دعت بديعة الراضي عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى ضرورة إحداث وكالة لتمية إقليماليوسفية لجبر الضرر الذي عانه هذا الاقليم العمالي ورد الاعتبار لأبنائه المناضلين، جاء ذلك خلال عرض لها قدمته مساء الجمعة الماضي بالمركز الثقافي بمدينة اليوسفية، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي نظمه فرع جمعية الشعلة بهذه المدينة. دعت الأخت بديعة الراضي عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى ضرورة إحداث وكالة لتنمية إقليماليوسفية لجبر الضرر الذي عانى منه هذا الاقليم العمالي ورد الاعتبار لأبنائه المناضلين. جاء ذلك خلال عرض لها قدمته مساء الجمعة الماضي بالمركز الثقافي بمدينة اليوسفية، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي نظمه فرع جمعية الشعلة بهذه المدينة. عضو المكتب السياسي استهلت عرضها المعنون ب: دستور المناصفة بين التقليدانيين والحداثيين»، بحديث عاشق عن إقليماليوسفية وفتنتها بهذه المنظقة التي رأت فيها النور، لتتألم وهي تنبش في الجراح التي أحدثتها سياسة التهميش التي عانى منها الإقليم، مضيفة أنه منذ الثمانينات كانت دائما تكتب أن شمس الغضب ستأتي من هذه المدينة التي لم يتم الالتفات إليها، «.. كان زملائي يحدثونني ، لماذا تقولين بأن شمس الغضب ستأتي من مدينة اليوسفية إن لم يتم الإنتباه إلى شباب هذه المنطقة؟ قلت لهم لأنني قرأت مرارا الغضب في عيون آبائنا وأخوالنا وأعمامنا، نسائنا ورجالنا، هؤلاء الذين ذاقوا مرارة التراب تحت الحفر، وخرجوا بخفي حنين.. أبناء مشردون، وضمنهم المجانين، ونساؤهم عرضة للانحراف، ومنهم من انخرط في «مشروع» التكفير والجهاد، وليسوا مسؤولين عن كل هذا الغضب، الذي أدى إلى انحرافات كثيرة، ومنها انحرافات الجهاد والتكفير ». بديعة الراضي وفي معرض حديثها، استنكرت أن تتحول هذه المنطقة ليغطيها الفكر الظلامي «الذي تجسد ووُشِم عندما سميت منطقتي بمنطقة الطالبان، كان الاسم يتردد في أكثر من صحيفة وطنية ودولية، وفي أكثر من موقع في العالم، على أن بقعة الفوسفاط الجميل تحولت إلى الظلام الدامس، حيث القهر، وحيث ينغمس أبناء البلدة التي نشأت فيها وأبناء موطنها ومسقط رأسها في هذا الظلام الدامس، فوُشِمت ذاكرة الكتابة في عدد من الصحف بأن بلد يوسف فكري ويوسف عدال وبلدي وبلد القرون الغابرة وبلد القرن الثالث للهجرة». وطرحت بديعة سؤالا عريضا عمن المسؤول عن هذا الظلام؟ لتجيب «بأن المسؤول عنه ليس هو يوسف عداد ، وليس هو يوسف فكري، فآباء هؤلاء كانوا من الحداثيين، وكانوا من رجال هذا البلد الذين حطوا رؤوسهم تحت الحفر وتحت التراب .. المسؤول ليس هو ذلك الطفل الذي تَولَّد الظلام في ذهنه، بل المسؤول هو من وَلَّد الظلامَ في ذهن هؤلاء ليتحولوا إلى تكفيريين وجهاديين، و إلى بنود عريضة في التقارير الدولية للسفارات الامريكية والبريطانية.. إن المسؤول هو من تجاهل هذه المنطقة، المسؤول هو غياب التنمية، المسؤول هو التفريق بين المغرب النافع والمغرب غير النافع، إذن المسؤول عن هذا الظلام ليس شيئا أتى من السماء، فكلنا مسلمون والحمد لله، ولكنه شيء أتى من الأرض»... و لم تبعد الراضي المسؤولية أيضا عن النخب السياسية، سواء كانت في الأحزاب، أو كانت في المجتمع المدني، أوكانت في الدولة، أو في الحكومة، أو في كل المؤسسات بمختلف تنوعها، الكل مسؤول من الأعلى إلى الأسفل. وانتقلت بديعة الراضي لتتساءل: لماذا الآن نريد أن نطرح ثنائية الحداثيين والتقليدانيين؟ لتقول بأنه اليوم في الانتخابات في المغرب ككل، نقول، صعد نجم التقليدانيين، وهم الذين يشتغلون أكثر، وهم الذين يحققون ثقافة القرب، وهؤلاء لهم علاقة بالمجتمع، بينما الحداثيون ليست لهم علاقة بذلك، وأنهم ركبوا في سفينة ورحلوا إلى حيث لا يعلمون، هذا سؤال صعب لا يمكن أن ننكر فيه المسؤولية كحداثيين، تم استطردت لتقول بأنه يجب أن نعود لنحاسب أنفسنا ونحاسب من وضعنا في هذا الموقع، من وضعنا كحداثيين وتقدميين في موقع الضعف إزاء من جعلوا من التقليدانية بوابة فعلية للظلام والانغلاق والعودة الفعلية إلى القرون الغابرة، ومن جعل التقليدانية بوابة إلى الوصول إلى الكراسي؟ من أغلق فضاءات الحداثة في الستينيات والسبعينيات ؟ من أدخل الحداثيين إلى الزنازن وأقفل عليهم؟ من همشهم؟ من أخفاهم قسرا؟ ومن رحلهم من بيوتهم؟ و من أوصلهم إلى الجنون؟ ومن أوصل الآخر إلى الانحراف أو إلى السكر العلني حتى قتل الذات بشكل أو بآخر؟ من بنى بين قوسين «المساجد» بدون حساب لتؤدي وظيفتها غير الدينية، بل تؤدي وظيفتها الظلامية بكل امتياز؟ من ترك الباب مفتوحا لغير العلماء ليفتوا في المجتمع؟ ويكرسوا التخلف ويغتصبوا أذهان النساء بشكل أو بآخر حتى لا نقول أجسادهن؟ وأضافت عضو المكتب السياسي بأن الدولة كانت شريكا استراتيجيا في بناء التقليدانية في المجتمع، والآن عليها أن تتحمل مسؤولية ذلك، الدولة هي المسؤولة عن كل هذا الهراء الذي جعل من شبابنا يكفرون ويتوجهون إلى المجتمع ليفتوا بغير حكم الله ، وبغير قضاء الله وتتلون التقليدانية في المجتمع المغربي.. ووصفت بديعة الراضي فتح الباب للشرق في الثمانينات وفي التسعينات بالكارثة الكبرى ،لأنه جعل من الوهابية مجالا لاشتغالنا من الباب الواسع، وكأن بخور الشرق، ورياح الشرق، والوهابية بكل المقاييس أصبحت هي ديننا الحنيف الذي ينبغي أن ننضبط إليه في كل بنوده في حين أنه يختلف عن الديانة التي ينبغي أن تُسطر للدولة المغربية، وعادت بديعة الراضي لتطرح أسئلتها العميقة في هذا الصدد حيث قالت : «هل وزارة الأوقاف عاجزة إلى هذا الحد؟ أليست لنا استراتيجية في الشأن الديني؟ كيف ندبر الدولة دينيا؟ من أين تسرب لنا كل هذا الهراء، وكل هذه الجماعات التكفيرية؟ ومن يدعمها ، وجعلت أبناءنا يفجرون أنفسهم في المناطق السياحية بالبيضاء ومراكش، وفضيحة يوسف عداد ويوسف فكري باليوسفية؟ ». وقالت بديعة الراضي إن الحداثيين هم المسلمون الحقيقيون ، لأنهم يتوجهون إلى الله ولايجعلون بينهم وبين الله جماعة تفتي في الدين، ومجلس العلماء يغلق على نفسه في مكتبه في الرباط.. هم من يمارس الدين الحقيقي لأنهم يقولون لأبنائهم نحن الحداثيون رغم قلتنا ورغم عدم تواجدنا في الساحة أو في الكراسة الانتخابية، فنحن موجودون بالفعل على أرض الواقع، لكننا لا نريد أن نوظف البشر من أجل الوصول إلى المنصب..» . وشددت بديعة الراضي بأنه على الحداثيين أن يشتغلوا، لأنهم ليسوا عاجزين ولا نادمين، فهم سائرون في الطريق بتأن ، وأن (الحساب فالاخر). وتحدثت عن الوثيقة الدستورية معبرة عن أنها ليست وليدة الخطاب الملكي فقط، وإنما هي كذلك وليدة نضالات الحداثيين، وليدة هؤلاء الذين ماتوا قهرا في السجون وفي الزنازن، كذلك وليدة مسار بُني بدماء الشهداء. و قالت بأنها كانت متفائلة جدا، لكنها اليوم أدركت أن تفاؤلها ليس في محله، فهذه الوثيقة التي تحدث عنها المجتمع الدولي مجرد وثيقة الماء أو تحت الغبار! وقالت بأن الحكومة سطرت قانونا واحدا ودافعت عنه لكي تخرجه إلى النور، هو قانون المناصب العليا، حيث أقام الحزب الأغلبي الدنيا وأقعدها، لكي يأتي بهذا القانون، واستعمل اغلبيته ليمرر هذا القانون، سواء في اللجن الداخلية أو في البرلمان، وأضافت بديعة الراضي أن تعطيل الدستور سببه بنكيران، الذي تنازل عن صلاحياته كرئيس للحكومة .. فهي حكومة بصلاحيات واسعة، لكنها تقليدانية وتعيش في الظلام ولا تريد القوانين والمساطر، لأن بالقوانين والمساطر غدا يذهب مواطن بسيط إلى رئيس الحكومة ويقول حقي هذا ضمن المسطرة الفلانية وسأتوجه إلى القضاء لأن لدي الحق في هذا .. وقالت عضو المكتب السياسي وهي تتحدث عن الربيع العربي: « كان خطأ استراتيجيا أن ننخرط في الربيع العربي استئثارا بالمشرق دون أن نعرف المقومات المغربية، وكان خطأ استراتيجيا أننا حولنا أذهاننا إلى عالم منفصل عن واقعنا، وقلنا هناك ربيع عربي، لنتأمل الآن ما الذي وقع في بلدان الربيع العربي/ الخريف العربي، أقولها وأنا مسؤولة عن كلامي، فقط الرياح هي التي وصلت إلى المغرب وليس شيئا آخر، هذه الرياح والتي للأسف جعلت رئيس الحكومة يقول في البرلمان: أنا رئيس حكومة أتى بي الربيع العربي، وكأن المغاربة أناس دون عقول، ، نحن ليس لدينا ربيع عربي، نحن لدينا دستور، الوثيقة الدستورية لم يأت بها الربيع العربي، بل أتى بها نضال المناضلين في السبعينات والثمانينات، وجاء بها آباؤنا الذين صبروا وبنوا الديمقراطية في البلاد ولم يسفكوا الدماء في البلاد». وأعطت مثالا بالقهر الذي مورس في اليوسفية والذي كان بالإمكان أن يعرف ثورة ليس فيها الدم فحسب ولكن الناس كانوا عاقلين وصبروا في الوقت الذي فعلا هناك تحريض على أن تكون هناك ثورة لكنهم يقولون نريد السلم، نريد أن نبني الديمقراطية ونبني المغرب المتضامن ونبني المغرب القانوني ، وهو المطلب الذي يجب أن نتوجه إليه كحداثيين ضد التقليدانيين الذين يريدون أن يجعلوا من المغرب مغرب الضبابية بدون القوانين . وأكدت بديعة الراضي على أن الحداثيين يريدون أن يجعلوا من المغرب مغرب القانون، مغرب الحقوق، مغرب يجب أن يكون منسجما بالقانون وليس بثورة، وختمت عرضها بقولها: «الثورة، نحن من قام بها سنة 2011، لكن هذه الثورة تقتلها حكومة التقليدانيين، لأنه في الوقت الذي وصلنا أرجعونا إلى نقطة الصفر والنكوص، لكننا مع ذلك نحن شعب واع، لأنه لا يريد أن يصل إلى ما وصلت إليه سوريا وليبيا وتونس ومصر والبقية تأتي، لأننا شعب يريد فعلا أن يبني بصبر، سنتعذب ولكن يجب أن نواجه، وأكبر مواجهة أن نقول للتقليدانيين كفى » . هذا وكان أحمد فردوس مندوب جمعية الشعلة قد تناول الكلمة ليتحدث عن الغاية من اختيار موضوع دستور المناصفة بين التقليدانيين والحداثيين، وقال بأن عيد المرأة هو أيضا عيد للرجل، لأن هذا الأخير يدافع عن حق المرأة ضد التمييز.