررة مع هاته القناة، فهذا الحادث ليس هو الأول من نوعه، بل الأمر يتكرر لأكثر من ثلاث مرات سنويا منذ وضع هاته القناة سنة 2008، لكن هاته المرة كان الأمر أشبه بزلزال حقيقي تسبب في خسائر جسيمة وأصبحت منازلهم مهددة بالانهيار في حالة ما إذا لم يتم وضع حل نهائي لهذا المشكل الذي طالما نبهوا إليه السلطات المعنية لكن شكاياتهم ظلت دوما في سلة المهملات. وفي سؤال للجريدة حول الأسباب الكامنة وراء تكرار مثل هاته الانفجارات في هذا الموقع بالتحديد، أكد أحد التقنيين المتخصيين في أشغال مد قنوات المياه أن السبب في ذلك يرجع إلى خطأ تقني قاتل ارتكبته الشركة المكلفة بأشغال مد القناة عندما قامت بوضعها فوق مسار أحد مجاري المياه، وبالتالي كلما تساقطت الأمطار لا تجد السيول ممرا لها مما يتسبب في ازدياد الضغط على القناة وتتعرض للانفجار، وتساءل المصدر عن ملابسات إغفال أطر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لهذا الخطأ القاتل، وختم تصريحه بالتأكيد على أنه في حالة ما لم يتم معالجة هذا المشكل بشكل جذري، فإن الوضع سيزداد تفاقما وسيتسبب بالتأكيد في انهيار العشرات من المنازل المجاورة لهاته القناة.